أزالت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس وحدات سكنية مؤقتة بالقرب من قرية خان الأحمر البدوية المهددة بالهدم فى الضفة الغربيةالمحتلة وأثارت العملية التى تمت قبيل الفجر على مشارف خان الأحمر حيث يقيم نحو مائتى شخص مخاوف بين السكان وناشطين من بدء عملية الهدم. إلا أن الجنود قاموا فقط بإزالة خمس مقطورات وضعها ناشطون فى المكان تحديا لقرار الهدم ثم انسحبوا. ولم تقع صدامات فى المكان ،إذ قام الجنود الاسرائيليون بعزل الموقع عن قرية خان الأحمر تداركا لأى أحداث. وقال مختار القرية ويدعى أبو خميس «قوات الاحتلال داهمت القرية فى وقت الفجر بأعداد كبيرة من الجيش والجرافات». معلقا بغضب : «هذه هى العنصرية، هذا هو «الأبارتهايد». وتقع قرية خان الاحمر شرق القدسالشرقيةالمحتلة على الطريق الرئيسى بين مدينة القدس وأريحا ، وهى محاطة بعدد من المستوطنات الاسرائيلية، وتتألف من أكواخ من الخشب والألواح المعدنية مثل كل القرى البدوية، ويبلغ عدد سكانها حوالى 200شخص وفيها مدرسة. وقد رفضت المحكمة الاسرائيلية العليا فى مايو الماضى طعنا للسكان ضد هدم القرية ،التى تدعى السلطات الإسرائيلية أنها بنيت بشكل غير قانونى ،وأعطت فى الخامس من سبتمبر الحالى الضوء الأخضر لهدم القرية بعد رفضها التماسات بوقف قرار الهدم. وقد وصف الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ما قامت به قوات الاحتلال من اقتحام للخان الأحمر ، و هدم لأربعة كرفانات مخصصة للعائلات الشابة ، بأنه جريمة جديدة روعت أثناء ارتكابها النساء و الأطفال فى القرية ،و فرضت عليها حصارا لساعات منعت خلاله حتى سيارات الإسعاف و الفرق الطبية من الوصول اليها. وحذر البرغوثى فى تصريح لمندوب الأهرام من أن الاحتلال استخدم الهدم لاختبار ردود الأفعال تمهيدا لارتكاب جريمة التطهير العرقى ضد بلدة الخان الاحمر بكاملها،داعيا الى تعزيز حضور نشطاء المقاومة الشعبية على مدى الساعة؛ للتصدى لقوات الاحتلال إن حاولت تنفيذ مخططها. ومن جانبه قال صلاح خواجا من مكتب الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار: إن الاحتلال يريد من خلال هدم قرية الوادى الأحمر، التصدى لنشطاء المقاومة الشعبية والمتضامنين معها، ومحاولة فرض أمر واقع على الأرض. وأضاف: حتى لو هدموا قرية الخان الأحمر، سنقوم ببنائها مرات ومرات كما يفعل أهلنا حاليا فى قرية العراقيب بالنقب، ليست لدينا خيارات أخرى سوى التصدى للاحتلال بصدورنا العارية، فلن نسمح بحدوث نكبة جديدة. ومن جانبهم ،أكد شيوخ وأبناء عشيرة أبو داهوك القاطنون فى قرية الخان الأحمر شرق القدس، أنهم سيبقون صامدين فوق أرضهم ولن يرحلوا عنها، حتى وإن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم منازلهم. وشددوا على أن قيام قوات الاحتلال بهدم مساكن قرية الوادى الأحمر، التى شيدت حديثا قرب قريتهم لن يرهبهم، ولن يرغمهم على الرحيل من أرضهم، التى يسكنونها منذ نحو 51عاما. وقال الشيخ أحمد أبو داهوك: إن أهالى الخان الأحمر لن يقبلوا هجرة جديدة أخرى بعد أن هاجروا قسرا قبل قرابة سبعة عقود من مضاربهم بتل عراد فى النقب.