هل يصل التعامل مع مواقع التواصل التكنولوجية إلي حد الإدمان؟ وهل التعامل معها لايحمل سوي الضرر والخطر أم أن لها فوائد ومميزات؟ وماهي الصورة المثلي للتعامل مع هذه المواقع؟ أسئلة كثيرة تفرض نفسها وتحتاج لإجابات بعد أن أصبح العالم الافتراضي الذي نعيش فيه من خلال وسائل التواصل التكنولوجية كمواقع التواصل الاجتماعي أو البرامج المتاحة علي التليفون مثل الواتس آب وغيرها لا حصر له, ويشغل حيزا ووقتا كبيرا من اليوم في حياة الكثيرين سواء في تبادل الصور أوالأخبار أوالمعلومات أوغيرها بشكل سهل وسريع حتي أصبح التليفون أو الكمبيوتر جزءا أساسيا يتصفحه الشخص كل دقيقة, بل وقد يتصفحه أيضا وهو جالس مع أصحابه وأقاربه أو في العمل نظرا لدورهذه الوسائل في تقريب المسافات ونشر المعلومات والأخبار السياسية والتي حولت هذه المواقع من مجرد موقع اجتماعي للتواصل إلي موقع سياسي أيضا يمكن من خلاله متابعة أحوال البلاد وأحداثها المتلاحقة. ولكن هذا العالم الافتراضي قد يصل إلي حد الإدمان عند كثير من الأشخاص الذين ينشرون تفاصيل حياتهم ساعة بساعة, فهل هذا التصرف يمكن أن يتحول إلي إدمان يحتاج لعلاج؟ طرحنا هذه التساؤلات علي د.مجدي عرفة أستاذ الطب النفسي بكلية طب قصر العيني الذي بدأ إجاباته بأنه لايعتبره إدمانا بالمعني المفهوم ولكنه نوع من الاستسهال مثل استخدام التليفون بدلا من اللقاء المباشر, ولكن هذه الوسائل الجديدة تصبح مشكلة بالفعل عندما تأتي علي حساب العلاقات الحقيقية مع الناس أو أن تصبح العالم الوحيد للشخص. ويري أنها ليست وسائل سيئة في معظم الأحيان لأنها تتيح نوعا إضافيا من التواصل نتيجة ضيق الوقت أوظروف ومشاغل الحياة التي تحد من التواصل المباشر بين الناس أوتساعد علي إقامة صداقات جديدة والتي قد تتحول بعد فترة إلي صداقات قوية في العالم الواقعي, كما أن هذه الوسائل لا يحتاج التواصل من خلالها إلي مجهود أو مظهر معين لأن الشخص يتواصل من وراء حجاب وبالتالي فهو أسهل من التواصل المباشر, كما أنها تكون مفيدة لبعض الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أو الخجل الاجتماعي فيكون لديهم مشكلة مع المواجهة المباشرة مع الآخرين وبالتالي يعيشيون علاقات أسهل من خلال هذا العالم الافتراضي. وهناك عدة مشاكل تسببها وسائل التواصل الإلكترونية مثل سوء العلاقات بين الأفراد في بعض الأحيان نتيجة عدم وجود تواصل شخصي مباشر, فالتواصل لا يقوم فقط علي الكلمات ولكنه يعتمد في جزء كبير منه علي لغة الجسد بما فيها من حركات وإيماءات وتعبيرات وإيحاءات مما يزيد من قوة العلاقة وعمقها, أما في الرسائل المكتوبة فهذا الشرط لا يتوفر لذا تحدث معه أحيانا خلافات مما يقلل من احتمالات قوة العلاقة, وقد زادت هذه الخلافات بشكل كبير مؤخرا نتيجة اختلاف وجهات النظر حول القضايا السياسية الراهنة, كما أن استخدام الزوجة لهذه المواقع أو البرامج لوقت طويل يؤدي إلي كثير من الخلافات الزوجية خاصة لو صاحبها تقصير أو إهمال للبيت أو للزوج والأبناء, ونفس الشئ ينطبق علي الزوج الذي قد يقضي أوقاتا طويلة في استخدام هذ الوسائل دون تواصل أو اهتمام بزوجته أو أبناءه. كما يمكن أن تحدث الخلافات الزوجية مع الزوجات اللاتي يجعلن حياتهن الشخصية كتابا مفتوحا علي الإنترنت من خلال الصور والتعليقات وغيرها من وسائل التواصل. وهناك مشاكل تقنية نتيجة وجود قراصنة تستخدم الحساب الشخصي للفرد وتبدأ في إرسال رسائل سيئة أو تستخدم صوره ومعلوماته وتسبب له مشاكل مع الآخرين.