حين تقررين سيدتى اقتحام الغوص فى أعماق البحر فأنت أمام عالم مجهول مليء بالرغبة والرهبة والتشويق واقتحام المخاطر والعجائب، هذا العالم الذى اقتحمه الرجل الشرقى بجدارة من قبلك وحقق فيه من دونك صولات وجولات وأهدافا مرجوة، واقتحمته من قبلك ودون خوف أو حذر غواصات العالم الغربى، ليفتحن الطريق أمامك للغوص فى أعماق البحر واكتشاف هذا العالم المليء بالتشويق والإثارة لتتفوقى فيه وبجدارة ولتحصلى من أعشابه ومخلوقاته البحرية على أعلى الدرجات العالمية، فأنت بلا فخر الغواصة الماهرة المصرية. وليبقى السؤال حائرا: ماهو العالم الغامض المجهول الذى ينتظر المرأة الغواصة فى أعماق البحر؟..وماهى المخاطر التى تنتظرها تحت سطح مائه؟. والتى تجعلها عازفة أو متراجعة عن اقتحامه؟ ........................... د. سهى شبكة الباحث فى المعهد القومى لعلوم البحار بيئة بحرية هى زوجة وأم لطفلين، أستطاعت الغوص لعمق بلغ 20 مترا و قد تطلبت الأبحاث التى تجريها وجودها تحت سطح الماء على مدى ساعة كاملة يوميا تقول: تطلب المجال العلمى الذى أعمل فيه إلى ضرورة التدريب العملى للغوص الذى أصبح مهنة وهواية فى فى نفس الوقت، فلجأت إلى دراسة دورات تدريبية عقب تخرجى فى الكلية مباشرة لأن رسالة الماجيستير التى حصلت عليها كانت فى مجال الحشائش البحرية، وبالفعل أنجزت تدريباتى وبدأت فى جلب عينات للبحث، وكانت أهم التحديات التى واجهتنى فى التدريب تحت سطح البحرهى فى قدرتى فى الاحتفاظ بطول النفس تحت الماء وهو أمر فى غاية الصعوبة لأنى فى بداياتى كنت مجرد هاوية، أيضا تدربت على اختراق الأسماك والحشائش الكثيفة فى الأعماق وقرب القاع والذى يحتاج لقوة بدنية عالية تدربت عليها واستخدمت مهاراتها فى اختراق المجهول تحت البحر ولتوصيف البيئة وأنواعها وأشكالها وفى ترسيم شكل قاع البحر. وعن مخاطر الغوص تلخصها د. سهى فى أن بحارالإسكندرية تكاد تكون خالية من الأسماك الخطرة كالقرش، والعقرب والصخرى، والشعب المرجانية، والغوص فى أعماق بحر اسكندرية يكون منا طالما اتبع الغواص القواعد البحرية، ولكن قد يكون الخطر الوحيد فى وجود قناديل البحر التى تعترض الغواص والمصيفين على سطح البحر بما له من زوائد تفرز مادة كيميائية حارقة هو لايهاجم الانسان لكن الاصطدام به يسبب الحرق وهى أقل خطرا مقارنة ببحار البحر الأحمر الغنية بالشعب المرجانية الجالبة للكائنات الحيوانية وعن تجربتها فى اليابان تقول: حصلت على الدكتوراه من جامعة طوكيو فى علوم البحار وكان عملى فى خليج اليابان ولكن لم أقم بالغطس سوى مرة واحدة لعدم حصولى على رخصة غطس يابانية ورغم أنى معى رخصة دولية لكن فى اليابان تمسكوا بحصولى على رخصتهم، علما بأن لديهم غابات من الطحالب تحت الماء وحشائش بحرية تصل إلى 7 أمتار وهى مناطق متميزة للغوص بأساليبهم الحديثة فى استخدام الأجهزة المتطورة التى تجنبهم الأسماك الخطرة والشعب والطحالب. أما نيفين أحمد توفيق 34 عاما وهى أم لطفلين فقد بدأت منذ الصغر اختراق عالم البحار بفرق الجوالة و للاكتشافات التى حصدتها باختراق مائه ولروح المغامرة التى اكتسبتها من خلاله عندما توسع اتحاد الغوص فى خدماته وفتح أبوابه للفتيات، تقول: التحقت بالاتحاد وثلاث صديقات فى مثل عمرى فكنت من أولى رواد الجنس الناعم فى الاتحاد وبدأت بنادى الكشافة مدربة غوص وإنقاذ كانت بداية تدريبى للمتدربات ليس بالأمر الهين فنزولى للبحر كهاوية يختلف بالطبع عنه كونى محترفة ومسئولة عن الكثيرات، ولكن بالتعود على مصادقة البحر ونزوله يوميا وبمزيد من الدراسة والتدريب والقراءة أصبحت أكثر ألفة مع هذا العالم الرائع والمختلف فى أعماق البحار، وقد قام اتحاد الكشافة بالإسكندرية بعمل دورات تدريبية لصقل خبرة الغواصات والغواصين- لتلافى المخاطر التى تواجههن وفى الالتزام بتعاليم البحر ومراعاة معاداة الضغط فالضغط تحت سطح الماء أضعاف الموجود على البر، ولابد للمتدربة أن تلتزم بقواعد الغوص بدقة، التى بإهمالها قد تتعرض للتأثيرات السلبية وإصابة الفراغات الهوائية الموجودة بالإنسان كالأذن والجيوب الأنفية أيضا الرئة التى قد تتعرض للتمزق فى حالة عدم الالتزام بهذه القواعد. د.حمدى عمر أستاذ علوم البحار يقول: طبيعة عملنا تعتمد على مشاهدة سلوك الحيوان من الأسماك والكائنات البحرية كالطحالب والشعب المرجانية ولمتابعة التوزيعات والكثافة العددية للحيوان، أما الشعب المرجانية فيقام لها خط طولى بمساحة 50 مترا، أما الأعماق فتختلف من 12 الى 35 تحت سطح الماء، وعن المخاطر الملاحية يقول: سمكة القرش الأكثر خطورة على الإنسان ثم الحيتان التى لا تهاجم الإنسان ولكن لضخامتها تثير رعبه، أما الدولفين فهو صديق الإنسان ومن الأسماك شديدة الخطورة أسماك الصخرة وهى بالفعل تشبه الصخرة ولايعرفها إلا ذوو الخبرة وهى قاتلة اكثر من القرش، أيضا العقرب من الأسماك السامة والخطرة وافضل طريقة للتعامل معها السكون التام وعدم الحركة حتى تمر من أمام الغواص، وعن عمل المرأة كغواص يقول: لا اختلاف فى عملية الغوص بين رجل وامراة إنما كل الاختلاف فى الثقافات.