وودوارد،75 عاماً، الذي قضي عمره في دهاليز الصحافة الأمريكية، ويعرف خباياها أكثر من أي صحفي آخر علي الأرجح، اشتهر بأعماله الاستقصائية. وقد نال جائزتي بوليتزر العريقة، الأولي لتغطية «واشنطن بوست» فضيحة «ووترجيت» مع كارل بيرنشتاين والتي تمحورت حول المخالفات القانونية الصادمة لإدارة نيكسون في سبعينيات القرن الماضي والتي أدت في النهاية إلي استقالة نيكسون. أما بوليتزر الثانية فقد حصل عليها في عام 2003 كمراسل رئيسي لتغطية هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. ومنذ ذلك الحين يصدر وودوارد كتابا عن كل رئيس. فقد أصدر عن بيل كلينتون وجورج بوش الابن، وباراك أوباما،والآن ترامب. وكان آخر كتاب لوودوارد هو «آخر رجال الرئيس» عن ألكسندر بترفيلد، مساعد نيكسون الذي كشف فضيحة قيام البيت الأبيض في عهد نيكسون بالتنصت الممنهج علي معارضيه وعلي الحزب الديمقراطي. ويبدو وكأن الزمن لم يمر منذ السبعينيات. فليس هناك فقط كتاب جديد لبوب وودوارد عن رئيس أمريكي يواجه اتهامات خطيرة، بل إن برنشتاين نفسه يظهر بشكل منتظم علي شاشات التليفزيون الأمريكية بعد أن شارك أخيرا في سبق صحفي لشبكة «سي إن إن» الأمريكية أكد فيه أن محامي ترامب مايكل كوهين علي استعداد للإدلاء بشهادته بأن ترامب كان علي علم مسبق بلقاء بين دونالد ترامب الإبن وشخصيات روسية عرضوا تقديم معلومات يمكن ان تضر المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وبكتاب وودوارد الجديد، يضاف «الخوف» إلي سيل الكتب التي تركز علي رئاسة ترامب. ومن بين تلك الكتب التي تصدرت عناوين الأخبار، كتاب المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي «ولاء أعلي» الذي بيعت منه 600 ألف نسخة في الأسبوع الأول فقط. وكتاب مايكل وولف «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض» الذي باع نحو مليوني نسخة. والكتاب الذي صدر حديثاً للمتحدث الصحفي السابق للبيت الأبيض، شون سبايسر: «الإحاطة: السياسة، الصحافة والرئيس». وقال أليس ماثيو، نائب الرئيس والمسئول التحريري لدار النشر إن الدار اتفقت مع وودوارد ومحاميه روبرت بارنيت من مكتب»وليامز وكونولي» للمحاماة علي امتلاك كل حقوق النشر، سواء الطبعات الورقية أو التي تحمل الكترونيا عبر الكيندل أو الكتب المسموعة. وسينشر الكتاب في أمريكا وبريطانيا وكندا واستراليا والهند في الوقت نفسه. وبالحكم علي كتب وودوارد وأعماله السابقة، فلا شك أن البيت الأبيض يحبس أنفاسه الآن .