نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عما وصفته ب"أخطر حادث في هضبة الجولان منذ حرب الأيام الستة في عام 1967"، حيث أطلقت القوات الإيرانية صباح اليوم الخميس الصواريخ على مواقع الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود السورية، وهو ما ردت عليه إسرائيل بإطلاق العشرات من الصواريخ على سوريا. ويأتي هذا التصعيد بين إيران وإسرائيل في سياق إقليمي متوتر، حيث انسحبت الولاياتالمتحدة الثلاثاء الماضي من اتفاق يوليو 2015 الذي كان ينص على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل وقف برنامجها النووي، وفاز حزب الله القريب من إيران في الانتخابات التشريعية في لبنان. الجولان.. المنطقة العازلة الاستراتيجية وفي تحليلها لفهم لماذا أصبحت سوريا مسرح المواجهات بين إسرائيل وإيران، أشارت "لوفيجارو" في البداية إلى مواجهة إسرائيل لكل من سوريا والأردن ومصر في يونيو 1967 في صراع لم يستمر سوى لمدة ستة أيام. وانتصرت إسرائيل على الجيوش المنافسة واحتلت عدة مناطق: في البداية القدسالشرقية، التي تعتبرها عاصمتها وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي، على عكس الولاياتالمتحدة منذ قرار الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر الماضي. ثم احتلت شبه جزيرة سيناء التي أُعيدت إلى مصر وقطاع غزة. وفي النهاية هضبة الجولان في الشمال الشرقي على الحدود مع سوريا، وهي المنطقة التي ظلت مستقرة إلى حدٍ ما حتى بداية الصراع السوري في عام 2011. ولكن، في الحرب بين حكومة بشار الأسد والمعارضة ذات الأغلبية المسلمة السنية، تعد إيران الشيعية واحدة من الحليفتين الكبيرتين لدمشق. وهو التحالف الذي تستنكره إسرائيل التي تخشى التأثير الإقليمي لإيران، فهي ترعى حزب الله الذي يقاتل جنوده في سوريا إلى جانب جيش بشار الأسد. بالنسبة لإسرائيل.. تهديد حزب الله اللبناني في سوريا وتحدثت الصحيفة الفرنسية عقب ذلك عن تهديد حزب الله لإسرائيل بتواجده في سوريا. فحزب الله يواجه منذ سنوات الجيش الإسرائيلي. وحتى وإن كانت لبنان لم تشارك في حرب الأيام الستة، فقد كانت بمثابة قاعدة خلفية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات والتي كانت تشن هجماتها على جيش الاحتلال من الأراضي اللبنانية. وسريعًا ما أصبح حزب الله أقوى الميليشيات الشيعية اللبنانية والمعروفة بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وأوضح فابريس بالانش، الباحث في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، أن "جنوبلبنان كان منذ السبعينات الجبهة الأمامية الوحيدة بين العرب وإسرائيل. والآن، الجولان أصبحت مجددًا منطقة مواجهة". ففي 2011، كانت الحرب في سوريا بالفعل نقطة تحول، لأنه للمرة الأولى خرج حزب الله من الإطار اللبناني إلى كونه أحد الداعمين الرئيسيين لبشار الأسد على أرض المعركة. ومع هزائم المتمردين منذ التدخل الروسي في عام 2015، اقتربت القوات السورية والإيرانية والميليشيات الشيعية، بدءا بحزب الله، من هضبة الجولان وهو ما يثير قلق تل أبيب. "الممر الإيراني" يثير قلق تل أبيب والرياض وواشنطن أكدت الصحيفة الفرنسية أن الإسرائيليين يعتيرون أن الحرب في سوريا لا تتعلق فقط بعدوهم اللدود، حزب الله، وهضبة الجولان. ولكن، الأمر يتعلق بمنع إقامة ما يُعرف عادةً باسم "الممر الإيراني" أو "الهلال الشيعي". وتشير هذه المصطلحات إلى تأثير إيران، بل وسيطرتها، على محور يمتد من العراق إلى لبنان مرورًا بسوريا. ومع الحرب في سوريا، استقرت القوات الإيرانية، وبصفة خاصة جنود النخبة من فيلق الحرس الثوري، في سوريا بشكل دائم، مما أثار استياء إسرائيل والقوى الخليجية السنية، خاصةً السعودية، والولاياتالمتحدة. وبالتالي، تواجه إيران – المتحالفة مع روسيا – محورًا يتكون من واشنطن والرياض وتل أبيب.