إيه اللى بتعمله الدولة المجنونة ده؟ طريق إيه اللى عايزين يشقوه هنا؟. عبارتان استنكاريتان رددتهما بينى وبين نفسى عندما ذهبت كصحفى لزيارة مشروع إنشاء طريق الجلالة فى بداية العمل فيه حيث كنت أعتقد أن إتمام العمل فى هذا الطريق والمشروعات الأخرى الملحقة به مستحيل بسبب الطبيعة القاسية للمنطقة والتى تتكون من مرتفعات جبلية مختلفة جعلت المنطقة عصية على سكنى البشر منذ بدء الخليقة إلا القليلين من المغامرين من البدو. وخلال زيارتى الثانية للمشروع كان العمل يتقدم فيه ولكن ملامحه لم تكن قد ظهرت بعد وقعت لى حادثة جعلتنى متمسكا بالشك فى قدرة «الدولة المجنونة» على إنجاز المشروع بالشكل المخطط له حيث تعطلت سيارة الدفع الرباعى التى كنت أستقلها برفقة الشيخ مطير أحد المشايخ القبليين فى المنطقة والمسئول عن توفير جانب من الخدمات للعاملين فى المشروع فى أثناء صعودها مدقا جبليا للوصول إلى موقع عمل كنا فى طريقنا إليه وعندما نزلت من السيارة للمساعدة فى دفعها شعرت بدوار شديد فقال لى الشيخ مطير إن سبب الدوار هو نقص الضغط الجوى لأننا نتحرك صاعدين فوق قمة جبل بينما يوجد أسفل الطريق منخفض حاد فازداد شكى فى قدرة الدولة على إنجاز المشروع رغم انبهارى بدولاب العمل الذى يتم وانخراط آلاف العمال والمهندسين فيه تحت قيادة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كخلية نحل وما إن جرى إعلان استكمال شق طريق الجلالة حتى سارعت لزيارة الموقع لاكتشف أن الدولة لم تكن مجنونة بل كانت واثقة. قصة تذكرتها وأنا أشاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يتفقد مشروعات جبل الجلالة يوم الجمعة الماضي. لمزيد من مقالات أشرف أبو الهول