عندما تسلقت الجانب الصخرى الأيمن من فجوة بالبحر المتوسط ،المعروفة باسم عجيبة، أنذرتنى الطبقة الملحية الناعمة فوق الصخر بخطر التزحلق والسقوط فى المياه بقاعها الصخرى غير المستوي، على عكس ما هو معروف عن شواطئ مطروح. وبعد أن جددت دهشتى وعجبى من قدرة الله الظاهرة فى تنوع الأشكال الصخرية البارزة أو الواقعة تحت المياه المتعددة الألوان انعكاسا للأرض تحتها، عدت للنزول. النزول يحتاج إلى التزحلق الحذر المكبوح بالمساعدة البشرية والإمساك بالصخور الجانبية؛ مثل حالة من يصعد إلى منصب فرحا ثم يناله مايناله فى النزول. وعندما جلست بأماكن متقاربة على الشاطئ المواجه لوسط المدينة بدت الزوارق السياحية أكثر مما رأيت فى أعوام سابقة. تداخلت مشاهد البحر مع الزينة الكهربائية على الفنادق وأعمدة الإنارة وبداخل حواف الأرصفة المصنوعة من بلاستيك مقو ملون بالأزرق والأبيض غالبا ومع انضباط المرور والوجود الأمنى الهادئ، ورغبة المصطافين فى الاسترخاء وسط أهل مطروح الطيبين، بدت المدينة واعدة سياحيا. ولم يخل الأمر من مبالغة فى استغلال الزوار ببيع مشروبات عادية بأضعاف سعر جملتها، فى غياب قائمة أسعار معلنة. وبدت شوارع المدينة بأرصفتها ونهرها مكتظة بالزوار، فى مشهد لم أره من قبل. الحركة بطيئة فى الشارع بسبب التزاحم على الشراء. أما المكتبات فالإقبال عليها نادر. وانتشرت المبانى فوق الجبل البعيد؛ دليلا على زيادة الإقبال على المنطقة. وتعبر واجهات المبانى عن جمال مريح يذكر بمن سبقنا بالتميز على شاطئ المتوسط. لمزيد من مقالات عاطف صقر