ارتداء ملابس الاحرام من البيت أو المطار يجوز. ومن يقوم باداء الفريضة لغيره له ثواب. وخروج المرأة في فترة حدادها علي زوجها المتوفي للعمل ومواجهة اعباء الحياة لا مانع. * * كانت هذه اسئلة القراء نقدمها مع اجابات العلماء عنها. * يسأل القارئ ح. م. ع من سوهاج قائلاً: أسافر للحج بالطائرة فهل إذا أحرمت من منزلي أو من المطار يحظر عليّ قبل الميقات ما يحظر علي من يحرم من الميقات؟ * * يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول: الأصل أن الإحرام لا يكون إلا من الميقات ومن باب التيسير علي الناس فإن الفقهاء أباحوا للمسافر بالطائرة الاحرام من بيته أو من المطار بمعني أن الواجب عليه أن يمر بالميقات وهو محرم لأنه لا يجوز له أن يمر بالميقات من غير احرام. لكن إذا ارتدي ملابس الاحرام من بيته أو من المطار يجوز له ان يرتدي مخيطا فوق ملابس الاحرام أو يضع علي كتفيه عباءة علي أن يخلع المخيط أو العباءة عند وصوله للميقات وفي هذه الحالة يكون احرامه صحيحا مادام قد جاوز الميقات وهو محرم ولا يحرم عليه ما يحرم علي المحرم ان يفعل مادام لم يصل إلي الميقات ولكن بمجرد وصوله إلي الميقات وقوله: لبيك بحج أو لبيك بعمرة فإنه يحرم عليه كل ما يحرم علي المحرم من وقت وقوله إلي الميقات لأنه يكون قد بدأ بالعبادة من هذا المكان. أما تصرفاته قبل وصوله للميقات فلا يعتد بها والشريعة الإسلامية حددت المواقيت لكل شيء والواجب الاتباع ولا يجوز الابتداع عملا بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم". والله اعلم. * يسأل القارئ س. م. ر من بورسعيد قائلاً: اقوم بأداء الحج هذا العام عن أحد أقاربي فهل قيامي بهذا يحقق لي نفس الأجر الذي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله: "من حج فلم يرفص ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"؟ * * يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: يفهم بعض الناس من هذا الحديث النبوي الشريف ان من أدي فريضة الحج غفرت له كل الذنوب صغيرها وكبيرها وانه يبدأ حياته من جديد والذي يظهر لي أنه فهم خاطئ لأن الحج يكفر الذنوب الصغائر أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة المقبولة وانما يتميز الحج بأن الكبائر التي علي المسلم لا يبقي لها أثر علي الحاج بعد انتهاء حجته وانما يبدأ صفحة جديدة في أعماله لا أثر فيها لما عليه من الكبائر أي أنها توضع في ميزان سيئاته لكن يمحي أثرها من القلب ومن النفس بحيث تكون أعماله بعد الحج صافية لا يعوقها شيء. والمعاصي تظلم القلب وتؤثر علي الطاعات من ناحية الكمال. وهذه الآثار تنقص قيمة الأعمال الصالحة وقد تحول بينها وبين أدائها. فإذا جاء الحج طهر القلوب وعاد صاحبه من حجه كيوم ولدته امه فلا يبقي لما عليه من الذنوب تأثير علي قلبه مع بقائها في صحيفة سيئاته حتي يتوب إلي الله عز وجل ويقبل الله التوبة ومن شروطها النية الخالصة وارجاع الحقوق لاصحابها. وبالنسبة لما ورد في السؤال عن الذي يحج عن غيره يتنازل عن كل ما يتصل بحجه لغيره فيختص بالثواب بمن تبرع له وليس له ثواب علي الحج لذاته لكن اداء الحج عن الغير فيه خير فيعطي ثواب التسبب في حصول هذا الخير لغيره فإن كانت النفقة منه لغيره فبها ونعمت وان كانت من الغير لمن يحج فثواب الحج لصاحب المال خالصا ولمن أدي عنه الثواب الدنيوي. والله اعلم * تسأل القارئة ح. ف. م من أسيوط. قائلة: توفي زوجي منذ عدة أيام فما حكم الدين لو خرجت أثناء أشهر العدة لعملي وقضاء مصالحي؟ * * يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: قال الله تعالي: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا" وهذه الآية الكريمة تحدد مدة الحداد من الزوجة علي زوجها وهذه المدة هي ما تسمي بالعدة وهي تؤدي غرضين اساسيين: أولاً: اعلان حداد الزوجة علي زوجها المتوفي وفي هذا الاعلان رمز للوفاء واحترام للحياة الزوجية التي جمع الله تعالي فيها بين زوجين لم يكن يعرف احدهما الاخر. أما الغرض الثاني: فهو التحقق من استبراء الرحم حتي لا تتورط الزوجة بعد وفاة زوجها بالارتباط بزوج آخر. وهذه العدة حكمة عالية من حكم التشريع وإذا كان الهدف الأول هو الاحداد واظهار الحزن علي الزوج المتوفي فإنه يعني أن تتجرد الزوجة من زينتها وألا تظهر أمام الرجال بمظهر المستخف بوفاة زوجها لكن هذا الاحداد لا يعطل الحاجات الضرورية للاسرة فإن الضرورات تبيح المحظورات وإذا كان من الضرورات الشرعية المحافظة علي النفس فإن من وسائل هذه المحافظة السعي في الأرض لطلب الرزق. وإذا كان الإسلام يبيح للمرأة العمل الشريف والسعي علي الرزق بما لا يتناقض بمقصود الشرع فإن الشريعة التي أباحت ذلك لا تمنعه في وقت من الأوقات بحجة الاحداد أو التربص لانقضاء العدة. وبالنسبة لما ورد في السؤال فإن السيدة التي توفي عنها زوجها والتي اصبحت مكلفة بمواجهة أعباء الحياة بالانفاق علي اولادها أو نفسها بحيث تكون الحاجات ملحة وضرورية لاستمرار الحياة فإن لها أن تخرج إلي عملها وأن تمارس حياتها بما يتفق مع مقاصد الشريعة ولا يتناقض مع ضرورة من هذه الضرورات والقاعدة الشرعية تقول: "لا ضرر ولا ضرار" وهذا يتفق مع المبادئ الإسلامية السمحة فلا يجوز للمرأة ان تخرج للتنزه وزيارة الاصدقاء ولا تبيت خارج بيتها إلا إذا اضطرت لذلك. والله اعلم.