على الرغم من مرور أربعة عقود على توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، مازال المصريون يحتفظون بمشاعر «فاترة» تجاه إسرائيل، ولا يزال تطبيع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب «على الورق» فقط، بسبب المشاعر السلبية فى الشارع المصرى تجاه السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، فى تقرير لها بمناسبة حلول الذكرى الأربعين اليوم الإثنين على توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 برعاية الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر: إن القاهرة وتل أبيب تعيشان الآن فى «سلام متوتر»، بعد أن فشلت الروابط الدبلوماسية فى إزالة الجمود من العلاقات بين البلدين. وأشارت الوكالة إلى أنه فى الوقت الذى يرحب فيه المصريون بغياب شبح الحرب عن بلدهم، فإن مشاعرهم لا تزال عدائية تجاه إسرائيل، وهو ما يعبر عنه الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بقوله إن «قبول مصر للعلاقات الدبلوماسية الكاملة والتطبيع السياسى لم تتم ترجمته إلى تطبيع ثقافى أو شعبي». وقالت الوكالة فى تقريرها إنه على الرغم من أن أكثر من 65%من المصريين الذين يعيشون الآن لم يكونوا قد ولدوا إبان توقيع كامب ديفيد، وفقا للإحصائيات الرسمية، فإن الرفض العام فى مصر لإسرائيل أمر ثابت، وهو ما أثر على السياسات العامة، رغم وجود علاقات دبلوماسية. ونقلت الوكالة أيضا فى تقريرها الذى نشرته أيضا صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مواطن مصرى يعمل فى أحد البنوك يدعى محمد حسام قوله إن التطبيع فشل فى كسب تأييد شعبى بسبب الأحداث التى تقع فى فلسطين، موضحا أنه لا يستطيع أن ينسى القصف الإسرائيلى للمدارس ومخيمات اللاجئين فى لبنان عامى 1975 و1990. واستعرضت الوكالة عددا من الوقائع والمناسبات التى ظهر فيها عدم رغبة المصريين فى التطبيع مع الإسرائيليين، على مختلف المستويات، السياحية والرياضية مثلا، بحسب تعبيرها، فتحدثت عن واقعة انتقاد مصريين للاعبهم الدولى محمد صلاح لموافقته على اللعب ضمن صفوف فريقه السويسرى السابق بازل فى إسرائيل عام 2013 فى دورى أبطال أوروبا، ورد صلاح على ذلك وقتها قائلا إنه «لا يتخذ قرارات سياسية». ولكن الذى لم تذكره الوكالة الفرنسية هو أن صلاح نفسه حرص فى تلك المباراة على التعامل بصورة فاترة مع الجمهور الإسرائيلى ولاعبى الفريق المضيف، ووصل به الأمر إلى درجة أنه نجح فى استفزازهم، وهو ما نال استحسان الجماهير المصرية بعد ذلك. كما تحدث تقرير الوكالة أيضا عن واقعة رفض لاعب الجودو إسلام الشهابى مصافحة منافسه الإسرائيلى أور ساسون فى دورة ريو دى جانيرو الأوليمبية بعد مباراتهما معا، فى تصرف زعم التقرير أنه «أحرج» السلطات المصرية وقتها.