يبدو الرئيس الأمريكى ترامب ساذجا حينما يطالب الإيرانيين بمغادرة سوريا، ويبدو أن محاولته خنق الاقتصاد الإيرانى ما زالت فاشلة حتى الآن، إذ يرفض زعماء إيران مجرد اللقاء به لأنه فى نظرهم يقود حربا كلامية وليس لديه وسيلة أخرى لمواجهة إيران. وبالرغم من تهديدات ترامب بجعل إيران تدفع ثمنا باهظا لم تدفعه سوى دول قليلة على وجه الأرض، فقد فاجأ وزير الدفاع الإيرانى الإدارة الأمريكية بزيارة دمشق ليؤكد للمرة الأخيرة أن سورياوإيران فى تحالف استرتيجى يتجذر أكثر بالانتصارات التى تحققت على الأرض برعاية روسية خلال العامين الماضيين، وليكون توقيع معاهدة الدفاع المشترك صدمة لمن يراهن على أيّ عرض يقايض الوجود الأمريكيّ فى سوريا بفكّ التحالف مع ايران. ترامب يتجاهل التاريخ، فسوريا حافظ الأسد كانت هى الدولة العربية الوحيدة التى دعمت طهران ضد عراق صدام حسين، أما إسرائيل فلا تريد أن تتصور وجود مقاتلين إيرانيين على حدود الجولان أو من حزب الله. على الأبواب يستعد الجيش السورى لتحرير آخر معاقل الإرهاب وأكبرها فى محافظة إدلب حيث يتجمع 100 ألف إرهابى ينتمون لإحدى عشرة منظمة أكبرها هيئة تحرير الشام، النصرة سابقا، والحزب التركستانى وبقايا الدواعش. ويريد ترامب ومعه فرنسا وبريطانيا استباق المعركة بتوجيه ضربة للجيش السورى بحجة استخدام الكيماوى فى معركة لم تبدأ بعد، فى حين يجرى الروس إحدى أكبر مناوراتهم العسكرية فى شرق المتوسط، ويغلق الأتراك حدودهم مع إدلب فى وجه المسلحين وجماعات الإرهاب. ولتتوقف عقارب الساعة أمام المشهد الأخير إما بالتوافق بين جميع اللاعبين على الأرض، أو بحرب نفوذ طاحنة مجهولة العواقب إلا من مزيد من معاناة الأشقاء السوريين. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب