فلا يصح أن ترهق المرأة الفقيرة نفسها بالاستدانة من أجل الحج والله عز وجل يقول "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". حرمة التفاخر يضيف أما المرأة التي أكرمها الله تبارك وتعالي بأداء فريضة الحج هذا العام فعليها أن تعلم أن الحج تواضع وخشوع. وقد قضي الله سبحانه وتعالي أن نلبس ملابس متشابهة في الإحرام حتي نبدو جميعاً متساوين فلا يفاخر أحد أحد أو لا يتعالي أحد علي أحد.. فترتدي كل امرأة فاخر الثياب محاولة التميز علي باقي النساء بينما الله يريد المساواة في الحج. فيجب علي المرأة أن تراعي قدسية الإحرام ولا تتباري في شراء الملابس الغالية للإحرام من قماش فاخر مرتفع الثمن وتفصيله علي أحدث موضة فهذا فيه إفساد للحج فإذا أجئنا بعد ذلك إلي تفصيل الملابس نجد أن بعض الذاهبات إلي الحج يتفنن في ارتداء ملابس ضيقة تظهر مفاتن الجسم وتكون مغرية في وقت يجب أن تبتعد جميع النساء فيه عن الإغراء والفتنة. وكل امرأة تفعل هذا وترتدي مثل هذه الملابس الضيقة التي تظهر مفاتن جسدها تكون قد أفسدت حجتها ولم تنل إلا الإثم. فملابس الحج يجب أن تكون فضفاضة واسعة لا تظهر شيئاً من تفاصيل جسد المرأة بحيث تغطي الجسد تماماً ولتبتعد النساء جميعاً عن الملابس الشفافة التي قد تظهر ما تحتها فهذا من مبطلات الحج فلابد أن ترتدي المرأة ملابس تسترها تماماً ولا يطهر أي شيء تحتها. التفنن في الإحرام يضيف الشيخ واعي حمزة مفتش المساجد بأوقاف القليوبية أن بعض النساء يتفنن قبل الإحرام في وضع الكحل أو الزينة علي وجوههن بحيث تبقي آثارها طوال فترة الحج وهذا مفسد للحج لأن الزينة ممنوعة تماماً خلال الإحرام بل إن بعض النساء يتعمدن أن يظهرن خصلة من الشعر أو قرطاً في أذن كمحاولة أخري لإظهار جمالهن وهذا أيضاً محرم وممنوع أثناء فترة الحج. فإذا انتقلنا بعض ذلك إي مجالس النساء نجد أنها لا تخلو من الغيبة والنميمة والتحدث في سير الناس وذلك ممنوع في الحج وفي غير الحج ولكنه محرم تماماً خلال فترة الحج ولذلك فعلي النساء أن يبتعدن عن التحدث في سيرة الأخريات وعن ذكرهن بالسوء.. وعن التحدث عنهم بما يكرهن لأن في ذلك فساداً للحج ولتراع كل واحدة ما تتحدث فيه ولتحاول ألا يكون للتفاخر أو للكبر مكان في قلبها بل تحاول أن تتواضع إلي أبعد حدود التواضع فإن هذا أقرب إلي الله وأيسر الطرق لقبول الحج. الالتزام بتعاليم الدين والمرأة لابد أن تتقيد بآداب الإسلام سواء كانت محرمة أو غير محرمة فلا تظهر إلا الوجه والكفين فقط ولا ترتدي من الثياب ما يخالف تعاليم الدين. ولتعلم كل امرأة مسلمة أن صوت المرأة عورة وضحكتها عورة فلا يجب علي أي امرأة أن تتحدث بصوت عال أثناء الحج ولا أن تضحك بصوت عال بل لابد أن يكون صوتها خافتاً وضحكتها أقرب إلي الابتسام منها إلي الضحك ولتعلم المرأة أن الحج عبادة وليس موسم شراء فلا تقتضي كل وقتها في الأسواق. وعلي المرأة أن تجاهد نفسها حتي تظل في معراج السالكين إلي الله سبحانه وتعالي وعليها أن تكون عنواناً حسناً للإسلام والمسلمين وأن تكون قدوة للنساء ليرغبن في أداء الحج فريضة الحج ويلزمن طاعة الله وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قال "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" إنها فرصة سانحة أن تلتزم المرأة بطاعة الله وأن تتجنب نواهيه حتي تنال ثواب الحج كاملاً غير منقوص.