يقينا، فإن الاتفاق النووى الإيرانى لا يمثل لإسرائيل النووية تلك الأهمية التى يحتلها الوجود الإيرانى فى سوريا! ويقينا فإن مخاوف إسرائيل من إيران كدولة لا تمثل شيئا إلى جوار قلقها من وجود حزب الله قويا وشرعيا فى لبنان، أما الوجود الإيرانى فى العراق فيبدو أنه بات من البديهيات التى لا ترفضها إسرائيل أو تقبلها ولا تشجعها ولا تقاومها. إذن فقد توافق الأطراف على أن تكون سوريا هى تلك البقعة الجغرافية التى يجرى على أرضها تبادل الضغوطات واختبار الإرادات. لتحديد دور حزب الله مستقبلا فى خطر الصراع القادم على غاز المتوسط والقضية الفلسطينية. وليس قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولا قراره بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووى مع إيران هما السبب وراء المواجهة بين إسرائيل وإيران فى دمشق والجولان المحتل فى الأسبوع الماضى، فهى معركة مؤجلة منذ تمكن الجيش السورى بمعاونة إيران ومقاتلى حزب الله من تحرير الزبدانى فى يوليو 2015 من أيدى فصائل تدعمها إسرائيل التى لا يشغلها إلا قطع طريق الاتصال الأرضى بين إيران وحزب الله عبر الأراضى السورية، ومنذ هذه المعركة وإلى الآن فشلت إسرائيل فى تحقيق هذا الهدف، ولم يتبق أمامها إلا الدخول فى مواجهة مباشرة مع الوجود الايرانى فى سوريا. إنها معارك تبادل ضغوطات وجمع أوراق سياسية لمرحلة لاحقة ستكون هى الفاصلة سياسيا أو عسكريا، فإسرائيل تعاقب إيران فى دمشق وليس فى طهران، بينما إيران ترد عليها فى الجولان وليس تل أبيب، وعين كل منهما على حزب الله فى جنوبلبنان, والذى تمكن من توسيع نقوذه السياسى عبر صناديق الانتخابات فضاعف من قلق تل أبيب وحلفائها. [email protected] لمزيد من مقالات ◀ إبراهيم سنجاب