أكثر من 50% من جنود الجيش الإسرائيلى اعترفوا بأنهم تعاطوا مخدر الحشيش ، هذا ما كشفت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ويبدو أن سياسة التسامح والتساهل مع الجنود هى التى شجعتهم على الاعتراف بذلك فأصبح الإقبال على مخدر الماريجوانا كبيرا خاصة قبل القيام بعمليات عسكرية! .. وطبقاً لاستطلاع نشرته هيئة مكافحة المخدرات فى إسرائيل فإن هناك زيادة كبيرة فى عدد الجنود الذين اعترفوا باستخدام وتعاطى الماريجوانا على الأقل مرة فى العام مقارنة بالاستطلاعات التى اجريت فى الأعوام السابقة. ويبرر هؤلاء الجنود الإقبال على المخدرات إلى الملل والهروب من الواقع ، ويعترف أحد الجنود بأنه حتى الضباط يدخنون الماريجوانا. ورغم أن متوسط أعمار الإسرائيليين يعد من أعلى المتوسطات فى العالم حيث تصل الأعمار هناك إلى 82 سنة لكن ارتفاع نسبة المدخنين هناك قد يهبط بهذا المتوسط ، فالسجائر أحد أكبر أسباب الوفاة فى إسرائيل، فهناك ثمانية آلاف إسرائيلى يموتون سنوياً بسبب التدخين 10% منهم بسبب التدخين السلبى. خبيرة الصحة ليئة روزين من جامعة تل أبيب تكشف ان هناك ارتفاعا كبيرا فى الإقبال على التبغ وان شركات السجائر تنفق سنويا على الدعاية حوالى 60 مليون شيكل بينما تنفق وزارة الصحة الإسرائيلية نحو نصف مليون شيكل سنويا على التوعية بأضرار التدخين، وقد طالب بعض المسئولين ومن بينهم يهودا جليك عضو الكنيست عن حزب الليكود بزيادة الضرائب المفروضة على التبغ .لكن الأخطر من التبغ هو المخدرات فآخر إحصائية نشرت تشير إلى ان 25 % من الشباب والمراهقين فى إسرائيل يدخنون مخدر الماريجوانا فى حين ان 34 % مدمنو كحوليات، ويبدأ تعاطى المخدرات فى سن صغيرة نسبيا نحو 14 سنة أو أقل، وبعد التعديلات التى اجريت أخيرا على القانون هناك لم يعد تعاطى الماريجوانا جريمة بل يتم الاكتفاء بفرض غرامة مالية على من يدخنها. والحصول على المخدرات فى إسرائيل سهل فهى متوافرة فى كل مكان أما الكحوليات فالطلب عليها يتزايد يوما بعد يوم، الغريب ان أكثر من يستهلك الكحوليات هم تلاميذ المرحلة الاعدادية نحو 35% منهم وتزيد هذه النسبة بشكل كبير فى المرحلة الثانوية. وقد وصلت الجرأة بمدمنى المخدرات فى إسرائيل أن نظموا مظاهرات فى عام 2014 للمطالبة بإباحة حيازة وتعاطى المخدرات بشكل علنى وفى الأماكن العامة دون أن يكون للشرطة أى حق فى ملاحقة المتعاطين أو حتى الاعتراض على أفعالهم الاجرامية. وقد ردد المتظاهرون «الشعب يريد تعاطى المخدرات»! وقامت قوات الأمن قبل أيام من المظاهرات بإغلاق الطرق المؤدية إلى حديقة الزهور لمنع مظاهرة اطلق عليها منظموها فى ذلك الوقت «إضفاء الشرعية على تدخين الماريجوانا» من الوصول إليها والتى سبق ورفضت المحكمة تنظيمها بناء على طلب الشرطة. وفى أثناء المظاهرة حاول المشاركون فيها إغلاق شارع رابين الامر الذى دفع بالشرطة إلى تفريقهم بالقوة، الغريب فى الأمر هو اتهام محامى عدد ممن تم إلقاء الشرطة القبض عليهم خاصة شرطة الخيالة، باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين المدمنين، فهؤلاء على حد قوله جاءوا للتظاهر من أجل حق شرعى لهم! وقد اثيرت ضجة فى إسرائيل فى الفترة الأخيرة بعد التحقيق مع عدد من الفنانين المدمنين وقد علقت عضوة الكنيست الإسرائيلية تامار زاندبرج، التى تعتبر أبرز المطالبين بإضفاء الصفة القانونية على تدخين المخدرات، على تفريق المظاهرات بالقوة قائلة: أعتقد أنه لا يوجد شئ اسمه مظاهرة غير قانونية فى الديمقراطية وقدمت تامار للكنيست مشروع قانون ينص على عدم التجريم القانونى لكل من يحمل كمية ضئيلة من المخدرات للاستهلاك الشخصى، وكان من المفترض إجراء المظاهرة أمام مبنى الكنيست ولكن تم تغيير موقع المظاهرة بأوامر الشرطة التى خشيت من خروج المظاهرة عن السيطرة. وهناك ظاهرة جديدة بدأت تنتشر فى إسرائيل تحت سمع وبصر الشرطة وهى بيع الكحول والمخدرات عبر فيسبوك، فقد شهدت الفترة الأخيرة زيادة صفحات فيسبوك التى تعلن أسعارا مغرية لشراء الكحول، تشمل التوصيل إلى المنازل. وبسبب تصديها للمخدرات تتعرض الشرطة الاسرائيلية حاليا لحملة انتقادات يشنها ضدها مشاهير وسياسيون، ففى مقابلة تليفزيونية معه انتقد الممثل الشهير موشيه إيفجى رجال الشرطة وأبدى سخطه واستياءه من ملاحقة المشاهير وكأنه الأمر الأكثر إلحاحا على جدول أعمال الشرطة، فى حين أن نصف سكان إسرائيل يستخدمون المخدرات الخفيفة على حد قوله. وانضمت وسائل الاعلام أيضا للحملة ضد الشرطة وأعرب عدد من مقدمى البرامج عن استيائهم من قيام الشرطة بملاحقة مدمنى المخدرات.