المرأة التى أكرمها الله عز وجل بأداء فريضة الحج هذا العام ماذا يطلب منها الإسلام لكى تنال ثواب الفريضة وتخرج من ذنوبها جميعاً كيوم ولدتها أمها؟ القضية السابقة أثارتها أكثر من قارئة فى رسائل لصفحة المرأة، مع الإشارة فى رسائلهن إلى أنه يجب على كل امرأة أن تعرف قواعد الحج وتتعرف على مناسكه، لأن الحج سلوك وحياة. وللإجابة عما سبق يقول د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الحج إلا على المستطيع أو المستطيعة لقوله تعالي: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا». والإستطاعة تعنى وجود ما يكفى نفقات الحج ذهاباً وإياباً.. وتعنى وجود ما يكفى أولاد الحاج أو الحاجة حتى يعود أو تعود من الحج. فلا يصح أن ترهق المرأة الفقيرة نفسها بالاستدانة من أجل الحج، والله عز وجل يقول «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها». حُرمة التفاخر يضيف د. كريمة: أما المرأة عليها أن تعلم أن الحج تواضع وخشوع. ومن هنا فيجب على المرأة أن تراعى قدسية الإحرام ولا تتبارى فى شراء الملابس الغالية للإحرام من قماش فاخر مرتفع الثمن وتفصيله على أحدث موضة!. وكل امرأة تفعل هذا وترتدى الملابس الضيقة لم تنل غير الإثم، فملابس الحج يجب أن تكون فضفاضة واسعة لا تظهر شيئاً من تفاصيل جسد المرأة ولتبتعد النساء جميعاً عن الملابس الشفافة التى تظهر ما تحتها فهذا من مبطلات الحج، فلابد أن ترتدى المرأة ملابس تسترها تماماً ولا يظهر أى شيء تحتها. ويضيف أستاذ الشريعة: وبعض النساء يتفنن قبل الإحرام فى وضع الكحل أو الزينة على وجوههن بحيث تبقى آثارها طوال فترة الحج، وهذا مفسد للحج لأن الزينة ممنوعة تماماً خلال الإحرام، بل إن بعض النساء يتعمدن أن يظهرن خصلة من الشعر أو قرطاً فى الأذن كمحاولة أخرى لإظهار جمالهن وهذا أيضاً محرم وممنوع فى أثناء فترة الحج. فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى مجالس النساء نجد أنها فى كثير من الأحيان لا تخلو من النميمة والتحدث فى سير الناس وذلك ممنوع فى الحج وفى غير الحج ولكنه محرم تماماً خلال فترة الحج، لأن فى ذلك فساداً للحج، ولتراع كل واحدة ما تتحدث فيه ولتحاول ألا يكون للتفاخر أو للكبر مكان فى قلبها، فإن هذا أقرب إلى الله وأيسر الطرق لقبول الحج. الالتزام بتعاليم الدين والمرأة لابد أن تتقيد بآداب الإسلام سواء كانت محرمة أو غير محرمة فلا تظهر إلا الوجه والكفين فقط ولا ترتدى من الثياب ما يخالف تعاليم الدين. ويجب على أى امرأة ألا تتحدث أو تضحك بصوت عال فى أثناء الحج، بل لابد أن يكون صوتها خافتاً وضحكتها أقرب إلى الابتسام منها إلى الضحك. ولتعلم المرأة أن الحج عبادة وليس موسم شراء، فلا تقضى كل وقتها فى الأسواق. وأخيرا.. يؤكد أستاذ الشريعة أنه على المرأة أن تجاهد نفسها حتى تظل فى معراج السالكين إلى الله سبحانه وتعالي، وعليها أن تكون عنواناً حسناً للإسلام والمسلمين وأن تكون قدوة للنساء ليرغبن فى أداء فريضة الحج ويلزمن طاعة الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».. إنها فرصة سانحة أن تلتزم المرأة بطاعة الله وأن تتجنب نواهيه حتى تنال ثواب الحج كاملاً غير منقوص.