التنمر على هذه الفئات يعرضك للحبس 5 سنوات    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    العدوان على غزة، قوات الاحتلال تدمر أكبر مصنع للأدوية في القطاع    صحة غزة تعلن ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي ل 34 ألفا و49 شهيدا    صحيفة لوفيجارو الفرنسية تلقى الضوء على تطور الهيكل العسكرى الإيراني    أوكرانيا: تسجيل 102 اشتباك مع القوات الروسية خلال الساعات ال 24 الماضية    جدول مباريات اليوم.. 4 مواجهات قارية مختلفة للأهلي.. ظهور للزمالك.. وقمة سيتي وتشيلسي    "الأرصاد": ارتفاعات طفيفة في درجات الحرارة.. والعظمى بالقاهرة 32 درجة    إصابة 16 شخصًا في حادث إنقلاب سيارة ميكروباص بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    خلال ساعات.. الحكم على متهمين ب«خلية داعش حلوان»    مفتي الجمهورية يشارك في اجتماعات الدورة 23 لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي بالرياض    أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 20-4-2024 في قنا    خفض سعر رغيف الخبز السياحي بعد تراجع الدقيق    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا مضادا للطائرات    تواصلت مع دولتين .. هل تبحث حماس نقل مقرها إلى خارج قطر؟    الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار جمهورية بربادوس الاعتراف بها دولة لها حقوقها    الكهرباء تحدد طرق الشكاوى ضد مخالفة مواعيد تخفيف الأحمال    8 غيابات تضرب الأهلي في مباراة مازيمبي بدوري أبطال إفريقيا.. بالأسماء    مياه الشرب بالجيزة: عودة المياه تدريجيا لمنطقة منشية البكاري    آخر مستجدات استرداد أراضي الدولة ومنع التعديات تنفيذا لأوامر الرئيس    آخر تحديث: سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الآن في مصر    الحماية المدنية تسيطر على حريق منزلين فى سوهاج    بعد تغيبها 4 أيام.. قرية الحي بالصف تستقبل الطالبة فرح العطار بالتكبير|فيديو    اليوم.. جنايات القاهرة تستكمل محاكمة المتهمين في قضية رشوة مياه أسوان    مفاجأة بشأن أسعار الذهب اليوم السبت 20-4-2024    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    هل يجب الصلاة على النبي عند ذكر اسمه أثناء الصلاة؟.. البحوث الإسلامية يجيب    بالأسماء.. غيابات الأهلي أمام مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    الخشت: جامعة القاهرة تحتل المركز 174 فى الطب متصدرة جميع الجامعات المصرية والثاني إفريقيًا    يُغسل ولا يُصلى عليه.. حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان    ملامح التعديل الوزاري المرتقب .. آمال وتحديات    عمر مرموش يساهم بهدف في فوز آينتراخت فرانكفورت على أوجسبورج 3-1    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    التعليم: تركيب كاميرات مراقبة داخل جميع لجان سير امتحانات الثانوية العامة    ناقد رياضي شهير ينتقد شيكابالا وتأثير مشاركاته مع الزمالك .. ماذا قال؟    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    صعب تكراره.. فريدة سيف النصر تكشف عن ذكرياتها مع صلاح السعدني    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    أهالي قرى واحة الفرافرة في ضيافة الأسبوع الثقافى الفني بالوادي الجديد    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    بركات قبل لقاء الأهلي: مباراة مازيمبي وبيراميدز شهدت مهازل تحكيمية    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدارس اليابانية.. نظام تعليمى لبناء المهارات وتحمل المسئولية
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 09 - 2018

تدخل تجربة المدارس اليابانية مرحلة التطبيق مع بداية العام الدراسى الجديد فى 34 مدرسة وأعلنت الوزارة قبول ما يزيد على 13 ألف طالب ليطبق نظام التعليم اليابانى للمرة الأولى فى مصر، بهدف النهوض بالتعليم المصرى بالتركيز على بناء شخصية الطالب وتعزيز وطنيته وانتمائه لبلده والتدريب على الاعتماد على النفس.. ملامح التجربة يستعرضها الخبراء والمسئولون فى السطور التالية.
بداية توضح الدكتورة لمياء محمود المسئولة بمشروع وحدة المدارس المصرية اليابانية بوزارة التربية والتعليم أن العملية التعليمية فى النظام الجديد تعتمد على نشاطات متعددة،منها:الألعاب الجماعية وتعلم وممارسة الموسيقى والأغانى ومختلف الفنون والرسم، فضلا عن تولى عملية النظام والنظافة بالمدرسة من جانب الطالب، والحصول علي خبرة اليابان فى تربية وتنمية قدرات الأطفال، وربطها بالمناهج المصرية، وضمان مواصفات خاصة لتلك المدارس باتساع فصولها، وانخفاض الكثافة إلى نحو 35 تلميذا فى الفصل، وتجهيز المعامل لتجارب العلوم والتكنولوجيا، وتوفير غرف للموسيقى ومطابخ لإعداد الوجبات المدرسية، وكذلك الملاعب المتسعة.
فى الوقت الذى حددت فيه الوزارة خطتها بأن تكون الدراسة باللغة العربية فضلا عن مادة اللغة الإنجليزية فى مرحلة الروضة والابتدائي، وكانت الوزارة قد وضعت شروطا للقبول بهذه المدارس، بألا يقل سن الطفل فى أول أكتوبر عن 4 سنوات بالمستوى الأول بالروضة، وتكون الأولوية للأكبر سنا حتى 5 سنوات، وفى الصف الأول الابتدائى 6 سنوات وفقا لترتيب المتقدمين ومنع الاستثناءات تماما. وفى حال قبول الطالب، يعقد لقاء بين لجنة المدرسة وولى الأمر وابنه للتعرف على شروط الدراسة ومعاييرها، وعلى ولى الأمر أن يتعهد كتابيا بأن يشارك فى المدرسة بأعمال تطوعية 20 ساعة فى السنة، والمصروفات المدرسية المحدد لها 10 آلاف جنيه تأتى لضمان استمرارية المشروع بنفس الجودة وتجهيز المدارس بالكامل لأنه ليست هناك منحة يابانية.
العمل الجماعي
وأضافت أن النظام الجديد يعرف فى اليابان ب»التوكاتسو» وهو نظام التعليم اليابانى فى تفعيل الأنشطة وهو لا يعتمد على حفظ المعلومات والتلقين ولكنه يركز بصفة أساسية على كشف مهارات الإبداع والتفكير لدى الطالب فى مختلف الأنشطة، مما يتيح له ممارسة العمل الجماعي، والتزامه بدور عملى محدد فى مجموعة الفصل وتنفيذه الدور المكلف به، والتعاون مع الزملاء لتحقيق الهدف السلوكى أو التربوي، مما يحقق بناء الشخصية والمهارات الجماعية وتحمل المسئولية واحترام القيم والاعتزاز بالذات. وتهدف تلك الأنشطة أيضا إلى جعل المدرسة والفصل الدراسى مجتمعا واحدا، مما يضمن النهوض بشخصية الطفل، ومستوى أدائه فى الحياة العملية، والولاء والانتماء للمدرسة والبيئة المحيطة والوطن.. فالتلاميذ هم الذين يحددون أنشطة «التوكاتسو» فى إدارة نظام الفصل والأنشطة الجماعية المختلفة، دون إهمال لتحصيل المنهج الدراسي، كما تشمل الأدوار التى توزع بين التلاميذ دروسا لتعليمهم طريقة غسل الأيدى والأسنان وتنظيف الفصل، والمشاركة فى نظافة المدرسة، وطرق التعامل مع الغذاء وحماية النفس، والحرص على قراءة الكتب والمطبوعات العلمية والثقافية وارتياد المكتبة، وكذلك تحديد الأنشطة والأهداف منها ووسائل تنفيذها، وتعليق قائمة بها على الحائط بالفصل.
وأشارت إلى أنه على التلاميذ عقد اجتماع كل صباح، وآخر فى نهاية اليوم الدراسي، ويحدد التلاميذ خلالهما ما ينفذونه بأنفسهم، مع وضع خطة عمل لممارسة متعة التعليم المدرسي، ويتواكب مع حصص الأنشطة بالفصل. وهناك دور مهم للاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، ومدرس الفصل بالابتدائى يدرس كل المواد، ومسئول عن معظم أنشطة الطلاب فى داخل الفصل. ونتيجة إدخال كل هذه الأنشطة التعليمية فى اليوم الدراسى بالمدرسة اليابانية المصرية سيمتد اليوم الدراسى إلى الساعة الثالثة والنصف عصرا لاستيعاب الأنشطة بين الحصص.
أول دولة
ويؤكد الدكتور ربيع الشاذلي، الباحث والحاصل على الدكتوراة فى نظام التعليم اليابانى بكلية البنات جامعة عين شمس، أن مصر هى أول دولة تطبق تجربة اليابان فى نظامها التعليمي، فالفصول الدراسية لديها تكون ضعف مساحة الفصول العادية فى مصر، وبكل فصل سبورتان وبابان أحدهما للدخول والآخر للخروج، ويوجد لكل طالب مكتب خاص به يحتوى على كل أدواته، كما توجد أرفف لأدوات الطلاب فى نهاية الفصل، بما فيها الخاصة بالطوارئ، كما يلغى الجرس المدرسى وتعتمد على ساعة الفصل، فضلا عن توفير تكنولوجيا متكاملة للتعليم، كما تصرف للطلاب وجبات مدرسية فى وسط اليوم، لضمان الغذاء الصحى للطالب ومواصلة تحصيل دراسى جيد طول اليوم، وتكون حركة التلميذ فى اليوم الدراسى مابين فصله الأساسى وفصول الأنشطة المتنوعة الزراعية والثقافية والاقتصادية والصناعية والتدبير المنزلي. وتكون المساحة للفصل 64 مترًا.
الجدول الدراسي
وأشار د.ربيع الشاذلى إلى أنه سيتم تعديل جدول اليوم الدراسى تلقائيا بعد إدخال الأنشطة، ليستمتع الطالب بالدراسة ويكتسب تنمية قدراته ومواهبه من خلال التفاعل مع المدرس والزملاء فى داخل الفصل، والاعتماد على النفس فى اتخاذ القرار، فضلا عن الاهتمام بالأخلاق والدين والثقافة والمجالات الاجتماعية، وبث روح العمل الجماعى والانضباط والمسئولية، وبذل المجهود واكتساب الصبر، والسلوك التربوي. ويلاحظ أنه مع هذا النشاط المتكامل لا يوجد بالمدرسة اليابانية عامل نظافة، فالطلاب يقومون بنظافة الفصول والمدرسة، صباحا وفى نهاية اليوم الدراسي، مما ينمى روح التعاون لديهم ومهارات التعامل مع الآخرين، وتنمية شخصياتهم تربويا وعاطفيا واجتماعيا لتصبح متكاملة.
تغيير جذري
وأكدت الدكتورة محبات أبو عميرة، عضوة لجنة تطوير التعليم الجامعى وعميدة كلية البنات سابقا أن فكرة النظام التعليمى اليابانى أصبحت مهمة للتطبيق في المدارس المصرية، حيث من المتوقع أن تحدث تغييرا جذريا فى شكل وبرامج العملية التعليمية، ومنها نحقق الإصلاح الشامل لقطاع التعليم المصري، بالتركيز على مستحدثات التعليم، والإدارة المدرسية كما يحدث فى اليابان، فالطفل اليابانى حقق نتائج عالية فى المسابقات العالمية للقدرات فى الرياضيات والعلوم متفوقا على الأطفال فى أمريكا وأوروبا.
وأضافت عضوة لجنة تطوير التعليم أن المدرسة المصرية اليابانية تركز على تطبيق التربية المناسبة لطبيعتنا وأخلاقياتنا، والحرص على تنمية شخصية الطالب لتكوين مجتمع منتج وناجح مع استيعاب فكرة تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة، واحترام العمل وتحمل المسئولية والاعتماد على النفس واحترام الآخرين، وتنمية القدرات الثقافية واحترام الحريات البحثية، والتركيز فى مرحلة رياض الأطفال لتهيئة الأطفال للعملية التعليمية والنهوض بالقدرات العقلية وتنمية القدرة على التفكير والتعبير وحل المشكلات، والاندماج فى الأنشطة التى تنمى القدرات وإتاحة الفرصة للنمو المتكامل طبقا لقدراتهم الجسمية والنفسية، ويقابلها فى مرحلة التعليم الثانوى مستويات الأول: المدرسة الثانوية الدنيا، وهى تساوى التعليم الإعدادى فى مصر، فيدخل بها الأطفال ممن أنهوا المرحلة الابتدائية تلقائيا ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، أما المدرسة الثانوية العليا فتساوى المرحلة الثانوية فى مصر، ويلتحق بها الطالب بعد اختبار صعب.
إعداد المعلمين
وأشار الدكتور عيد علي، رئيس الأكاديمية المهنية للمعلمين السابق، أن النظام الجديد بالمدارس اليابانية فى مصر أوجب اختيار المدير من مستوى الدراسة فى مؤسسات إعداد المعلمين، كما يجرى إعداد المعلمين المطلوبين فى تلك المدارس وفقا لإمكانات واحتياجات كل مدرسة، وهو ما دفع وزارة التعليم لإرسال 550 معلمًا إلى اليابان للتدرب على طرق وسائل التعليم، لفهم وتدريس تجربة «التوكاتسو»، وهؤلاء المعلمون من الكفاءات فى التدريس ممن يجيدون لغة أجنبية، ولديهم مهارات فى المناهج الدراسية، وهناك مدرسون متخصصون فى الأنشطة المتنوعة، يجرى تدريبهم عليها لإتقانها، وفى اليوم الدراسى يلتزم المعلمون بحضور اجتماعين يوميًا، فى بداية اليوم ونهايته ، لمناقشة اليوم الدراسى مع مديرى المدرسة، و الأمر الأهم هو منع الدروس الخصوصية، مع توفير حوافز لهم من خلال «التوكاتسو»، فى الوقت الذى يتحول فيه دور المعلم، من مجرد تعليم المعارف والمفاهيم الصحيحة المتبع فى النظام التقليدي، إلى تسهيل التعلم الاجتماعى والفكرى للتلميذ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.