السيسي: مصر كانت على حافة الهاوية.. وأسعى منذ 2014 إلى تغيير الوضع    رئيس وزراء الجزائر: بعض الشركات المصرية في الجزائر أصبحت نموذجا للمثابرة والنجاح    السكة الحديد: إنشاء خطوط جديدة كممرات لوجيستية تربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك    المجتمعات العمرانية توقع عقد أرض مشروع تجاري فندقي بقيمة 15 مليار جنيه مع شركة هورايزون مصر    "الإحصاء": 100% من سكان المملكة يحصلون على خدمات مياه الشرب والصرف الصحي    أخبار البورصة اليوم الأربعاء 26-11-2025    رئيس اتحاد الغرف التجارية: نسعى لشراكة حقيقية مع الجزائر تخلق قيمة مضافة وفرص عمل    غارات إسرائلية بطائرات مروحية على منازل طوباس بالضفة الغربية    لوكاشينكو يؤكد لبوتين استعداد مينسك لاستضافة أي منصة للمفاوضات حول أوكرانيا    لاعب مانشستر سيتي: لن نفقد الثقة بعد هزيمتي ليفركوزن ونيوكاسل    النصر السعودي يهزم استقلال دوشنبه برباعية ويتأهل في دوري أبطال آسيا 2    منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 عاما يفوز على تونس في بطولة شمال أفريقيا    فادي خفاجة يستأنف على حكم حبسه في اتهامه بسب وقذف مجدي كامل    فيديو.. الأرصاد تنصح المواطنين: لا ترتدوا الملابس الشتوية الثقيلة الآن    الإدارية العليا تمد أجل الحكم فى 187 طعنا على انتخابات النواب لجلسة السبت    وفاة شخص إثر انقلاب دراجة بخارية بصحراوي المنيا    ضبط سائق استغل سيارته الملاكى فى نقل الركاب وطلب أجرة زائدة بأسيوط    التوني وفواز وخبراء البيئة يطرحون رؤية جديدة لصناعة سينما مستدامة في مصر    وزير الثقافة ينعى الناقد الدكتور محمد عبد المطلب    جهاد حسام الدين: تجربتي في «كارثة طبيعية» صعبة.. ومستحيل أخلف 7 أطفال في الواقع | خاص    جامعة المنيا تخصص 10 ملايين جنيه لدعم الطلاب عبر صندوق التكافل المركزي    فوز مدرسة الشهيد أحمد فوزى زيد الثانوية بنات بأبو حمص بلقب أفضل بالبحيرة    صدمة في الكرة المصرية..رمضان صبحي موقوف 4 سنوات بسبب المنشطات    قطاع أمن المنافذ يضبط قضايا تهريب ومخالفات جمركية متعددة خلال 24 ساعة    في الجول يكشف تطورات موقف صلاح ومرموش من المشاركة في ودية نيجيريا    مؤشرات أولية تكشف خريطة انتخابية أكثر تنوعًا.. وتقدم مرشحين معارضين يعيد تشكيل توازنات البرلمان المقبل    وزارة التعليم العالي تترقب حكم المحكمة لإلغاء الشهادات المهنية بالجامعات المصرية    خالد جلال: "كاستنج" يسوّق المواهب الشابة بعرضها على الملايين    هل تكون هنا الزاهد عروس الوسط في 2026؟.. الفنانة تجيب    رئيس هيئة الرعاية الصحية: استدامة التمويل الصحى ركيزة لجودة الخدمات    مؤشرات الفرز الأولية والحصر العددى لدائرة السنبلاوين وتمى الأمديد بالدقهلية.. فيديو    الحبس 5 سنوات للمتهم بالتعدى على طفل من ذوى الهمم فى الإسكندرية    جامعة بنها تطلق مسابقة "فنون ضد العنف"    جامعة عين شمس تشارك في اجتماعات معاهد كونفوشيوس وتعزز تعاونها مع الجامعات الصينية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استرح فى واحة الانس !?    وصول بعثة منتخب الطائرة إلى الأردن للمشاركة في بطولة التحدي العربية    مجلس جامعة الأزهر يوجه الكليات بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية    مران بدنى خفيف للاعبى الزمالك عقب الوصول لجنوب إفريقيا    لجنة استشارية من فنون تطبيقية حلوان لإبداء الرأي في ترميم جداريات سور حديقة الحيوان    إجراءات حاسمة تجاه المقصرين في الوحدات الصحية بقنا    محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة نفق البساتين بشبين الكوم    صوتك هو سلاحك.. نداء من نواب جولة الإعادة: لا مكان لشراء الأصوات    10 علامات تخبرك أن طفلك يحتاج إلى دعم نفسي    محافظ سوهاج يفتتح سوق المنشاة الحضري الجديد    رئيس الوزراء ونظيره الجزائرى يشهدان توقيع عدد من وثائق التعاون بين البلدين    حريق يحاصر أشخاصا في مبنى شاهق في هونج كونج وإصابة شخص بحروق خطيرة    انطلاق أعمال اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية    بركان كيلاويا في هاواي يطلق حمما بركانية للمرة ال37 منذ بدء ثورانه العام الماضي    يوسي كوهين يكشف كيف اخترقت إسرائيل قلب حزب الله واغتالت عماد مغنية    دوري أبطال إفريقيا.. قائمة بيراميدز في رحلة زامبيا لمواجهة باور ديناموز    وزير الصحة يزور مستشفى «أنقرة جازيلر» المتخصصة في تأهيل إصابات الحبل الشوكي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    بعد نجاح "دولة التلاوة".. دعوة لإطلاق جمهورية المؤذنين    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    مادورو: سندافع عن فنزويلا ضد أي تهديد والنصر سيكون حليفنا    ريهام عبد الحكيم تتألق في «صدى الأهرامات» بأغنية «بتسأل يا حبيبي» لعمار الشريعي    تقدم مرشح حزب النور ومستقبل وطن.. المؤشرات الأولية للدائرة الأولى بكفر الشيخ    دعاء جوف الليل| اللهم يا شافي القلوب والأبدان أنزل شفاءك على كل مريض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انقلاب النهاية لأردوغان والمتأسلمين فى حكم تركيا
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 07 - 2016

من يتابع الشأن التركى منذ صعود أتاتورك الذى له قداسة فى تركيا لاتمس حتى الآن والتى بدأت بنهاية عصر الدولة
العثمانية فى العقد الثانى من القرن العشرين، يدرك تماما أن «العلمانية» هى الأصل، وما عدا ذلك استثناء له ظروفه وله نهاياته فى الوقت المناسب، يقود إلى العودة للمسار الرئيسى وهو «العلمانية» طريقا لجمع شمل الأتراك بمختلف أعرافهم وأديانهم وقومياتهم، وطريقا للحكم المدنى الملائم للشعب التركي. ولذلك فان من قرأ وحلل آخر انقلاب حدث فى تركيا فى عام 1997، رأى كيف كان انقلابا صامتا، حيث مارس العسكريون ضغوطهم على «أربكان» رئيس الوزراء وزعيم حزب «الرفاة» الاسلامى آنذاك، وأجبروه على الاستقالة وتولية رئيس الحزب الفائز بعده رئاسة الوزراء وتفكيك تحالف «الرفاة»، حتى تم إجراء انتخابات برلمانية جديدة ليخرج «الرفاة» ويتم حله باعتباره حزبا دينيا يخالف مبادىء الدولة التركية وهى العلمانية والتى أرساها «كمال الدين أتاتورك»، ويحكم بعده اليسار، ثم اليمين ثم اليسار، إلى أن عاد حزب اسلامى آخر «الفضيلة» وشهد نهاية «الرفاة»، ثم حزب «العدالة والتنمية» بزعامة أردوغان وبمشاركة عبدالله جول، اللذين تبادلا المناصب (رئاسة الدولة رئاسة الوزراء)، حتى تم تدشين «أردوغان» مرة أخرى بعد أن كان محروما ومعزولا عن ممارسة الحياة السياسية. ولكن بفعل الأغلبية للعدالة والتنمية، تم إعادته مرة أخري، ليصبح زعيما سياسيا كما نراه الآن، ويلعب على مسرح السياسة الاقليمى والدولى ترجمة لاحلامه وأطماعه السياسية فى الداخل وتنفيذا لأجندات أوروبا وامريكا لضمان استمراره بأى ثمن. وما كان يخفيه عن طابعه الدينى الاسلامي، لتعارض ذلك مع مبادىء العلمانية فى حكم تركيا، اصبح يعلنه صراحة، ولعل المساندة الواضحة لجماعة الاخوان وايواءهم فى تركيا، وكذلك كل ما على شاكلتهم تحت حمايته وحماية حزبه، تنفيذا لتعليمات أمريكية. وذلك فى إطار انتهازية سياسية واضحة يتميز بها أردوغان وكل المتأسلمين الذين يوظفون الدين فى تحقيق أغراضهم السياسية.
فى هذا السياق كان من الضروري، قيام انقلاب عسكرى ضده ومباشر، وليس انقلابا صامتا، مثلما حدث مع «أربكان» من عشرين عاما، وأنجز مهامه دون خسائر تذكر تحقيقا للمصلحة الوطنية التركية، لأن الجيش هناك لايريد الحكم الا استثناء، ولكنه فى عقيدته العسكرية الوطنية عليه أن يحمى «علمانية الدولة الأتاتوركية» منذ ما يقرب من (100) عام.
لأن الانقلاب الصامت قد لايحقق أهدافه، لما يتمتع به أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» من شعبية لاتنكر. فحين يتحرك الجيش ويمارس ضغوطه لإجبار أردوغان على الاستقالة، فهو أمر غير مضمون النجاح.
إذن لم يكن هناك بديل عن تحرك عسكرى مباشر من الجيش التركى فى شكل انقلاب، يسيطر به على الأوضاع، ثم يعد العدة لبيئة سياسية مختلفة، تزيح من المسرح السياسي، المتأسلمين وتجار الدين، وتعيد «العلمانية الأتاتوركية» مرة ثانية، وهذه إجابة على تساؤلات الكثيرين الذين ابتعدوا فى تحليلاتهم وتعليقاتهم عن حقيقة الوضع التركى وتطوراته.
لكن الانقلاب فشل، لأسباب عديدة، فاض بها الكثيرون، لعل فى مقدمتها تحركات أمريكية من قاعدة «انجرليك» العسكرية فى جنوب البلاد، التى تسيطر عليها الولايات المتحدة وكان لقواتها وطيرانها الكلمة الفصل فى إنهاء الانقلاب، بعد (6) ساعات بالضبط من بدء وقوعه، واستعادة اردوغان المشهد مرة أخري!! ومن ثم كان للعامل الخارجى الموجود داخل الأراضى التركية فى قاعدة «انجرليك» الكلمة الفصل فى حسم الأمور تحقيقا لأهداف عديدة. فليس العيب فى الانقلاب ذاته، فقد كان ضرورة حتمية متوقعة، أشرت إليها فى بعض مقالاتى باعتبارها أحد السيناريوهات لإعادة ترتيب المسرح الاقليمى فى ضوء تغيرات وتحولات النظام الدولي، وعلى خلفية ارتباك المشهد الاقليمى فى سوريا والعراق وفى ليبيا وفى مصر وفى اليمن، بما يتعارض مع المصالح الأمريكية والغربية عموما وفى ظل واقع دولى جديد لايمكن للغرب إنكاره.
وليس فى تمسك الشعب التركى بقيم الديمقراطية، كما أشار لذلك «أردوغان» فى كلمته بعد العودة، فالاجراءات التى اتخذها بعد العودة مباشرة تدل على عدم احترامه لذلك، بل إن الشعب التركى لم يتحرك حقيقة، فقد انتهز الفرصة للتخلص من كبار القادة العسكريين (3) آلاف، والتخلص من قضاة وصل عددهم ل (3) آلاف، فيما قتل وأصيب نحو (2000) تركى من الشعب والجيش، وسمح باهانة عدد من قوات الجيش فى الشوارع، وهى اهانة لاتغتفر مطلقا!!، كما أنه من دواعى الاندهاش ما يتعلق بعلاقة القضاة بالانقلاب؟! إلا أنهم خصوم سابقون أراد أن يتخلص منهم.
وخلاصة القول: إن استمرار القلق وعدم الاستقرار، ومعاودة الانقلاب الذى كان رسالة لكل الأطراف المعنية فى مقدمتهم أردوغان، من الخارج والداخل فى إطار قراءة موضوعية شاملة لما يحدث فى تركيا، هو السيناريو الأكثر احتمالا، لمن يريد أن يفهم الأمور فى تركيا مستقبلا. ويكفى أن أحد أهم المؤشرات هو توجه أردوغان وحزبه نحو الغرور السياسى الدافع إلى إقصاء الآخرين بلا تردد، مع الجنوح إلى السلطوية الانفرادية التى عادة ما تؤدى إلى السقوط.
فما حدث هو انقلاب النهاية لأردوغان والمتأسلمين فى حكم تركيا، فصبرا.
لمزيد من مقالات د. جمال زهران


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.