قد نمر بكثير من الظروف والأحداث التى تسلب الأنفاس من داخلنا وتشعرنا بالموت ونحنُ أحياء، لكن لا أحد يدرى ربما تكون معايشة لحظات الموت هذه ما هى إلا بداية إنعاش لحياة جديدة.. بين تفاصيل الحياة قصص بها كثير من مشاعر وأوجاع البشر؛ ومن بين تلك القصص خرجت إلينا غادة صلاح من ملجئها السرى لتسرد حكايتها مع سرطان الثدى بين سطور كتابها "الأنثى التى أنقذتنى"، ليعيش معها القارئ تفاصيل من قلب الألم، لتساعده على تقبل ومواجهة صعوبات الحياة.. عزيزي القارئ أنت مدعو معى خلال الأسطر القليلة القادمة لقراءة كتاب من قلب تجربة حقيقية. كثيرة هي الكتب والمراجع الطبية التي تناولت سرطان الثدى، إلا أن كتاب "الأنثى التى أنقذتنى" يعتبر تجربة فريدة من نوعها؛ لأنه مكتوب بيد امرأة مرت بكل هذه المراحل وعاشت كل لحظات الوجع والواقع، حتى رأت في هذه المحنة فرصة لتجدد حياتها، فصارت امرأة داعمه وملهمة للكثيرين، ببساطة وصدق، ودقة علمية، تشاركنا غادة صلاح داخل الكتاب رحلاتها مع سرطان الثدى منذ لحظة إصابتها بالمرض، ثم فترة العلاج الشاقة، وصولاً إلى الفصل الأخير والأهم؛ لأنه لا يحمل نهاية بل بداية لحياة جديدة مليئة بالتحديات. هذا الكتاب يعد مرجعا شاملا، ليس فقط لكل امرأة مصابة بسرطان الثدى؛ وإنما لأى أنثى تواجه تحديات الحياة، لكل رجل تتعرض زوجته لمحنة المرض، لكل سيدة لا تعرف كيفية التصرف مع أبنائها، فداخل صفحات هذا الكتاب تجد المعلومات الطبية وكيفية مواجهة التغيرات الجسدية إلى جانب المشاعر الإنسانية، وفيه تمتزج لحظات الألم بالفرح لتكون بداية لحياة جديدة مليئة بالتحديات والنجاحات كبداية غادة التى كانت تسرد تفاصيلها في الكتاب بعفوية؛ مثل الفكرة التى جاءتها لترجمة ونشر كتاب "ماما والورم"، والذى يخاطب بشكل مبسط الأطفال الصغار الذين تصاب أمهاتهم بسرطان الثدى، وفكرة إصدار أغنية "لسه جميلة" والتى استوحى المؤلف كلماتها من تجربة غادة، ورحلة عملها كمتطوعة مع المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، ثم تكلفها بإدارة مركز صحة المرأة بها. "الأنثى التى أنقذتنى" حكاية امرأة عاشت الألم مع سرطان الثدى وواجهت الواقع ونقلته بشكل حى للقارئ ليُبصر كيف تعيش وتتعايش امرأة قبل هذا المرض وأثناء اكتشافه ومراحل العلاج الكيماوى المهلك لأنوثتها، وكيفية انتصارها عليه وتغير خطة الأيام وكسر الروتين للخروج لبداية حياة جديدة نسجتها الكاتبة القوية غادة صلاح؛ الأنثى التى أنقذتنا جميعاً بأن لا نسمح لشىء أن يقتل كل شىء. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل