من البرش إلى العرش.. يا سبحان الله من يصدق !! لكنها قدرة الله التى دائما تبهرنا وترينا آية من آياته عز وجل من جماعة كانت تسمى المحظورة ومورست معها أبشع ألوان الظلم والتعسف وكانت نزيلة السجون ومنهم رئيس مصر الدكتور محمد مرسى أحد من خرجوا من السجون أثناء الثورة.. ها هى قصور الرئاسة تفتح لهم والجماهير تلتف حولهم. وأثناء إلقاء المستشار فاروق سلطان لبيان نتيجة الانتخابات طرأت فى ذهنى صور بعض الشخوص وتساءلت: هل يشاهدون التليفزيون الآن وما هو شعورهم وما هى الكلمات التى خرجت من أفواههم وهم المخلوع وابنه جمال والطبال أحمد عز !
أعتقد أنها لحظة أقوى من لحظة خلعه ورحيله عن كرسى العرش أن يجلس عدوه الدائم على نفس كرسيه بعد خلعه وحبسه، معجزة قد تودى بحياة من لديه بعض من الدم أو الإحساس.
وإلي كل المتخوفين والمتشائمين من مرسى وزعلانين على شفيق: بالله عليكم كيف هانت عليكم الدماء الطاهرة والأرواح التى ذهبت فداء ونضالا من أجل إسقاط نظام استبدادى ظالم، كان اعتلاء شفيق لرئاسة مصر يعنى ضياع حقوقهم ودمائهم هدراً ، وكذلك عودة لإحياء نظام كامن بفلوله وحاشيته ومنتفعيه ومصالحه وصفقاته، لا تخافوا فالإخوان بلاشك وعوا الدرس، ولن يسمح لهم بأن يعودوا بنا إلي أى قهر أو ظلم، فبلاشك أن الرئيس مرسى يعلم يقينا أن المعارضة له أقوى وأوسع عنهم عندما كانوا فى المعارضة، فالشعب الذى أسقط نظاما عتيدا عمره ثلاثون سنة ليس صعبا ولا بعيدا أن يسقط أى نظام آخر.
أعرف أن الخيارين لدى الكثيرين كان مرا، ولكن الشعب اختار أخف الضررين واختار الثورة مستمرة سواء ضد النظام السابق أو ضد الرئيس الجديد نفسه إذا ما حاد عن أهداف الثورة أو عن الحق.
فرحتى بخبر فوز مرسى بالرئاسة لم تكن من فرط تأييدى له، بل من فرط كرهى ورفضى لنظام بائد خلعناه بشق الأنفس ويريد أن يغافلنا ويعود مرة أخرى ضاغطا بحذائه على الدماء والأرواح التى أزهقت من أجل أن يرحل النظام الظالم الذى حرمهم طوال ثلاثين عاما من حق الحياة الآدمية.
إلى اللجنة العليا للانتخابات نعرف كم الضغوط التى مورست عليكم ولكن أثبتم أنكم قضاة عدل ونزاهة، لا تخشون فى الحق لومة لائم ولا ضغط قوى سياسية ولا مجلس عسكرى.