اختصارا لتفاصيل كثيرة يطول فيها الكلام، فإن بعض الخبراء الأمريكيين يؤكدون أنه ليس فى صلاحيات المحقق الخاص موللر أن يوجه اتهاماً مباشراً لترامب مادام أنه فى البيت الأبيض، وليس هنالك إلا الانتظار حتى تنتهى ولايته لجواز تحريك الدعوى ضده. أما السبيل الوحيد لمساءلته، وهو رئيس، فعن طريق الكونجرس بعد أن يُطلع على تقرير المحقق. ولكن الكونجرس بتشكيلته الحالية لن يتخذ قراراً ضد ترامب لأن ترامب يضمن فيه أغلبية كافية لتعطيل القرار. إذن، الحل الوحيد لخصوم ترامب هو أن يكون لهم الأغلبية فى الكونجرس فى الانتخابات التكميلية المقررة بعد نحو 10 أسابيع! وهذه هى المعركة المحتدمة الآن والتى يتعمد فيها بعض خصوم ترامب الأقوياء أن يستبعدوا بعض الأخبار أو أن يجتزئوها للتأثير على الناخبين فى الانتخابات القريبة. والملاحظ أنه، ومع كل التدمير الذى يُلحِقه ترامب فى العالم والذى لم يسلم منه حلفاؤه، وهو ما يستحق عليه المحاكمة والعزل، فإن الهجوم الرهيب ضده داخل أمريكا يكاد يخلو من أى مطالبة بمساءلته عن هذا، أو حتى عن إساءته لصورة أمريكا فى العالم بقراراته الهوجاء! وعلى المتابع أن يبذل جهداً مضاعفاً ليتبين له أن الاعترافات الأخيرة لكوهين، المحامى الخاص لترامب، تكاد تنحصر فى جرائم وقع فيها المحامى شخصياً بتهربه من الضرائب، وهو ما يسعى موللر لاستغلاله بإبرام صفقة معه يعترف فيها ضد ترامب مقابل اسقاط الاتهامات ضده! ولكن، وبالرغم من أن اعترافات كوهين لم تتناول التدخل الروسى إلا عَرَضاً ودون دليل مُعتَبر، فإن الأخبار المتوازية تتحدث عن إحكام الحبل على عنق ترامب فى قضية الانتخابات..إلخ! وأما ما يمس ترامب مباشرة فهو قراره بدفع مبالغ مالية لإسكات سيدتين عن التشهير به بتفاصيل عن علاقات مشينة بينه وبين كل منهما. وأما خطؤه فهو أن الدفع كان من ميزانية الحملة الانتخابية، أى إنه إذا كان دفع لهما من ماله الخاص لما كانت هناك قضية! والمؤكد أنها جريمة، ولكن تعويل خصوم ترامب عليها يثبت أنهم لا يكترثون بجرائمه فى العالم! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب