عندما يصيب الغرور شخصاً يتملكه الكبر ويعمى بصره ولا يرى فى الكون أحدا يعلم ببواطن الأمور سواه .. فلا يستشير أحداً وتزداد أخطاؤه ويصبح ديكتاتوراً يتخذ القرارات المصيرية بمفرده .. هذا ما حدث للرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى حقق لبلاده طفرة اقتصادية هائلة لا يستطيع أحد إنكارها وأنقذها من فوضى كادت توصلها إلى حالة شبه انهيار مالى خلال أزمة العامين 2000 و 2001 .. ولكن ما لبث أن طفت على السطح خلافات بين أردوغان وبين كبار معاونيه ومستشاريه ورئيس البنك المركزى حول الشئون الاقتصادية فى البلاد والطريقة المثلى للتعامل مع ديون الشركات الكبرى والضغوط الاقتصادية.. سعى خلالها إلى الاستحواذ على مزيد من الصلاحيات السياسية والدستورية حتى أصبح هو »الرجل الأوحد« المتحكم فى كل شئون بلاده بل وامتدت أطماعه إلى دول عربية وإسلامية مجاورة .. فتدخل فى شئونها ,وانتهك سيادة أراضيها.. دون أدنى مراعاة لتعاليم ديننا الحنيف ومبادئ وقيم الأعراف الدولية . واليوم يواجه أردوغان مأزقاً صعباً وتحدياً خطيراً بعد أن انهارت الليرة التركية بصورة مخيفة وفقدت 41 % من قيمتها أمام الدولار الأمريكى خلال العام الحالى وحده فى خطوة جعلت المراقبين يؤكدون أنها ستزيد الأتراك فقراً وستقوض من ثقة المستثمرين الأجانب فى تركيا أكثر . وإذا كانت العقوبات الأمريكية على أنقرة قد فاقمت من حجم الضغوط على أردوغان وجعلته غير قادر على مواجهة كل هذه الضربات فى آن واحد.. فإن الغرور والعناد الذى يتعامل به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع العديد من القضايا والمشكلات الدولية تجعلانه هو الآخر ليس بعيداً عن مصير ومستقبل مظلم كالذى ينتظر الرئيس التركى ما لم يفق أحد الطرفين ويعد إلى رشده وإلى قيم الحق والعدل والمساواة. فاللهم اهد حكام المسلمين إلى ما فيه خير العباد والبلاد .. وأهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.. ونج مصر وشعبها من كل هذه الفتن والحروب والأطماع التى تحوم من حولنا. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى