تكريم الإمارات ما قام به رئيس أريتريا ورئيس وزراء إثيوبيا من إجراءات لإعادة السلام بين بلديهما، تكريم لافت. قد تم بسرعة بعد فترة وجيزة تعد بالأسابيع، ومن جانب دولة إقليمية وليس من جانب منظمة معنية بالسلام كما هو معتاد. ويرجع سر التكريم إلى أنه تتويج للدور المرجح للإمارات فى تحفيز البلدين على الإجراءات المتسارعة نحو تطبيع علاقاتهما بعد أن ظلت متوترة نحو عشرين عاماً من الحروب الساخنة والباردة. والدليل على ذلك الدور هو التقارب الزمنى بين الزيارات التى قام بها كبار المسئولين من أريتريا إلى الإمارات ومن الإمارات إلى إثيوبيا وبين بعض إجراءات تطبيع علاقات إثيوبيا وأريتريا وفقاً لما رصده مراقبون. ويضاف إلى ذلك ماتم رصده من ارتباط بين زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للصومال وبين احتمال توجه الأخيرة نحو العودة إلى الاستفادة من دور الإمارات فى إعادة بناء الدولة الصومالية. وهذا التعاون بين الإمارات وإثيوبيا وإريتريا له جانبه الاقتصادى المتمثل فى الاستثمارات الإماراتية القائمة والمنتظرة فى إثيوبيا وأريتريا. والراجح أن هذه الاستثمارات ستتفق وخطط كل دولة، إلا أن المصالح المشتركة تكمن فى تطوير ميناء أو أكثر فى أريتريا التى تطل على البحر الأحمر لمصلحتها ولمصلحة إثيوبيا الدولة التى ليس لها ميناء بحرىً فى الوقت الذى تتزايد فيه احتياجاتها إلى الموانى لتلبية نموها الاقتصادى. والمعروف أن الإمارات لها خبرتها فى تطوير الموانى فضلاً عن حاجتها إلى تأمين الساحل الغربى للبحر الأحمر المواجه لليمن لمحاصرة دور إيران التى تحتل جزرا إماراتية ولتأمين ممر الملاحة العالمى. لهذا فإن التكريم تاريخى. لمزيد من مقالات عاطف صقر