امام الانتهاكات الخاصة بأشخاص من رجال الدين ظهر مؤخرا تقرير هيئة المحلفين فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية حول الاعتداءات الجنسية على القاصرين، وأيضا شهدنا استقالة رئيس الأساقفة الاسترالى فيليب ويلسون وتجريد المطران تيودور مكاريك رئيس اساقفة واشنطن السابق من رتبة الكاردينالية، بسبب الانتهاكات الجنسية على القاصرين او الصمت عليها. هذه الجرائم غير مقبولة تماما ويدينها كل عقل بشرى فى مضمونها وبالأحرى فى الصمت امامها من جانب اشخاص ذوى سلطة وقدرة على التصرف. ولهذا اعلن الكرسى الرسولي: نشعر بالخجل والالم. نعم خجل، لان من ارتكب هذه الجرائم هم اشخاص المفروض انهم يحمون شعبهم وليس العكس،كما ان هذه الأفعال قد خانت الثقة وسلبت الضحايا كرامتهم وإيمانهم. ونعم ألم من طرف الكنيسة التى تشعر بمدى مسئوليتها فهى ام لهؤلاء الابناء الذين تضرروا من افعال بعض اخوتهم الكبار، فهى متألمة لأجل من تألم وتحاول ان تساعده ومتألمة ايضا وتخجل لان من سبب الالم هو من ابنائها. ارى من جديد حواء وهى ترى ابنها يقتل ابنها، الكنيسة حواء الجديدة ترى من جديد نفس المشهد الابن الاكبر الذى كان عليه ان يرعى أخاه ها هو يسلب كرامته وينتهك عرضه وينزع منه الايمان. نعم الكنيسة متألمة وتدعو بكل وضوح: يجب أن يكون هناك تحمل للمسئولية من قِبل مرتكبى الاعتداءات وأيضا مَن سمحوا بحدوثها. وماذا يبقي؟ يبقى ان الكنيسة مؤسسة الهية وبشرية فى نفس الوقت، امر محير، معثر، يصعب فهمه ولكن يمكننا ان ندركه حتى فى هذه الاحداث. تبقى الكنيسة مقدسة وقادرة على تقديس الآخرين، فى حين ان بها اشخاصا خطاة. تبقى الكنيسة قادرة كسفينة نوح على ان تصل البشر بمحبة الله وشاطئ رحمته، فى حين ان بها اشخاصا يبعدون عن هذا الاله. تبقى الكنيسة قادرة ان تخلص وان كان بها اشخاص يَهلكون ويُهلكون آخرين. نعم تبقى الكنيسة متألمة وخجلة ولكن تبقى هذه الاحداث تحثنا على اتخاذ المواقف الجادة والقرار امام اى صعوبات او انتهاكات او تحديات، فالصمت جريمة، وجعل الوقت يمر كى يداوى الامور فى بعض الاوقات يدمر الاشخاص. فالشفافية والوضوح وسماع المتألمين واستقبالهم والمضى فى اجراءات واضحة هو الحل. نعم لتبقى الكنيسة وكما يقول تقرير الفاتيكان: على الضحايا أن يعلموا أن البابا يقف إلى جانبهم، وأن مَن تألموا لهم الأولوية لديه، كما أن الكنيسة تريد الإصغاء إليهم وذلك للقضاء على هذا الرعب المأساوى الذى يدمر حياة الأبرياء. فى النهاية وبقلب متمزق لوجع الكثيرين يبرق من السماء امل ورجاء: مواقف البابا فرانسيس وصراحته وإيمانه العميق الذى يتجسد فى عدم الخوف من الحقيقة وان الله هو الذى يحمى الايمان والكنيسة وليس البشر، مقولة قالها قداسة البابا تواضروس اثناء عظته الاسبوعية بعد قتل الانبا ابيفانيوس ويعيشها البابا فرانسيس ويعلمنا اياها. نعم للصراحة والوضوح والشفافية واتخاذ القرار. ---------------------------- المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية لمزيد من مقالات الأب هانى باخوم