* أولياء الأمور: بأى ذنب يحرم أبناؤنا من التعليم أيام قليلة ويبدأ العام الدراسى الجديد، وأول يوم هو فرحة لكل الأسر، إلا أمهات وآباء الأطفال «متعددى الإعاقة» فهم يحرمون من تلك الفرحة لرفض المدارس قبول أطفالهم، مما يجعلهم مجبرين على التوجه إلى مراكز التأهيل الخاصة لتطوير حالة أبنائهم، وفى بعض الأحيان يقعون فريسة للنصب .. لذلك حاولنا رصد معاناة هذه الأسر. تقول مى إبراهيم - من محافظة الإسكندرية-: ابنتى «تيوانا» تبلغ من العمر 8 سنوات تعانى من ضعف بصر شديد وتأخر عقلى بسيط، ومنذ أكثر من 3 سنوات اسعى لإلحاقها بالمدرسة، ولكن مدارس النور «للمكفوفين» ترفضها بسبب التأخر العقلى والنطق، ومدارس التربية الفكرية ترفضها لأنها كفيفة، وأيضا المدارس اللغات والدولية، والمدارس الحكومية ترفض، لأن قرار الدمج لا يشمل الطلاب المكفوفين، وبذلك لم أجد حلا سوى اللجوء إلى المراكز التأهيلية الخاصة مما يكلفنى نحو ألف جنيه أسبوعيا فى جلسات التخاطب والكمبيوتر ومهارات رياضية بالإضافة إلى تكلفة المواصلات أى أكثر من5 آلاف جنيه شهريا، وهذا التأهيل جعلها تتعلم كيف تسير بمفردها دون مساعدة بالإضافة إلى اعتمادها على نفسها فى تلبية احتياجاتها الشخصية، كما تعلمت السباحة بمهارة، وحصلت على شهادة تقدير، وأيضا تعلمت الجمباز، ورغم ذلك لا أجد لها مكانا فى أى مدرسة لأن قوانين التعليم لا تشمل الأطفال متعددى الإعاقة. معاناة البحث عن مدرسة أما دكتورة هايدى فتقول: ابنى ولد كفيفا ويعانى من تأخر عقلى بسيط وعندما وصل لسن 5 سنوات كنت ابحث له عن حضانة، ولكن كان الرد واحدا فى كل مرة وهو: لا نقبل مكفوفين، ولكن نقبل معاقين ذهنيا فقط، وفى النهاية تم قبوله فى إحدى الحضانات، ولكن لم يكن لديهم خبرة للتعامل مع حالته، لذلك كانوا يضعونه على «المرجيحة» طوال فترة وجوده فى الحضانة، ومع الوقت ظهرت عليه سمات التوحد مما جعل حالته تزداد صعوبة، بعد ذلك بدأت رحلة ومعاناة البحث عن مدرسة ولم يختلف الأمر عن محاولة التحاقه بالحضانة كثيرا، حيث ترفض جميع مدارس النور والأمل والمدارس الخاصة والحكومية، ولم يبق أمامى سوى المدارس الدولية كمحاولة أخيرة لأجد مكانا فى مدرسة، لذلك أطالب بتعديل قرار الدمج ليشمل الأطفال متعددى الإعاقة حتى يتمكن الطفل الكفيف والذى يعانى من إعاقة أخرى من وجود مكان له فى مدرسة وكل ما أتمناه وجود مكان يراعى حالة ابنى. أليس لهم حق؟ وتضيف والدة الطفل أحمد: ابنى 11عاما، يعانى من ضعف النظر والتوحد، عندما كان عمره 6سنوات قدمت أوراقه فى إحدى المدارس الدولية وتم قبوله بالقسم الأمريكى كان يجلس فى الفصل كمستمع، وفى تقييم نهاية العام لا ينطق كلمة واحدة لذلك طلبوا منى أن أكثف له جلسات التخاطب والمهارات، ثم يعود مرة أخرى إلى المدرسة بعد أن يتحسن مستواه، وبالفعل قمت بذلك لكن التحسن طفيف جدا، مما جعلنى أتقدم لمدرسة أخرى تقبل المعاقين، لكنهم رفضوا حالة ابنى كما رفضته أيضا مدارس النور لأن من شروطهم أن يكون ضعف النظر بنسبة محددة ولا يعانى من إعاقة أخرى، أما مدارس التربية الفكرية فرفضته لأنه كفيف، لذلك أريد أن أعرف ماذا يفعل أى طفل مثل ابنى ذى إعاقة مركبة؟ أليس لهم حق فى الحياة والتعليم والعلاج؟. ضغوط مادية ونفسية وتضيف والدة أحد الأطفال والتى طلبت عدم ذكر اسمها: ابنى ولد كفيفا نتيجة مرض جينى ونسبة ذكائه فوق الطبيعى، لكنه يعانى من تشتت الانتباه، لذلك جميع المدارس ترفض قبوله. وتقول جدة أحد الأطفال: حفيدى كفيف ويعانى من توحد بنسبة بسيطة، لذلك وجدت صعوبة شديدة حتى يلتحق بمدرسة لأن جميع المدارس رفضت حالته وفى النهاية وافقت واحدة بعد أن قمت بتجهيز فصل كامل كتبرع للمدرسة لتقبل حالته، علما بأنها مدرسة دولية مصروفاتها تتعدى 70ألفا، لذلك أتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بإيجاد حل لإنهاء معاناة الأطفال متعددى الإعاقة وأسرهم لأننا نتحمل أعباء وضغوطا مادية ونفسية بالغة. التعليم من خلال التفاعل تقول أمل عزت استشارى تأهيل الأطفال متعددى الإعاقة: هؤلاء الأطفال لهم حق فى التعليم، لأن حرمانهم من التعليم وعزلهم عن المجتمع يجعلهم يشعرون أنهم لا أهمية لهم فى الحياة، والإنسان يتعلم من خلال التفاعل مع الآخر لذلك التعليم مهم جدا لهؤلاء الأطفال حتى يصبحوا أشخاصا منتجين. وفكرة إنشاء فصل للأطفال متعددى الإعاقة فى محافظة القاهرة وآخر فى الجيزة خطوة جيدة طالبت بها منذ عام 2012، عندما ذهبت لوزارة التربية والتعليم لعرض مقترح تعليم الأطفال متعددى الإعاقة، وبالفعل تم تدريب 14مدرسا على أعلى مستوى، واتمنى أن يتم إنشاء فصول لمتعددى الإعاقة فى جميع المحافظات لتنتهى معاناة تلك الأسر التى تتحمل فوق طاقتها خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى نمر بها حاليا، حيث إن الأسرة التى لديها طفل متعدد الإعاقة تنفق من 2 إلى 5 آلاف جنيه شهريا تكلفة جلسات تخاطب وتنمية مهارات وقدرات بالإضافة إلى تكلفة العلاج و"كشف الأطباء". توفير إتاحة مكانية وحول مواصفات المدرسة للأطفال متعددى الإعاقة تقول هبة خليفة - ماجستير تعليم الأطفال متعددى الإعاقة جامعة برمنجهام ببريطانيا -: أهم شئ فى المدرسة توافر إتاحة مكانية عن طريق أنشاء الفصول فى الدور الأرضى، ووجود منحدرات وتوفير غرفة مصادر مزودة بأجهزة كمبيوتر يعمل عليها برنامج ناطق ليقوم الطلاب المكفوفون باستخدامه، وضرورة وجود مدرس مساعد لكل طفل كفيف ليعلمه كيف يتحرك فى المدرسة بالعصا البيضاء، وفى حالة الطفل المصاب بالتوحد يكون جدول الحصص بالصور حتى يستوعبه الطفل، أما الطفل الكفيف لابد أن يكون الجدول ثابتا لا يتغير وفى حالة حدوث تغير من الضرورى أن يتم إبلاغه قبلها حتى لا تنتابه حالة غضب، كما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى فترات راحة قصيرة بين الحصص لأنهم لا يمكنهم التعامل مع المثيرات الكثيرة مرة واحدة.