فى أوقات الأزمات تظهر المعادن الحقيقية للشعوب وتنكشف مواقف السياسيين بين ساع للإسهام فى طرح الحلول والرؤى، وبين طامع يتوهم أن الفرصة سانحة للوثوب إلى سدة الحكم، ومن أسف أن معظم ما طرح على الرأى العام فى السنوات الأخيرة تحت مسمى مبادرات ونداءات جاء خلوا من أى اقتراب حقيقى للتعاطى مع جوهر ولب الأزمات والمشكلات التى تهم الناس وتلبى استحقاقات حياتهم اليومية بدراسات علمية عميقة ومتأنية فى إطار الممكن والمتاح وليس فى إطار المزايدات بأوهام المستحيلات! فى أوقات الأزمات لا تحتاج الأمم والشعوب إلى مبادرات ونداءات تكشف فى شكلها أو جوهرها عن هدف وحيد هو إزاحة رأس السلطة من طريق الطامعين فى اعتلاء سدتها حتى لو كان الثمن ردة تعود بالناس من آفاق الأمل إلى خنادق الألم، وتنسف ركائز الأمن والأمان لتستعيد الخطر والفزع والقلق من جديد. ومن العجيب أن تنطلق دعوات غير مسئولة تنادى بالاستفتاء على استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى انتخبه الشعب لفترة رئاسية جديدة مدتها 4 سنوات قبل أشهر قليلة مع أنه لم يحدث شيء جلل يستوجب مثل هذه النداءات التى تخاصم أبسط قواعد الديمقراطية التى يتصايحون بها ويدعون إلى احترامها. بل إن المدهش والمثير للاستغراب أن تأتى هذه الأطروحات فى وقت يشعر فيه الناس بأنه وبرغم حدة الأزمات الاقتصادية أنهم يتعاملون مع رئيس دولة مازال يمتلك قدرة التأثير على الرأى العام إلى حد معقول، معتمدا على صدقية المصارحة بحجم المصاعب وربط ذلك – فى التو واللحظة – بالتبشير الهاديء بإمكانية قهر معظم هذه المصاعب وسرعة العثور على حلول جذرية لها اعتمادا على رؤيته الدقيقة للصورة بشكل أشمل، لأنه يجرى قياسا دوريا لدرجة حرارة الرأى العام بترمومتر سياسى يمكنه من معرفة اتجاهات الناس إزاء أى قضية قبل حسمها فى إطار فهم صحيح بأن الوطن جسد واحد يعتمد أعضاؤه بعضها على بعض! خير الكلام: الحكم الرشيد لا يأتى من فراغ وإنما هو نتاج جهد متصل وإرادة حديدية! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله