قبل انطلاق الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي الدولى ، تركزت الأنظار حول ما الذى سوف يقدمه ذلك المهرجان الوليد ، فى ظل ما تزخر به مصر من مهرجانات متعددة ، حتى أنه أصبح هناك تضارب وتلاحق بين المهرجانات وبعضها ، وبالرغم من ذلك لم تنجح هذه المهرجانات فى منافسة نظيرتها العربية أو العالمية ، التى يتم الصرف عليها بسخاء من قبل صناعها ، مما جعلها ساحة جذب للسينمائيين المصرين الذى أصبح تغيبهم عن المهرجانات المصرية بمثابة أمر معتاد ، ويشهد على ذلك مهرجان القاهرة السينمائى . ومن هنا كان الدور الأكبر والأهم لمهرجان الجونة ، وهو كيف نستعيد مكانتنا من جديد فى تنظيم حدث عالمى فريد ؟ ، بالإضافة الى تحقيق هدف أخر وهو تنشيط السياحة ، لذلك وجدنا الأضواء الشديدة التى تركزت على المهرجان ، والتى جعلت البعض ينتظر أى هفوة أو خطأ بسيط للحديث عنه ، بالرغم من أن المهرجانات العالمية الأخرى تشهد كوارث خلال فعالياتها . والحقيقة أن صناع الجونة حاولوا العمل بشكل احترافى ، وعلى طريقة المهرجانات العالمية ، وبعيدا عن خطأ حفل الافتتاح بمنع الصحفيين من الحضور، والذى تم تداركه فى حفل الختام ، كانت هناك بالفعل منظومة عمل متكاملة ، ويكفى أن العروض كانت تقام فى مواعيدها طبقا للجدول المحدد دون تأجيل أو تأخير ، وكانت حركة التنقلات سهلة جدا ومتوفرة بشكل يثير الإعجاب ، وكان هناك مركز صحفى ضم العديد من الخبرات التى ساهمت فى حل أي أزمات . أما على المستوى الفنى فلم يشهد أى مهرجان مصرى هذا الكم من أفلام العرض الأول ومنها الفيلم المصري "فوتوكوبى"، وفيلم "سفرة" للمخرج توماس مورجان ، أوالأفلام االتى شاركت فى كبرى المهرجانات العالمية مثل فينيسا أو برلين أو كان ، ومنها فيلم "المربع" الفائز بجائزة السعفة الذهبية في الدورة ال 70 لمهرجان كان السينمائي الدولي ، وفيلم "مشروع فلوريدا" للمخرج شون بيكر ، الفائز بجائزة في مهرجان هارتلاند السينمائي بالولايات المتحدةالأمريكية ، وفيلم القضية 23 للمخرج اللبناني زياد دويري، والذى شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي ، وفيلم "فيليستيه" للمخرج الفرنسي آلان جومي ، والفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي، في دورته ال67 ، بالإضافة للفيلم المصرى "الشيخ جاكسون" للمخرج عمرو سلامة، الذى عرض فى حفل الافتتاح إلى جانب مشاركته في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ، والذى سبق له المشاركة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. كما شهد المهرجان مشاركة عدد من كبار النجوم العالميين فى حفلى الافتتاح والختام ، ومنهم الأمريكي فوريست ويتكر ونجم هوليوود مايكل مادسون ، والمخرج الشهير أوليفر ستون ، والمغنية والممثلة الأمريكية فانيسا ويليامز ،والمنتجة الأمريكية سارة جونسون والمنتج الإيطالى أندريا إير فولينو ، والكاتبة ديبورا يونج رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والسيناريست والمخرج الأمريكى ريتشارد تان والمنتج والسيناريست الأمريكي جيف ستوكويل ،و النجم التركى خالد ارغنش ، كما حضر المهرجان عدد كبير من النجوم المصريين والعرب واعتقد أنه من أبرز الفعاليات التى شهدها المهرجان ورش العمل والندوات الكثيرة والتى كان من أبرزها ورشة طيارة للفيلم القصير التى أقيمت في إطار منصة الجونة السينمائية ، والتى ضمت مجموعة من الخبراء في صناعة السينما والمحتوى الرقمي ، كذلك ندوة كيف تمول فيلمك؟ والتى شهدت إقبال كبير سواء من صناع الأفلام أو الجمهور . فى النهاية لقد نجحت كتيبه مهرجان الجونة السينمائى بقيادة المهندس نجيب ساويرس مؤسس المهرجان ، وانتشال التميمى مدير المهرجان فى تحقيق الأهداف الرئيسية التى أنشى من أجلها المهرجان ، حيث كان بالفعل حديث العالم منذ الافتتاح وحتى الختام ، ونجح فى خطف الأنظار من مهرجانات عربية كبرى ، كما كان له دور كبير فى تنشيط السياحة ، حيث كان هناك إقبال كبير من السياح لزيارة المدينة الساحرة وحرصهم على حضور الفعاليات التى كانت معظمها كاملة العدد . لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;