عندما تم الإعلان العام الماضى عن انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائى، كان هناك العديد من التساؤلات التى طاردت صناعة، ومنها ماذا سيقدم المهرجان الوليد؟، وكيف ستكون الفعاليات فى ظل عدم حصوله على دعم من الدولة مثل باقى المهرجانات التى تقام على أرض مصر؟. ومع انطلاق الفعاليات تأكد الجميع أننا أمام حالة خاصة تستحق الدعم، بعد أن نجح المهرجان فى جذب عدد من الأفلام العالمية المتميزة، والتى نالت استحسان النقاد والجماهير التى تابعته باهتمام، ومنها على سبيل المثال أفلام القضية: 23 للمخرج اللبناني زياد دويري و"كائن رقيق" للمخرج الأوكراني سيرجي لوزينستا و"الجانب الآخر من الأمل" للمخرج الفنلندي آكي كزريسماكي، والمربع للسويدي روبين أوستالند، كما وفر مؤسس المهرجان الدعم المالى اللازم، حتى يخرج المهرجان بالشكل الذى يجعله قادرا على المنافسة العالمية. ومع كل ما قدمه المهرجان بقى السؤال الأهم: ما هى الأهداف التى يسعى لتحقيقها؟، وجاء الرد منذ أيام على لسان مؤسس المهرجان نجيب ساويرس، بعد إعلان إدارة المهرجان اختيار فيلم "يوم الدين"، الذى حظى بدعم كامل من منصة الجونة السينمائية، للمشاركة فى الدورة الثانية، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حيث أكد المهرجان يسعى لتدعيم القيم الإنسانية التى تاهت ملامحها فى ظل صخب الحياة، لذلك كان اختيار فيلم "يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقى، والذى اختير ضمن المسابقة الرسمية للدورة 71 لمهرجان "كانّ" السينمائى. والحقيقة أن "يوم الدين" الذى نافس على جائزة السعفة الذهبية ب"كان"، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه، فيلم يمثل تجربة فريدة فى السينما المصرية، حيث أنه يناقش مرض الجزام وتدور أحداثة حول بشاي، وهو رجل شُفى من مرض الجذام، ولكنه مازال يحمل آثار المرض بجسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يوما بعد وفاة زوجته، فيقرر أن ينطلق في رحلة بحثا عن جذوره، فيغادر للصعيد على حماره بصحبة صديقة الصبي النوبي يتيم الذي يرفض مفارقته أينما ذهب وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء. فى النهاية لقد قدم مهرجان الجونة العام الماضى دورة متميزة وناجحة، بقيادة مديرة انتشال التميمى، ونجح المهرجان فى الإعلان عن نفسه بقوة وتثبيت أقدامه كمهرجان عالمى متميز، ومازال الجميع فى انتظار مفاجآت الدورة الثانية التى ستنطلق فعالياتها يوم 20 من الشهر المقبل. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب