تظاهر تونسيون معارضون لتقرير لجنة الحريات الفردية والمساوة أمام مقر البرلمان بالعاصمة التونسية أمس، وسط ترقب للكلمة التى سيلقيها الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى بمناسبة عيد المرأة التونسية غدا، وما إذا كان سيحيل جانبا من توصيات اللجنة التى شكلها العام الماضى إلى البرلمان مع إطلاق مبادرته بالمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة. ووسط إجراءات أمنية مشددة، ألغى المنظمون المعارضون لتقرير اللجنة مسيرة مقررة من وسط العاصمة الى مقر البرلمان فى اللحظة الأخيرة واكتفوا بتنظيم المظاهرة الاحتجاجية امام مقر البرلمان. وقالت مصادر ما يسمى ب «التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة» المشاركة فى تنظيم المسيرة مع جمعيات دينية أن وزارة الداخلية التى رخصت بها ابلغت المنظمين بالاكتفاء بالاحتجاج امام البرلمان خشية اندساس عناصر تحولها الى العنف . وتناوب على المنصة أمام البرلمان متحدثون يتقدمهم رجال دين حذروا الرئيس السبسى من المضى فى مبادرته للمساواة فى الميراث، وكالوا الاتهامات للجنة الحريات الفردية والمساواة ب «محاولة تغيير احكام الله والتطاول على القرآن»، وهتف المحتجون الذى قدر عددهم بنحو خمسة آلاف بهوية تونس الإسلامية و بإسقاط التقرير. وينتظر أن يحشد المؤيدون للتقرير المطالبين بالإسراع بسن تشريع للمساواة فى الميراث لمظاهرة غدا فى شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة، علما بأنهم نظموا مسيرة لدعم مطالبهم فى العاشر من مارس الماضى قدر عدد المشاركين فيها بنحو ثلاثة آلاف. يذكر أن الأممالمتحدة كانت قد أصدرت بيانا فى 14 يوليو الماضى هنأت فيه تونس بإصدار التقرير، ودعت التونسيات والتونسيين الى المشاركة فى حوار هادئ مبنى على معطيات سليمة يضمن حرية التعبير للجميع.