من المؤكد أن الدولة تبذل جهدا كبيرا لتحقيق الدمج للأطفال من ذوى الإعاقات البسيطة فى فصول المدارس مع الأطفال الطبيعيين ولكن هناك استغاثة أخرى من أمهات متعددى الإعاقة او ذوى الإعاقتين وهى تأخر إعداد فصولهم حتى الآن ليدمجوا مع الأطفال فى المدارس العادية.. فهؤلاء الأطفال محرومون من حقهم فى التعليم بسبب وجود إعاقتين أو أكثر لديهم.. تقول نبوية السيد على والدة محمود خالد 7 سنوات كان أبناؤنا غير موجودين بالدنيا فالبلد لا تعترف بوجودهم فطفلى عنده كف بصر وتوحد وفرط حركة ترفض مدارس المكفوفين أن يلتحق بها بسبب تعدد الإعاقة فلا توجد جهات تخدم أطفالنا المحرومين من التعليم وبالتالى لا يحصلون على التأمين الصحي. وتقول زينب محمد والدة الطفلة بسنت محمد 14 سنة الكفيفة والتى تعانى من كهربا زائدة بالمخ إنها كانت تأمل أن تقوم الوزارة بفتح فصول لمزدوجى الإعاقة حتى لا تضيع حياة الصغيرة هباء لكن دون جدوى فالعام يمر دون تحقق جديد. التقينا الدكتورة أمل عزت مستشار التعليم الخاص وعضو اتحاد الكلام واللغة والسمع الأمريكى فقالت: من واقع عملى مع الأطفال مزدوجى الإعاقة كمعلمة منذ عام 1995 لمست مدى معاناة أسرهم بسبب منعهم من حقهم كمواطنين فى الحصول على حقهم فى التعليم وما يتبعه من حقوق أخرى مثل الحق فى التأمين الصحى والعلاج، وعندما سافرت فى منحة للولايات المتحدةالأمريكية لدراسة كيفية تعليم الأطفال الصم المكفوفين ومزدوجى ومتعددى الإعاقة تأكدت من أن المشكلة ليست فى هؤلاء الأطفال ولكن فى عدم وجود معلمين مدربين على التعامل معهم، وعدم توفير التجهيزات المناسبة لهم. ولذلك بدأت أول خطواتى لمساعدتهم عام 2013 بتقديم مشروع الى وزارة التربية والتعليم لافتتاح فصول لهؤلاء الأطفال وتدريب معلمى الوزارة، وأسست مؤسسة عام 2014 من أجل هذه الأهداف، وتم تقديم مبادرة (من حقك تتعلم) لوزارة التربية والتعليم، وتضمنت افتتاح 4 فصول لتعليم الأطفال مزدوجى ومتعددى الإعاقة، وتدريب المعلمين لمدة 3 سنوات بدون أى مقابل مادي، وإعداد مناهج متخصصة فى تعليم هؤلاء الأطفال. وبالفعل وافقت الوزارة وتبنى هذا الموضوع صندوق دعم المشروعات التعليمية وتم وضع جدول زمنى للمشروع وبدأ تدريب المعلمين، وكان المقترح تدريب المعلمين فى أبريل 2016، وتم الاتفاق على افتتاح هذه الفصول فى سبتمبر 2016، وبالفعل قامت المؤسسة بتنفيذ التدريب رغم كل الصعوبات.. وكان هذا التدريب بشهادة المعلمين من أفضل التدريبات التى حصلوا عليها. ولكن للأسف لم يتم افتتاح الفصول، وشعر المعلمون الذين حصلوا على التدريب بإحباط شديد لأنهم سوف ينسون كل ما تعلموه فى التدريب، كما أصيب أسر الأطفال بالإحباط ايضا وشعروا وكأنهم يعاقبون على إعاقتهم. ولم يؤثر عدم فتح فصول لمزدوجى الإعاقة على أولياء أمور الأطفال وذويهم فقط بل أثر على معلمى الوزارة كما يقول المعلم حماده محمد الذى تقدم للتدريب هو وبعض زملائه عندما أعلنت الوزارة عن ذلك فتدربوا بالوزارة وبعد التدريب لم يتم فتح الفصول التى تدربوا للعمل فيها مما دفعه لتقديم شكويين، والمدهش أن الوزارة قد سبق وأعلنت عن التدريب وفتح الفصول بوصفه إنجاز مدهش والمثير للتساؤلات أن هناك مبالغ قد رصدت لإعداد الفصول لأطفال ذوى الإعاقات المتعددة وكان قد تم تحديد المدارس ومنها مدرسة النور بالدقى ومدرسة الصم ب6 أكتوبر ومدرسة مديحة قنصوة بإدارة القاهرة، غير أن ايا من إدارات هذه المدارس لم يتم إبلاغها بمخطط الوزارة رغم رصد مبلغ 65 ألف جنيه لإعداد الفصول للمشروع.. الم يحن الوقت لتطبيق الدستور بأن نضمن لكل طفل فى مصر الحق فى تعليم حكومى مجانى مناسب ولا يجوز أبدا أن يتم التمييز بين الأطفال وحرمانهم من حقوقهم التى كفلها لهم الدستور بسبب إعاقتهم، ألا نعتبر أن قيام الوزارة بإزالة أسباب توقف المشروع ومعالجة أسباب تأخر افتتاح هذه الفصول خطوة أولى فى طريق تطبيق الدستور.