ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن الفرقة العسكرية الجديدة التي تعتزم إسرائيل إنشائها في هضبة الجولان نهاية العام الجاري تعد جزءا من خطة لإعادة هيكلة تواجدها العسكري في هذا الموقع الاستراتيجي الذي يقع على الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل. وقالت الصحيفة في سياق تقرير بثته عبر موقعها على شبكة الإنترنت، اليوم الخميس، "إن خطوة إنشاء فرقة عسكرية جديدة في الجولان يأتي وسط مخاوف إسرائيلية من التهديدات العسكرية القادمة من الحدود الشمالية، والمتمثلة في جماعة حزب الله اللبناني حليفة النظامين الإيراني والسوري، والتي ترتكز قواتها بكثافة في الجنوب اللبناني". ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله إن "مخاوفنا الرئيسية تكمن في نشاط حزب الله والطريقة التي يسعى من خلالها لبناء ترسانته من الأسلحة "، مؤكدا أن التعامل مع مثل هذا التحرك من قبل حزب الله يتطلب تحركا موازيا من جانب إسرائيل. وأوضحت أن ما يزعج إسرائيل بشكل أساسي فيما يتعلق بحزب الله، الذي يشارك بمقاتليه في الحرب الأهلية بسوريا لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، ليس فقط احتواء ترسانته لعشرات الآلاف من الصواريخ، ولكن أيضا لاحتمال أن تنتقل للجماعة الأسلحة الكيماوية والصواريخ المضادة للطائرات الخاصة بنظام الأسد في حال حدوث أية تطورات بالأزمة السورية. وأكدت أن المخاوف الإسرائيلية دفعتها لشن ثلاث غارات جوية على الأقل منذ بداية العام الجاري على الجنوب السوري لإحباط محاولات لنقل الأسلحة إلى حزب الله. وذكرت تايمز البريطانية أن مقاتلي المعارضة السورية أشاروا إلى وقوف جهات أجنبية وراء الهجوم الذي استهدف تدمير مجموعة صواريخ ياخونت الروسية المضادة للسفن بالقرب من ميناء اللاذقية السوري، وأوردت التقارير الإعلامية الصادرة في هذا الشأن اسم إسرائيل من بين الجهات المرجح تنفيذها لهذه العملية، إلا أن تل أبيب لم تصدر بيانا يؤكد أو ينفي تورطها في تلك الهجمة أو الغارات الثلاث التي سبقتها. وقالت الصحيفة البريطانية إن الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967، لطالما كانت أكثر الجبهات الحدودية هدوءا بالنسبة لإسرائيل، غير أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا وصلت خلال الشهور الأخيرة لتلك المنطقة، وأدى التوتر هناك إلى نفور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من البقاء بها، حتى أن الجيش الإسرائيلي نفسه واجه هجوما بالمدفعية قادما من الجانب السوري، ما دفعه لتعزيز الحاجز الحدودي بين الدولتين. وأوضحت أن الغارتين اللتين شنتهما القوات الإسرائيلية في الجنوب السوري في مايو الماضي دفعت الرئيس السوري بشار الأسد لتهديد إسرائيل بتحويل الجولان مجددا لجبهة مقاومة، كما دفعت زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله للتعهد بتحرير الجولان السوري المحتل. وأكدت أن خبراء عسكريين يستبعدون أن تفتح سوريا في الوقت الراهن جبهة قتال مع إسرائيل، خاصة وأن الجيش السوري يعد طرفا في الحرب الدائرة ببلاده، بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي واحدا من أقوى جيوش المنطقة، وهو ما يؤكد أن المخاوف الإسرائيلية ترتكز على حزب الله اللبناني وليس على الجبهة السورية.