* مواصفات لاختيار الأضحية السليمة.. والذبح بالسلخانة أكثر أمانا * النحر فى الشوارع والميادين يؤدى لانتشار 300 مرض
يرتبط عيد الأضحى المبارك بالأضحية من الحيوانات التى توزع لحومها على الأهل والفقراء، سنة إلهية بين المسلمين عامة وخاصة الميسورين منهم فى صباح يوم العيد، غير أن هناك معايير لاختيارها من حيث الحالة الصحية والمظهر، لأن اللحوم المريضة تنقل للإنسان أمراضا خطيرة، وكثير من الأسر تستعد لهذه المناسبةبشراء الحيوان مبكرا ويكون حسن اختياره مهما جدا، وفى الوقت نفسه يحذر الخبراء من الإسراف فى تناول اللحوم والدهون، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مع الحركة الدائمة لحرق السعرات العالية.. السطور التالية تجيب عن تساؤلات عديدة حول إرشادات الشراء ومحاذير الإسراف فى تناول لحوم الأضحية..
الدكتور عاصم أنور أبوعرب، رئيس الجمعية المصرية لسلامة الغذاء وأستاذ السموم بالمركز القومى للبحوث، يؤكد ضرورة التحقق من صحة الحيوان، بحيث يكون مظهره الخارجى جيدا، فالحيوان النشيط وله شهية جيدة للأكل يدل على سلامته، وخلوه من الأمراض، بعكس الحيوان قليل الحركة قليل الغذاء، فذلك يدل على أنه يعانى مشكلات صحية .. كذلك لابد أن تكون العيون لامعة وبراقة وليس بها اصفرار أو احمرار، ولا تخرج منه إفرازات أو التهابات من اللسان أوالفم أو الأنف ويكون تنفسه طبيعيا ورأسه مرتفعا ولا يميل للانحناء، ويجب أن تكون الأرجل مستقيمة قوية، وفيما يتعلق بالخراف فيجب اختيار ما له صوف ناعم ونظيف، فكل هذه العلامات تدل على صحة وصلاحية الحيوان..كما يجب فحص الخروف قبل شرائه بالضغط على رقبته وظهره ومقدمة الصدر وملاحظة امتلائها باللحم واللية، كما يجب التأكد من عدم وجود أى تورمات أو التهابات أو جروح فى جسده، وأن تكون الأضحية متوافقة مع الشروط الشرعية المحددة من رجال الدين، بأن تكون من الأنعام وهي: الإبل أو البقر أوالجاموس، أو الضأن والماعز، وأن يبلغ عمرها 5 سنوات، وهو الحد الأدنى لسن الذبح للإبل بالتقويم الهجري، وسنتين للبقر والجاموس، وسنة للضأن والماعز، غير أنه يجوز ذبح الضأن عند سن 6 أشهر فأكثر، والتأكد من خلو الذبيحة من العيوب سواء فى اللحم أو الشحم، فلا يجوز أن تكون مكسورة القرن أو عمياء أو عوراء أو مقطوعة الأذنين أو اليد أو الرجل أو اللية أوالذيل، ويجب تجنب تلك التى تأكل مخلفات من الشوارع ، حتى لا تنقل العدوى للإنسان، فالأضحية هى تقرب لله، والله طيب لا يقبل إلا طيبا. الأضاحى وأشار أستاذ سلامة الغذاء إلى أنه فى حالة شراء اللحوم من الجزار، فيجب أن تكون من مصدر موثوق به ومعروف، لضمان عدم الغش أو التلاعب فى نوعها، فهناك أنواع من اللحوم منها لحم الكندوز كبيرة السن نسبيا عن البتلو، وتتراوح أعمارها ما بين سنة و3 سنوات، ولحم البتلو أو لحم العجل الجاموسى الصغير لا يتعدى عمره خمسين يوماً، وكذلك لحم الضأن والمعروف أنه أسهل فى الهضم إلا أنه أكثر دسامة، وأفضل أنواعه ما يذبح بين 9 أشهر وعامين من عمره، ويتميز اللحم الجملى باحتوائه على نسبة عالية من البروتين.. كما يجب عند شراء اللحوم أن يكون لونها أحمر ورديا ، لأن ذلك يعنى أنها طازجة وصالحة للاستهلاك، يكون لون الدهن أبيض ناصعا فى الضأن والجاموس، ومائلا للاصفرار فى اللحم البقري، وبفحص ملمس هذه اللحوم نجد الطازجة متماسكة، ذات ملمس طبيعى لايوجد به أى مواد مخاطية أو منداة، بينما نلاحظ أن اللحم الفاسد يكون غامق اللون وغير متماسك، وبالضغط عليه بالإصبع يترك أثرا غائرا، والملمس يكون لزجا. ويجب تجنب شراء اللحوم المعروضة فى الأسواق، والمكشوفة على سيارات نقل ومعروضة خارج محال الجزارة لتعرضها للأتربة والأمراض وعوادم السيارات التي تحتوى على الرصاص والمركبات الخطيرة، وهى تلوث اللحوم وتسبب للمستهلك مشكلات صحية خطيرة، وتجنب شراء لحوم الجزارين الذين يرشونها بالمبيدات لمقاومة الذباب المنتشر عليها، وكذلك اللحوم بدون أختام أو أختامها غير واضحة لاحتمال ذبحها خارج المجازر ، ومن الممكن أن تكون تلك الحيوانات مصابة بأمراض معدية. د.وجيه المالكى - د. عاصم أنور وقال إنه عند ذبح الأضحية يجب توخى الحذر سواء كان الذبح فى المسالخ، وهو الأفضل لضمان سلامة الذبيحة للاستهلاك بعد الكشف البيطرى عليها قبل وبعد الذبح، أما إذا كان الذبح بالمنزل، فيجب الحرص عند التقطيع وفى أثناء النقل والتعبئة حتى لا تتعرض اللحوم للفساد بسرعة ، خاصة مع ارتفاع الحرارة فى شهر أغسطس الحالي، وكذلك انتشار الأتربة فى الجو ومختلف الملوثات. وهناك إرشادات يجب أن يتبعها صاحب الأضحية عند الذبح بالمنزل بمنع إطعام الحيوان قبل الذبح بنحو 12 ساعة ، مع الاكتفاء بتوفير الماء له باستمرارلتقليل الفضلات الموجودة فى أمعائه. نسبة البروتينات اللحوم تتميز بأنها من الأغذية المرتفعة فى القيمة الغذائية لاحتوائها على البروتينات والدهون الضرورية والأحماض الأمينية الأساسية، لذلك يجب التعرف على إمكاناتها من البروتينات ، فإن اللحم يحتوى على 54% مواد بروتينية، بينما نسبة المواد الدهنية تكون ما بين 17 و 26%، فالمائة جرام من اللحم تعطى طاقة حرارية للجسم تحوى 123 سعراً حرارياً، وتعطى الماشية كبيرة السن 103 سعرات، كما ترجع أهمية التغذية على اللحم باعتدال إلى أنه غنى بعناصر معدنية نادرة ومهمة جدا لحيوية الجسم مثل الزنك فضلا عن تقوية المناعة وتوفير الحديد اللازم لوقاية الجسم من الإصابة بالأنيميا وفقر الدم، كما يحتوى اللحم على مواد البوتاسيوم والماغنسيوم والفوسفور والسلينيوم، وله خصائص مهمة بها مواد مضادة للأكسدة والتى تمنح الجسم مناعة عالية، كما تحمى مكونات اللحم خلايا الجسم من التلف وتزيد إمكانات ووظائف الغدة الدرقية، ويحتوي على فيتامينات ضرورية للصحة العامة مثل فيتامين ب12 الذى يقوى الأعصاب ، ويكون خلايا الدم الحمراء، وفيتامين ب3 الذى يحمى الإنسان من الإصابة بالزهايمر خاصة مع كبر السن، واللحم مهم فى حماية الجلد من مظاهر وأشكال الشيخوخة والإصابة بهشاشة العظام، كما أن اللحوم الحمراء تقلل التوتر الشديد وتقى من الإصابة بالاكتئاب. الإسراف فى اللحوم وأضاف رئيس جمعية سلامة الغذاء أنه يجب مراعاة أن اللحوم بأنواعها مرتفعة القيمة الغذائية من حيث البروتينات والدهون وغيرها وأن الإكثار من تناولها يسبب أضراراً صحية عامة، ولمن يعانون أمراضا مزمنة مثل إصابات الكبد والكلي، وأمراض الضغط والقلب والسكري، وأن الإفراط فى تناول اللحوم الحمراء يرفع نسبة حمض البوليك فى الدم وتزيد ترسيباته فى الأنسجة الرخوة خاصة بالكلي،ويسبب التهاب المفاصل الطرفية، ومرض النقرس، كما أن الدهون فى أنسجة اللحوم التى نتناولها ترفع نسبة الكوليسترول الذى يؤثر على أداء الشرايين التاجية ويسبب أزمات صحية..ولذلك ينصح بالاعتدال فى تناول اللحوم حتى لا تسبب خطراً على أجهزة الجسم خاصة المعدة، لأن هضم اللحوم يحتاج نحو 6 ساعات للهضم، وقد يؤدى ذلك الى سوء الهضم ومتاعب القولون العصبى والانتفاخ والتقلصات والامساك، ومشكلات أخرى بالقلب والكلية خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، لذلك يجب أن تكون وجبة اللحم مرتبطة بتناول أغذية غنية بالألياف ومضادات الأكسدة مثل البقدونس والفلفل والجرجير والفجل والبروكلي، لتساعد فى التخلص من الدهون، كما يجب الإكثار من شرب الماء والمشى لمدة نصف ساعة. ظاهرة الحظائر يشيرد. وجيه أحمد المالكي، أستاذ علوم التغذية بالهيئة القومية للبحوث الدوائية، إلى أن المشكلة المتكررة فى كل عام تتمثل فى انتشار حظائر الخراف والماشية فى الميادين والطرق بصورة غير حضارية، ورغم فتح المجازر الحكومية مجانا، فإن بعض المضحين يفضلون الذبح أمام منازلهم لكسب ثواب رؤية الأضحية وهى سنة عن الرسول عليه السلام، فمن الناحية القانونية الذبح بالشوارع ممنوع وتصادر الذبيحة..وعلى الرغم من ذلك تنتشر هذه الظاهرة ، مما يمثل خطورة على حياة المواطنين.. نظرا لأن ليس لها قواعد صحية.. حيث تختلط الدماء مع الملوثات والأتربة، والنتيجة أنها تحمل أمراضا خطيرة تلوث اللحم، مما يتسبب فى انتشار نحو 300 مرض تنتقل للإنسان منها أمراض السالمونيلا والتى تصيب بالتيفود.. إضافة إلى مخلفات الذبح التى تحمل أمراضا كامنة بالحيوان .