علمياً..هناك جين وراثي فى الرجال اسمه "العين الزايغة" 80 % ممن يقعون فى فخ الخيانة الزوجية هم أصلاً "محترمين" أتلقى يوميا من 10 إلى 12 مشكلة للخيانة بسبب "الشات".. و"العرى النفسى" أخطر من الجسدى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى أفقدتنا "الإنسانية".. والفراغ هو العدو الأول الإفراط فى استخدام التابلت والموبايل يسبب انحناء الظهر والتهاب الأعصاب والعزلة والانفراد وافتقاد إيقاع الحياة البيوت أصبحت بلا جدران بعدما أصبح الجميع يعبر عن شعوره تجاه شريك حياته ب"التلقيح" من خلال البوستات أنصح أي زوجة تكتشف أن زوجها يمر ب"أزمة منتصف العمر" أن تجعل من نفسها قطعة مغناطيس كثيرا ما نشعر بأن حياتنا الآن اختلفت عن الماضى، ونقارن بين طريقة تعاملنا مع الظروف المختلفة واستمتاعنا بالحياة عموما لنجد أننا لا نعيش الحياة التى نتمناها، وبالتأكيد ظهور الإنترنت والموبايل وكل الوسائل التكنولوجية الحديثة أثر بشكل أو بآخر على حياتنا وصحتنا خاصة مع الاستخدام المفرط له، ولذلك التقينا مع د.وليد هندى استشاري الطب النفسى وخبير العلاقات الأسرية والزوجية ليحدثنا عن التأثير السلبى للتكنولوجيا الحديثة على حياتنا.. بشكل مباشر.. كيف أثرت التكنولوجيا الحديثة على صحتنا النفسية؟ الإفراط فى استخدام التابلت والموبايل لساعات طويلة يسبب الإصابة بعدد من الأمراض منها انحناء الظهر والتهاب أعصاب العين وضعف الشبكية بالإضافة إلى أنها تسبب بعض الأمراض العصبية مثل "خور الأعصاب" أى التهاب الأعصاب نتيجة الإجهاد، إلى جانب العديد من الأمراض النفسية مثل العزلة والانفراد وافتقاد إيقاع الحياة، فكل فرد من أفراد الأسرة يجلس فى المنزل منعزلا عن كل من حوله بل قد لا يشعر بوجودهم من الأساس مكتفيا بعالمه الافتراضي مما أفقدنا الشعور بالآخرين من تواصل وحوار وغير ذلك. وما أهم القيم التى أصبحنا نفتقدها من كثرة استخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة؟ للأسف تخلينا كثيرا عن سلوك "الأنسنة" أى القيام بالسلوك الإنسانى الطبيعى، فلم نعد كما خلقنا الله تعالى بالمشاعر والأحاسيس والحب إلى جانب أن هذا أدى إلى توقف العقل عن القيام بمهامه من التفكير المنظم والاستدلال، وهى عمليات عقلية هامة جدا تتوقف تماما طالما لا يستخدمها العقل البشرى وهذا فى حد ذاته كارثة يجهلها الكثيرون، كما ساهم استخدام الإنترنت بشكل مفرط فى انتشار الفضائح والتزييف والشات و"التجريس الاجتماعى" وتعرض البعض لجرائم النصب الإلكتروني، كما فقدت الأسرة المصرية أهم ما اتسمت به لفترات طويلة وهى قيمة "الخصوصية" فكنا قديما لا يمكننا أن نعرف ما يدور داخل البيوت، لكن الآن أصبحت البيوت بلا جدران مكشوفة للجميع بعدما أصبح الجميع يعبر عن شعوره تجاه شريك حياته باستخدام أسلوب "التلقيح" من خلال البوستات التى يظهر فيها بشكل واضح وجود مشكلة أسرية أو ضغوط من نوعية معينة داخل المنزل.. إذن ما هى روشتتك لعلاج الإدمان الإلكترونى؟ يجب أن تكون لدينا ثقافة "الضرورة"..بمعنى عدم الإقبال على شراء أى شىء إلا عندما تكون لدى حاجة ملحة لذلك، وهو ما شاهدته بنفسى فى جميع الدول الأوروبية، فالمواطنون هناك لا يمتلكون موبايل 3G ليس عن فقر ولكن عن قناعة بأنه ليس فى حاجة لذلك، فجهاز كمبيوتر واحد ثابت فى المنزل "فى غرفة مفتوحة" يؤدى الغرض مع تبادل أفراد الأسرة بالجلوس عليه واستخدامه لفترة محددة وفقا للسن ودرجة الاحتياج. أما بالنسبة للموبايل فأنصح بعدم إغلاقه تماما، لكن عدم استخدامه إلا للضرورة وإغلاق الإنترنت عنه خصوصا فى الإجازات وفترات الحاجة إلى الإسترخاء أو الحصول على قسط من الراحة فالاستسلام لاستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل مفرط يؤدى إلى الوقوع فى فخ الإدمان.
أثبتت الدراسات الأخيرة أن برامج الشات مثل ال whatsapp وال viber ومواقع التواصل الاجتماعى ساهمت بشكل كبير فى انتشار الخيانة الزوجية.. كيف نواجه هذه الكارثة؟ هذا الكلام صحيح 100 %، فأنا شخصيا أتلقى ما يتراوح مابين 10 و12 حالة خيانة زوجية يوميا بسبب الشات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى. والعلم يؤكد أن الخيانة لها أسباب كثيرة من أهمها الاضطرابات النفسية وأزمة منتصف العمر وغيرها من الأسباب، لكن المفاجأة أن ما يقرب من 80 % ممن يقعون فى فخ "الخيانة الزوجية" هم فى الأصل أشخاص محترمون ومن عائلات تعرف جيدا الحلال والحرام، والأصعب من ذلك أنهم اختاروا زوجاتهم عن حب، وأنا أنصح أى شخص يجد نفسه على وشك الوقوع فى فخ الخيانة أن يواجه الواقع وألا يقع فريسة لشخص مضطرب نفسيا، فإذا افترضنا أن سيدة تعرضت لتجاوز من أحد الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعى فلابد أن تواجهه وترد عليه قائلة: هل تقبل أن تتعرض زوجتك لهذا الموقف؟" ووقتها سوف يتوقف تماما عن الحديث معها أو التجاوز.. ما مدى صحة مقولة إن "كل الرجال عينهم زايغة"؟ هذا الكلام صحيح 100 %، حيث أثبتت منظمة الصحة العالمية أن هناك جينا وراثيا موجود لدى كل الذكور يسمى جين "العين الزايغة"، لكن هناك بعض الأشياء التى تقيد هذا الجين أهمها الوازع الدينى وإحساسه بزوجته والتنشئة الأسرية وغيرها.. وعادة ما تلاحظ الزوجة أن زوجها عينه زايغة بعد سن الأربعين، أى بعدما يشعر باستقرار فى حياته من وجود زوجة وأبناء وارتياح مادى إلى حد ما بالمقارنة بفترة شبابه، ويطلق على هذه الفترة "أزمة منتصف العمر" وكثيرا ما تفجر العديد من المشكلات الزوجية، وأنصح أى زوجه تلاحظ مرور زوجها بهذ الأزمة أن تتعامل بحكمة وأن تجعل من نفسها قطعة مغناطيس، لتجذبه إلى بيته مرة أخرى ويكون لها دور فعال فى تخطى هذه الأزمة بسلام.
هل مشاركة بعض المنشورات التى تعبر عن حكم أو أقوال مأثورة على صفحاتنا الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى تعبر عن خلل نفسى معين؟ هناك العديد من المنشورات العامة والفلسفية التى تحمل مجموعة من الخبرات والنصائح والتى قد نستفيد منها ونفيد الآخرين، لكن كثيرا ما نشاهد العديد من الأقوال المأثورة أو الأمثال أو الحكم على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تعبر عادة عن المكنون النفسى للإنسان ونواقصه ونواياه، والعرى النفسى قد يكون أشد وطأة على الإنسان من العرى الجسدى، فالتعبير عن مكنوناتنا الداخلية قد يكون له دور واضح فى الخيانة ويفتح المجال لأصحاب النفوس المريضة باستنتاج ما إذا كنا نعانى من أزمة أو مشكلة عاطفية أو زوجية أو غير ذلك.
على الرغم من أن فكرة زيارة الطبيب النفسى لم تعد أزمة للكثيرين، إلا أن البعض مازال يخشى هذه الخطوة رغم اقتناعه الشديد باحتياجه لذلك..لماذا؟ وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن 92% ممن يذهبون إلى الطبيب لعلاج الأمراض العضوية قد توجهوا إليه بالخطأ وعليهم الذهاب إلى الطبيب النفسى أولا، لأن معظم الأمراض العضوية ترجع إلى أسباب نفسية وهو ما يسمى بالأمراض "السيكوسوماتية "هذا بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية الواضحة التى أصبحت تنتاب الإنسان المعاصر نتيجة تغير العديد من الأوضاع المحيطة لذلك نجد مثلا فى دول الاتحاد الأوروبي هناك مرشد نفسى لكل مواطن يلجأ إليه، كما أن الطبيب النفسى له طبيب آخر يذهب إليه ويقوم بعرض مشاكله عليه، لكن تبقى المشكلة فى البيئة الشرقية التى تعتبر زيارة الطبيب النفسى انتقاصا من رجولة الشخص أو نيلا من ذاته نتيجة للخلط بين الاضطراب النفسى والجنون على مدار عشرات السنين، وعلميا لا يوجد ما يسمى "جنون" بل إن كلمة "مجنون" ليست موجودة فى أى مصطلح طبى فى أى مكان فى العالم سوى فى مصر بالإضافة إلى أن ندرة الأطباء النفسيين المهرة عامل أساسى فى عزوف الكثيرين عن زيارة الطبيب النفسى. بم تفسر ظهور عدد هائل من الاستشاريين النفسيين والمتخصصين فى العلاقات الزوجية والأسرية والتنمية البشرية فى السنوات الأخيرة؟ للأسف أصبح مجال الطب النفسى بكل فروعه مهنة من لا مهنة له، وانتشرت على الفضائيات وفى وسائل الإعلام المختلفة مسميات "استشارى أسرى"، "خبير علاقات أسرية وزوجية"،"استشارى نفسى "،"خبير تنمية بشرية"..وغيرها من المسميات المشابهة والتى ترتبط بنفسية الإنسان بشكل أو بآخر و فى أحدث تعريف للمرض النفسى لمنظمة الصحة العالمية للمرض النفسى بأنه هو المرض الذى يمكن قياسه، وعلى هذا فإن أى طبيب لا يمتلك أدوات ومقاييس عملية معينة لقياس المرض النفسى فهو ليس طبيبا نفسيا..وتلك المقاييس أسعارها مرتفعة جدا وتكون فى صيغة "الدردشة " التى يقوم بها الطبيب مع المريض والغالبية العظمى من هؤلاء لا يستخدمون المقاييس فى التشخيص لذك فهم ليس لهم أى صلة بالطب النفسى. فى رأيك، ما أكبر مشكلة يعانى منها الشباب المصرى حاليا؟ الفراغ هو العدو الأول للشباب، سواء كان هذا الفراغ نفسيا أو وقتيا، مما يترتب عليه العديد من المشكلات والتى من أهمها إدمان المخدرات، ونحن فى مصر لدينا 19 مليون متعاطي للمخدرات منهم 25% من مدمنى المخدرات الرقمية نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والفراغ والملل والبطالة كما نعترف بأن التعليم فى مصر لا يخرج طالبا قادرا على حل الأزمات ويكون شخصية غير إبداعية وليست لديه القدرة على حل المشكلات وأرى أننا فى حاجة إلى جهد كبير لحل هذه المشكلة من جذورها.