مرت خمس وعشرون سنة منذ توفى فنان مصر الأكبر فى مجال الموسيقى الذى مازالت ألحانه وأعماله الموسيقية هى مصدر إلهام الشعب المصرى وسعادته فى مختلف المناسبات الوطنية. بليغ الذى قدم لمصر أبرز الأغانى الوطنية والأعمال الحماسية الرائعة قبل حرب يونيو 67، وأثناء حرب الاستنزاف، والتى لعبت دورا أساسيا فى بث الروح الوطنية والتحدى فى نفوس الشعب، افترسته الغربة حيا والتجاهل ميتا. أثناء حرب يونيو قدم بليغ أغنية فدائى مع عبدالحليم، ليلهب مشاعرنا الوطنية، ثم قدم عقب النكسة رائعته عدى النهار ليدعو الأمة إلى نسيان الهزيمة، والبندقية اتكلمت، ثم يصنع موسيقارنا الكبير بعد الاعتداء على مدرسة بحر البقر لحن: يابلادى يابلادى أنا بحبك يا بلادى وهى الأغنية التى تحولت فيما بعد إلى أيقونة لثورة 25 يناير بعد وفاة بليغ بزمن طويل. وعقب اندلاع شرارة حرب أكتوبر كانت الجموع تشق البحر نحو سيناء كى تصنع مجد مصر العسكري، بينما كان بليغ يصارع الجمود والروتين فى مبنى الإذاعة كى يسمحوا له بالدخول، مصطحبا معه عوده، وليقوم بتحويل عرق الجنود ودماء الشهداء إلى أغنية مبهجة يتغنى بها الشعب ويلتف حولها وهو يعيش نشوة الانتصار من خلال أغاني: بسم الله وحلوة بلادى السمرا وغيرهما. أما أنشودته الخالدة يا حبيبتى يا مصر فكانت وما زالت أجمل أغنية عاطفية فى حب الوطن. بليغ لم ينس بلده يوما، ولكن بلده نسى أن يكرمه، فهل تقوم الدولة بتكريم اسم بليغ حمدى فى الاحتفال بذكرى العبور؟ نتمنى ذلك. لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم