أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى فى جميع الخطوات التى تقوم بها الدولة المصرية ، متوجها له بالتحية والتقدير والإعجاب. وقال الرئيس، فى كلمته التى ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الوطنى السادس للشباب من جامعة القاهرة أمس: «من هذا المعهد العلمى العريق الذى يجمع بين أصالة التاريخ وعراقة العلم.. وهو أحد منارات الوطن المضيئة.. من جامعة القاهرة افتتح المؤتمر الوطنى السادس للشباب». وأضاف أن الحوار والتواصل هما الطريق لبناء مجتمع قوي، وأن يقينه فى شباب مصر العظيم، وأن بقوة شبابها ستحيا مصر دائما بإذن الله. وردد قائلا: «تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر» وكانت فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد شهدت عرض فيلم تسجيلى تحت عنوان «أهل العلم» تناول نماذج مصرية ناجحة فى مختلف المجالات والتى من بينها الدكتور محمد العريان والدكتور مجدى يعقوب. كما تناول الفيلم تاريخ التعليم الحديث فى مصر، حيث استعرض تاريخ سميرة موسى ونشأتها فى محافظة الغربية وانتقالها لمحافظة القاهرة لاستكمال تعليمها، كما التحقت بجامعة القاهرة وكان لها دور ثوري. وتناول الفيلم أيضا عددا من الرموز المصرية الناجحة على مدى التاريخ من بينها هدى شعراوي، واستعرض أيضا تاريخ لطفية النادى أول كابتن طيار مصرية تحصل على شهادة طيران فى ثلاثينيات القرن الماضي. وتطرق الفيلم التسجيلى إلى نبوية موسي، التى كان لها دور عظيم فى تعظيم دور المرأة فى مصر، والتى تعتبر أول فتاة مصرية تحصل على «البكالوريا» وتم تعيينها كأول ناظرة مدرسة فى محافظة الفيوم، لتصبح من رائدات التعليم فى مصر. وتناول الفيلم أيضا دور أحمد لطفى السيد، صاحب أول تبرع لإنشاء جامعة القاهرة. واستعرض الفيلم دور الدكتور مصطفى مشرفة الذى كان من الطلاب المتفوقين، وحصل على منحة تفوق فى جامعة نوتنجهام ببريطانيا، والذى أصبح من أفضل العلماء الذين أنجبتهم مصر. كما شهدت الجلسة الافتتاحية شرحا حول مراحل تطور فكرة مؤتمرات الشباب، حيث شرح عدد من شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة التأثير والنتائج التى خرجت بها مؤتمرات الشباب الماضية ، كما كشفوا عن كواليس تنظيم المؤتمرات ومنتدى شباب العالم من خلال جهود مجموعة من الشباب من جميع المحافظات. كما تناولوا أيضا عددا من التوصيات التى خرجت بها المؤتمرات السابقة. واستعرضوا أيضا الدور الفعال لجلسة «اسأل الرئيس» التى تمثل أداة تواصل فعالة بين القيادة والشارع المصري، حيث يرد فيها الرئيس السيسى على التساؤلات التى تهم الرأى العام. وتم عرض فيلم تسجيلى آخر عن مؤتمرات الشباب السابقة. ..وفى جلسة «استراتيجية تطوير التعليم» الرئيس: التعليم الطريق إلى النهضة وسنغير شكل الدولة بالأفكار طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى الأسر المصرية وطوائف المجتمع بمساعدة الدولة على إنجاح الاستراتيجية الجديدة للتعليم، وبتشكيل لجان على مستوى وزارة التربية والتعليم والمديريات، كما دعا المجتمع المدنى إلى المساهمة والمشاركة فى إنجاح المنظومة الجديدة التى وصفها بأنها ثورة جديدة للتعليم فى مصر. وقال الرئيس، خلال الجلسة التى حملت عنوان «استراتيجية تطوير التعليم» بالمؤتمر الوطنى السادس للشباب فى جامعة القاهرة أمس، إن الدولة بدأت منذ فترة طويلة فى إصلاح عملية التعليم فى مصر، ولن ننهض إلا بالتعليم، وبدلا من رفض الاستراتيجية الجديدة أدعو إلى الوقوف خلفها ودعمها. وتساءل الرئيس قائلا: «هل ترضون عن التعليم الحالى؟»، وأكد أن العلم والقدرات هى المؤهلات الحقيقية للقبول فى سوق العمل العالمى، ولدينا فرصة وتحد لتقديم تعليم سليم، والاستعداد للتضحية والمساعدة فى إنجاحه، لأن العائد سيكون للجميع، للدولة والمواطن. وأعرب الرئيس عن ثقته فى القائمين على عملية الإصلاح، وأنها أمر مهم للغاية يتطلب تكلفة، وأوضح أنه على الرغم من إطلاق بنك المعرفة فى يناير 2016، فإن هناك عددا كبيرا من الأسر لا يوجد لديها معرفة به، ونحن الدولة الوحيدة فى العالم التى أتاحت لكل مواطن يحمل جهاز موبايل الدخول لبنك المعرفة. وأكد الرئيس أن التحول إلى النظام الجديد مثل الإقلاع عن العادات السيئة كالتدخين، فيه معاناة وألم، وأن رفض النظام الجديد يعنى الفشل، وطلب من الإعلام إلقاء الضوء والشرح لفلسفة التعليم، قائلا: نحن نريد إنسانا مرنا ومثقفا ومحبا لأهله وناسه وليس إنسانا صلبا. وأضاف أن هناك شقا متعلقا بتطوير القائمين على العملية التعليمية يجنبهم العوز والحاجة، وقال: «لو عاوز أزود المعلم 1000 جنيه فإن هذا سيكلف الدولة 15 مليار جنيه سنويا، فهل باقى المجتمع لديه الاستعداد أن يتحمل وألا يطالب بالزيادة أسوة بالمعلمين؟ وأكد أن الإشكالية الحقيقية التى تواجهنا هى العوز والفقر الذى نعانى منه، وقال إن كل المشروعات التى تقوم بها الدولة لم تحمل الدولة جنيها واحدا، ونحن نغير شكل الدولة بالأفكار. وقال إنه لا يوجد طريق أمامنا إلا تحطيم العوز والفقر الذى يقيدنا ويدمرنا. وأوضح الرئيس أن الدعم المقدم للدولة 334 مليار جنيه لا يدخل ضمنها مرتبات المدرسين، ولو فرصة العمل تتكلف 100000 جنيه يمكننى توفير 3.3 مليون فرصة عمل فى العام، وأن فرصة التعليم الجامعى تكلف الدولة 18 ألف جنيه، وبالتضحية والتحمل والصبر نحقق آمال أبناء الأسر المصرية. وناقشت الجلسة المشروع القومى للتعليم الذى استغرق إعداده 3 سنوات بمشاركة 75 خبيرا فى مجال التعليم حول العالم، حيث تم عرض فيلم تسجيلى لشرح أنظمة التعليم فى السنوات السابقة، بما تحمله من تشوهات وصعوبات سواء للطلبة أو أولياء الأمور، وما سوف يكون عليه شكل العملية التعليمية فى المستقبل. وقدم الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، شرحا حول الخطوات الرئيسية لتطوير التعليم التى وصفها بحلم إعادة صياغة التعليم الذى ينطلق بعد 4 أسابيع على مرحلة رياض الأطفال kg1 بحيث يتم تدريس اللغة الإنجليزية من اليوم الأول، وأن كتب المناهج الجديدة جاهزة للطباعة بعد تدقيقها ومراجعتها، مؤكدا أن أطفال مصر وأولادها هم ثروتها الحقيقية. واستعرض الوزير تحديات التعليم المعاصر ومنظومة التعليم الأساسى الحالية. وأوضح أن الهدف الأساسى من المنظومة الجديدة هو القضاء على السلبيات الحالية، وتنمية مهارات التعلم وتقوية مستوى الخريجين، واستعرض المشروع القومى لإعادة صياغة التعليم المصرى، من خلال بناء نظام تعليم جديد مماثل للأنظمة التعليمية فى فنلندا وإندونيسيا وماليزيا، من خلال بناء المستقبل وتحسين الحاضر، من خلال اتخاذ إجراءات لتحسين جودة العملية التعليمية للمراحل التعليمية الموجودة بالفعل فى المدارس حتى عام 2021، أما بناء المستقبل فسيكون اعتبارا من الجيل الذى سيدخل الصف الأول الإبتدائى العام الدراسى المقبل. وأكد أن تطوير التعليم الأساسى فى نظام التعليم القائم يعتمد على استبدال نظام التقييم الأوحد المتمثل فى امتحان الثانوية العامة بنظام تقييم معدل خلال سنوات المرحلة الثانوية مع تغيير طبيعة الامتحانات من أسئلة متوقعة ، بحيث يتم إدخال الكتاب مع الطالب، لأن الأسئلة تقيس درجة فهم الطالب للسؤال، أى أن الاستراتيجية الجديدة سوف تلغى نظام الثانوية العامة الحالية، وليس تقسيمها على 3 سنوات. كما استعرض وزير التربية والتعليم نظام الامتحانات الجديد من خلال بنوك الأسئلة التى يقوم الطالب بالامتحان من خلالها والإجابة على الأسئلة ويتم تصحيحها بشكل آمن يضمن عدم وجود أى تلاعب فى الدرجات، من خلال أجهزة التابلت التى سوف يتم توزيعها على طلاب المرحلة الأولى بالثانوية العامة. من جانبها أكدت هبة سعد ولى أمر ومعلمة أن الأسرة المصرية عانت كثيرا والطفل أيضا يعانى كثيرا ابتداء من دخوله فى مرحلة رياض الأطفال. وطالبت بإيجاد قنوات اتصال واضحة بين المدارس وأولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أن أولياء الأمور ليسوا ضد التغيير.