جريمة هذا الأسبوع لم تجد خاتمتها بعد، أو بمعنى أدق تنتظر الخاتمة. فالضحية هو طبيب القلب الخاص بالرئيس رقم 41 للولايات المتحدةالأمريكية جورج بوش الأب. فى صباح يوم عادى جدا يشبه باقى أيام أسبوعه، اعتلى طبيب القلب الشهير مارك هاوسنك (65 عاما) دراجته الصفراء فى طريقه إلى عمله بمستشفى هيوستن بولاية تكساس. وكان يفترض أن تسير الأمور كعادتها فى يوم «هاوسنك»، فيقابل العشرات من الحالات الطبية الجديدة أو الخاضعة لمتابعته، لكن الأحداث انتهت إلى ما لم يكن أن يتصوره هو أو أى أحد. فعند واحد من تقاطعات الطرق الرئيسية فى طريقه مر بجوار راكب دراجة آخر، وتجاوزه بالفعل متوجها إلى استكمال طريقه، لكن ما لم يدركه وقتها أن راكب الدراجة الأخرى التفت ووجه سلاحه إلى ظهر الطبيب ليطلق رصاصتين، فيسقط «هاوسنك» أرضا من فوق دراجته وسط بركة من الدماء. شرائط الفيديو والصور المرفوعة من كاميرات المراقبة المنتشرة فى نقاط مختلفة من موقع الاعتداء سجلت كل شيء من تجاوز هاوسنك لقاتله حتى تلقيه الرصاصات وسقوطه أرضا. وسجلت أيضا جانبا من ملامح المعتدى الذى يبدو فى العقد الثالث وأنه إما من أصحاب العرق الأبيض أو العرق الهيسبانيك اللاتيني، تميزه نظارته وذقنه الحليق. ولتسهيل عمليات البحث عن المعتدى وتسريعها أصدرت الشرطة «رسما» تقريبيا لملامح الشاب الجارى البحث عنه. وأعلنت الشرطة مؤخرا أن الاعتداء على الطبيب الشهير كان فى الأغلب مقصودا ومدبرا. «هاوسنك» غادر الحياة تاركا وراءه 40 عاما من الخبرة الطبية فى مجال أمراض القلب، نجح خلالها فى تقديم الرعاية الطبية لعدد كبير من الشخصيات البارزة يتقدمهم الرئيس الأمريكى الأسبق «بوش الأب» الذى قام بمعالجته من تسارع فى ضربات القلب عام 2000.. وأصدر «بوش الأب» بيانا أعرب فيه عن خالص تعازيه لأسرة الطبيب المغدور، ووصف بيان بوش هاوسنك بأنه كان « طبيب قلب رائعا و رجلا طيبا». وفيما يتواصل البحث عن قاتل الطبيب، رصدت جماعة مناهضة للجريمة تحمل اسم «أوقفوا الجريمة» مبلغ 5 آلاف دولار لكل من يتقدم بمعلومات تساعد فى العثور على قاتل طبيب الرئيس بوش الاب.