عندما تعطى حرية مطلقة لأشخاص أميين، وهنا لا أقصد الأمية الهجائية ولكن أعنى الأمية الثقافية، فكأنك أعطيت بنادق محشوة لعصابة من المجانين فى مدينة هادئة. سوف يقتلون كل من فيها بلا سبب, وبعد أن يفرغوا سيبدأ كل منهم فى قتل المجنون الآخر. ويبقى فى النهاية الخراب والخواء، وهذا لايهمهم ولن يشعروا به.... ستشرق الشمس كل يوم على مدينة بلا بشر وبلا حب وبلا أحلام وبلا أطفال يضحكون. كل ما تسمعه هو نعيق الغربان وفحيح الأفاعي. يقفز إلى ذهنى هذا المشهد العبثى عندما أتابع القضايا التى تثار على مواقع التواصل الاجتماعي. نحن قوم لانعرف كيف نختلف، القبلية والتعصب يحكمان كل حياتنا، أنا ورأيى ومن بعدى الطوفان. اعتدنا أن نتكلم فقط ولا نحاول أن نسمع. قضايا عديدة ... التحرش ، «مو» واتحاد الكرة، تعديل الدستور، أطفال ميت سلسيل، قانون الهيئات الإعلامية، تغيير المحافظين إلخ... واللافت هو «الفَتي» بلا أية اجتهاد من أجل الوصول إلى معلومات صحيحة أو أقرب إلى المنطق. نشر الأخبار بدون التأكد من مصدرها جريمة فى حق الوطن. انتبهوا ياسادة, جزء مما تفعلونه هو استخدام لكم ممن يقيمون فى خندق الأعداء. فالشائعة مدمرة والرد عليها يحمل فى طياته انتشارها فالرد قد يصل لمن لم يقرأها اساسا، ولا تضمن بالطبع درجة تصديق الرد، فأنت تراهن على ثقافة جمهورك ودرجة وعيهم السياسى والاجتماعي. نحن فى حرب ؟ نعم فى حرب بقاء ضد الشائعات الهدامة، ومقاومة الجيوش النظامية بكل تأكيد أسهل بكثير. ولأنهم يعرفون أميتنا فهم يضحكون الآن بعد أن صدروا لنا الشبكة العنكبوتية وكل تطبيقاتها. لمزيد من مقالات ◀ عطية أبو زيد