"زوجي يعيش حياته طول اليوم ولا يتحدث معي إلا بلغة الأوامر فقط، ولا يهتم بي، وفي إحدي الأيام تعرفت علي شاب بدأ يكلمني رفضت كلامه في البداية، وفي يوم كنت محتاجة أتكلم بشدة، فكلمته، وبدأت في أحاديث غرامية، وبعد فترة اكتشف زوجي، أنني أكلم أحد الشباب وبدأ يراقبني وبدأت العلاقة تنهار، إلي أن جاء يوم وصرخت فيه، وواجهته، متسألش، أنا عملت كده ليه إسأل انت ليه بعيد عني ودورك في حياتي إيه". هذه القصة وغيرها الكثير من قصص انهيار العلاقات الزوجية والاجتماعية نتيجة إدمان الإنترنت، وذلك نتيجة انتشار العلاقات الغير السوية على الإنترنت فى الآونة الأخيرة، ومدى تهديدها وتأثيرها على العلاقات الزوجية بشكل مباشر، وهذا ما أكدته الإحصائيات والتي كشفت وإرجعت ارتفاع معدل حالات الطلاق بصورة كبيرة بسبب إدمان الإنترنت.. لذا يقدم الدكتور علاء رجب استشارى الطب النفسي، والعلاقات الإسرية، روشة لعلاج إدمان الأنترنت، ويقول:" انه مما لاشك فيه في الآونة الأخيرة زادت حدة المشكلات العائلية الناجمة عن العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أن نفرق بين مدمني التواصل الاجتماعي وبين العلاقات الغير سوية علي مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هناك أشخاص يستخدمون تلك المواقع كنوع من التعبير علي الرأي أو التواصل مع الأصدقاء والأهل ومعرفة أخبار المجتمع، وهنا يمكن أن نقول أن ذلك الاستخدام طبيعي؛ ولكن إذا زاد بشكل مرضي وتم استخدامها بشكل غير طبيعي هنا يجب أن نتوقف قبل اأن نسقط فى فخ الإدمان الإلكتروني. ويضيف إذا تحدثنا عن الحالات التي وقعت فريسة لعلاقات غير سوية سواء كانت من رجال أو نساء، فتلك طامة كبري يجب أن نحللها من خلال اعترافات لبعض الحالات، فلكل حالة ظروفها وملابستها، ومقدماتها التي أدت بها للوصول لمثل هذة النهايات المأسوية. ويوضح لو توقفنا عند تلك الحالة الني تعرضنا لها في البداية، لوجدنا الفراغ النفسي وإهمال الزوج سببا أساسيا وراء إقدام الزوجة علي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك للخروج من الفراغ العاطفي التي تعاني منه، وذلك لآجل تعويض غياب الزوج، وهنا أيضا يلعب عامل التدين والصحة النفسية للزوجة دوراً مهما، في جعلها في حالة عدم اتزان مما وقعت في خطأ جعل حياتها جحيم. ويضيف هناك بعض الحالات أيضاً تكن الزوجة وراء خيانة الزوج لها إلكترونيا، وذلك عندما يعاني الزوج من فراغ عاطفي، وأن تشحن الزوجة بداخل زوجها بدلاً من الاحساس والمشاعر الجميلة ركاما من المشاحنات، والغيرة، والمقارنات الظالمة التي تجعل الزوج يهرب بنفسه لعالم خيالي غير واقعي، يبعده عن حياة مليئة بالخلافات والمشاحنات، ولكن نتيجة ذلك تنهار الحياة الزوجية شيئاً فشيء نتيجة فقدان الأحساس بالأمان والثقة. وينصح دكتور علاء لتجنب مثل هذة المشكلات التي تؤدي بالحياة الزوجية إلى حافة الهاوية، قائلاً:"أن الموضوع يحتاج إلي مراجعة نفسية دقيقة لحالات أدمان الأنترنت، ودعم نفسي للطرفين حتي يستطيعون التغلب علي ذلك المرض اللعين، والتواصل السلبي أو كما أحب اسميها مواقع الانشقاق العائلي. ويضيف بجانب هذة النوعية من المشكلات هناك مشكلة الغيرة، والتي قد تحدث نتيجة استعمال تلك المواقع بشكل مستمر وساعات طويلة، ويجب أن ندرك أن لدي الازواج طبيعة خاصة بالغيرة، وان تلك الغيرة اذا كانت بالحب فهي أجمل أنواع الغيرة؛ ولذا فنشر تفاصيل وصور حياتنا للآخرين قد يتيح للكثيرين رؤية ذلك، وهناك مرضي بالغيرة يتفنون لافساد تلك العلاقة، بالإضافة إلى مدى تأثير الساعات الطويلة التي نستخدم فيها مواقع التواصل الإجتماعي وما تشغله من حيز كبير، وخطر وتهديد للعلاقة الزوجية. ويحذر من خطورة مثل هذة العلاقات الخيالية وما تسببه من أمراض نفسية، والتي قد تنشأ عن إدمان تلك المواقع، وعدم الثقة بالاخرين لطبيعة الشكل الإلكتروني في العلاقات، وكذلك التوتروالقلق والخوف من المصير المجهول لأي علاقة، والانغلاق علي النفس. ويضيف يجب أن نتوقف قليلا قبل القدوم علي مواقع التواصل الإجتماعي، ونحدد الهدف الأساسي من تلك العلاقات، ونحدد بدقة من نقوم معه بالتواصل، والحذر من الوقوع في براثن الخمول النفسي، وأن يجد الشخص إنه غير قادر علي حماية نفسه من أي خطر قادم في شكل صداقة بريئة، أوالأحساس المزيف بالأمان النفسي للخيال الكتروني، وهو ما يؤدي بان يسرق منا اجمل أيام العمر، ويسرق ما بداخلنا من احساس نقي. ويوضح يجب علينا إدراك أن مواقع التواصل الاجتماعي وجدت لأهداف محددة، وأن التتواصل يتم بشكل طبيعي مع الأسرة وأصدقاء نعرفهم فقط، لأن الصداقة والتعارف ليس حقل تجارب، وتذكر أن هناك أشخاص يتربصون بنا أخلاقيا؛ لذا لا يجب نشر صور متعددة خشية من استغلالها بشكل سيء. وينصح إنه من المهم جداً أن يتم استخدام مواقع التواصل بشكل طبيعي، ومعلوم الوقت، حتى لاتؤثرأو تسرق حياتنا الطبيعية.