سيقف المؤرخون طويلا ولاشك عند سيرة هذا الحاكم الذي لم يتوقف عن إعمال آلة القتل في شعبه طيلة16 شهرا متصلة غير مستثنيا في ذلك امرأة أو طفلا, شيبانا وشبانا لمجرد أنهم خرجوا يطالبون بأبسط حقوقهم من العيش بكرامة وحرية. فلا اعتقد أن التاريخ قد مر بنموذج يشبه نموذج بشار بن الأسد إلا ما سجله عن أبيه حافظ عندما دك حماة في مطلع الثمانينيات علي رءوس ساكنيها ودفع بدباباته لتقصف بيوتها الآمنة وتسحق بمجنزراتها جماجم الشهداء السوريين الأبرار. دماء كثيرة أضحت في رقبة هذا القاتل ولا أدري ماذا سيقول لربه حين يلقاه في يوم قريب عن تلك الدماء والاشلاء والضحايا وعن هؤلاء المصابين والمشردين والمهجرين والأرامل والأيتام والمطاردين والملاحقين والمعذبين والمعتقلين. عشرات الآلاف من الأنفس أزهقها هذا القاتل السفاح دون أن يبدو علي قسمات وجهه ذرة من وجل أو وخزة من تأنيب ضمير أو حتي رغبة في إيقاف حمام الدم الذي يسير أنهارا وإلا لكان قد أعلن من المبادرات ما يثبت به استعداده لهذا الأمر. والآن ماذا علينا أن نفعل.. هل ستظل الأمة علي صمتها وعدم اكتراثها لكل تلك الدماء الطاهرة الذكية؟ هل سنظل نعتمد علي الأممالمتحدة وأمينها ومبعوثيها وفرق مراقبيها الذين اكتفوا بإحصاء عدد القتلي والجرحي في المجازر الجارية؟ هل سنظل علي هذه السلبية التي لا يوجد أدني مبرر اخلاقي أو ديني أو سياسي لها؟ أخشي إن استمر هذا الحال علي ما هو عليه طويلا أن يمسنا الله عز وجل بعقاب من عنده جزاء ونكالا لتقصيرنا وعجزنا وتخادلنا عن نصرة إخواننا السوريين أشقاء العروبة والإسلام. المزيد من أعمدة هشام فهيم