ما فعله سائق «التوك توك» المدعو سيد فكرى شرف ليس جديدا رغم بشاعة جريمته بقتله زوجته ذبحا بعد وضع السم لها ولأطفالهما الأربعة الذين مات منهم اثنان على الفور إحدهما كان مريض بالقلب، بينما بقى الثالث يصارع الموت فى مركز علاج السموم، ونجت طفلة من الموت لتروى ما حدث وتكون الشاهدة الوحيدة على جريمة أبيها ضد أمهما وأشقائها. وقبل الحادث كانت الأجواء المتوترة التى شهدها منزل السائق فى قرية «شرمساح» التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط، قد هدأت بعد أسبوع ،كانت الزوجة قد تركت المنزل إلى بيت أبيها عقب مشاجرة مع الزوج ثم ما لبثت أن عادت، لكن التوتر عاد مرة أخري، فقد سيطرت «هواجس» على الزوج البالغ من العمر 45 سنة، ليتهم زوجته «33سنة» بأنها تخونه دون أن يحدد وقائع أو أشخاصا معينين، لكنه لم يلجأ للتشاجر معها مباشرة فى هذه المرة، بل عاد ليلا إلى المنزل كعادته وأخرج من جيبه كمية من الحبوب وأعطاها للزوجة وأيقظ الأبناء الذين كانوا نائمين وأعطاهم من الحبوب نفسها وطلب منهم جميعا تناولها مدعيا أن طبيبا قد وصفها له وأنها فيتامينات ج وأن يتناولوها ولم يتسرب الشك لأى منهم، أكبرهم تدعى عائشة ناهزت السنة السادسة من عمرها وjليها فاطمة 5 سنوات ثم عبد الله ومريم «3سنوات» وجميعهم تناولوا الحبوب أمامه ثم تناول هو واحدة أيضا، ولم يمض من الوقت الكثير حتى ماتت عائشة ومريم بينما تقيأ كل من فاطمة وعبد الله بعد شعورهما بمغص حاد. الزوجة أيضا ماتت متأثرة بالسمية الشديدة لحبة «فوسفيد الألومنيوم» المشهورة ب «بحبة الغلة» وهى الحبة التى تستخدم فى حفظ القمح من الحشرات الضارة فى أثناء تخزينه، وقد زادت شهرتها بعد وفاة أعداد كبيرة من الناس بسبب تناولها عن طريق الخطأ أو بقصد الانتحار ووصل الأمر إلى المطالبة بحظر استيرادها، بسبب شدة تركيز السم فيها وبسبب شبهها بحبوب الدواء و يمكن تناولها عن طريق الخطأ. ولم يكتف السيد فكرى بوفاة زوجته وابنتيه بين يديه، فأمسك بالزوجة وجردها من ملابسها وانهال عليها بسكين حاد فشق بطنها وقطع رقبتها، ثم ترك المنزل الذى حوى جثث الأم والطفلتين، بينما لفتت استغاثة الطفلة فاطمة الانتباه للجريمة فأسرع الأهالى بها إلى المستشفى مع شقيقها الذى ساءت حالته فتم تحويله إلى مركز علاج السموم لخطورة حالته، بينما نجح الأطباء فى إنقاذ فاطمة والتى لا تزال تحت العلاج لكنها أدلت بكل التفاصيل أمام الشرطة والنيابة. كان الزوج قد أجرى مكالمة مع شقيقة له وأخبرها بأنه قتل زوجته وأولاده وأنه فى طريقه إليها فى إحدى قرى محافظة الدقهلية ولكن رجال الشرطة كانوا فى انتظاره وألقوا القبض عليه. ومن خلال مناقشة الأب القاتل، لاحظ اللواء مجدى أبو العز مساعد وزير الداخلية ومدير أمن دمياط، أن الرجل غير متزن عند حديثه ثم ما لبث أن غاب عن الوعى وسقط من الإعياء فتم نقله إلى المستشفى ليلفظ أنفاسه هناك وثبت هناك انتحاره بالحبة القاتلة نفسها. وكان القاتل قد ذكر أنه يشك فى سلوك زوجته ،حيث سيطرت عليه «هواجس» بأن الأطفال الأربعة ليسوا من صلبه، غير أن اللواء مجدى أبو العز مساعد وزير الداخلية ومدير أمن دمياط أكد أن التحريات التى أجرتها مباحث دمياط أكدت حسن سمعة الزوجة وأن الزوج معروف بكثرة شكوكه. وقد ذكر أهل القرية أنه سبق أن طلق زوجته الأولى للهواجس نفسها ويتحدثون عن أنه أنجب منها طفلا مات فى ظروف غامضة!. وتوصلت التحريات التى أمر بها اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام إلى أن الزوج دائم الشك فى سلوك كل من حوله وكان يراقب زوجته ويفحص هاتفها المحمول وأنه كان يتجسس على مكالماتها ثم منعها من استخدامه حتى حول حياتها إلى جحيم اضطرها لترك المنزل مع أولادها، غير أنه عاد واعتذر لها ولأهلها عن سوء معاملته ولكن خلال جلسة عرفية طلب عودتها للمنزل بعد أسبوع قضته فى بيت أبيها ثم تعهد بحسن معاملتها وبالفعل عادت معه لتقضى عدة أيام فى البيت لكنها لم تكن تعلم ما خطط له الزوج الذى لم يملك أى مبرر لهواجسه التى دفعته لجريمته ثم الانتحار ليتخلص من هذه الهواجس.