برينتفورد يضم جوردان هندرسون في صفقة انتقال حر لمدة عامين    حالة وفاة و12 مصابا.. ننشر أسماء مصابي حادث الطريق الإقليمي    وزير الكهرباء: محافظة الوادي الجديد نموذج يحتذى فى الاعتماد على الطاقة المتجددة    4 رسائل مهمة من السيسي لترامب    شباب وعواجيز!    وزارة الشباب والرياضة تتلقى خطاب شكر من الاتحاد الدولي للإسكواش    مدرب بتروجيت: الأهلي تعامل معنا باحترافية.. والظروف لا تسمح لرحيل حمدان للزمالك    شكري بعد عودته للأهلي: أتمنى السير على خطى معلول.. ولم أتفاجأ بتتويج بيراميدز بدوري الأبطال    الصفقة الثامنة.. غزل المحلة يضم ظهير أيسر أفريقي    أول رد من الرئيس السيسي على تصريحات ترامب حول سد النهضة    تضم 5 آلاف كتاب من مختلف المجالات، افتتاح مكتبة متحف المركبات الملكية ببولاق    هل يجوز زواج المرأة من ابن الزوج بعد طلاقها من أبيه؟.. محمد علي يوضح    محافظ الجيزة يدشن حملة 100 يوم صحة من مركز ميت عقبة بالعجوزة    محافظ الجيزة يُدشّن حملة "100 يوم صحة" من مركز ميت عقبة بالعجوزة    الشامي يستعد للعودة.. برنامج تأهيلي خاص وسفر إلى قطر للكشف النهائي    إبراهيم عادل يتوجه اليوم إلى الإمارات للانضمام للجزيرة    عماد حمدي: تطوير سيناء للمنجنيز يساهم في توطين الصناعة ودعم الصادرات    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 فى مصر    قيادات الأزهر يتابعون أعمال تصحيح امتحانات الثانوية الأزهرية.. محمد الضوينى: أمانة عظيمة تتعلق بمستقبل أبنائنا الطلاب.. ورئيس المعاهد للمصححين: الاسترشاد بنموذج الإجابة فيما يتعلق بالأسئلة المقالية    تفاصيل استحواذ ميتا على شركة Play AI الناشئة المتخصصة فى مجال الصوت    الإيجار القديم بين الواقع والمأمول.. نقلا عن "برلماني"    برج السرطان.. حظك اليوم الثلاثاء 15 يوليو: احذر    أمير كرارة وأبطال فيلم الشاطر يحتفلون بالعرض الخاص فى 6 أكتوبر.. اليوم    إلهام شاهين عن صورة لها بالذكاء الاصطناعي: زمن الرقى والشياكة والأنوثة    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء15 يوليو 2025    قوائم انتظار مسابقات التعليم.. عبد اللطيف يشيد بمقترح "التنظيم والإدارة" وموعد التطبيق    أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. ترامب يؤكد ضرورة وقف حرب أوكرانيا والناتو يزعم تنصله من الدفاع عن كييف.. حماس تفاوض ونتنياهو يجدد تهديده باستئناف الحرب على غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار 60 يوما    9 أضرار للإفراط في شرب الشاي.. لا تتجاوز هذه الكمية يوميا    حكومة كردستان العراق: تعرض حقل نفطي في دهوك لهجوم بطائرة مسيّرة    الرئيس الإيراني: الحرب وحّدت الإيرانيين داخل البلاد وخارجها.. ونتمسك بخيار الدبلوماسية    وزارة العمل: 3 فرص عمل في لبنان بمجالات الزراعة    تحولات النص المسرحي المعاصر وتجارب الكتاب الجدد على مائدة المهرجان القومي للمسرح    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الثلاثاء    القومي لحقوق الإنسان يعقد ورشة عمل حول العمال وبيئة العمل الآمنة    ب181 مليون جنيه.. اتحاد المهن الطبية يبدأ صرف معاش يوليو ل127 ألف مستفيد    قوات الاحتلال تعتقل أكثر من 32 فلسطينيا من الضفة الغربية    الصحة: بدء تدريب العاملين المدنيين بوزارة الداخلية على استخدام أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    أمين الفتوى: المصريون توارثوا حكمة "اطلع شيء لله وقت الشدة".. والصدقة قد تكون بالمشاعر لا المال    ب31 رحلة يومية.. مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» الثلاثاء 15 يوليو 2025    مصرع وإصابة 5 أفراد من أسرة واحدة في حادث مروع    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 15 يوليو في بداية التعاملات    القومي لحقوق الإنسان ينظم ورشة عمل حول مقترح قانون الأحوال الشخصية الجديد    بإقبال كبير.. قصور الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" لدعم الموهوبين بشمال سيناء    تنسيق الدبلومات الفنية 2024 دبلوم الزراعة نظام 3 سنوات.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة كاملة    رئيس «قناة السويس» يبحث مع السفير الإيفواري التعاون في تطوير الموانئ والتدريب    مدحت العدل يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحه حول حجاب حفيدة أم كلثوم    الحكم محمد الحنفي يعلن اعتزاله    مشاركة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي بمالابو تؤكد دعم مصر لأمن واستقرار القارة    أستاذ فقه بالأزهر: أعظم صدقة عند الله هو ما تنفقه على أهلك    وزيرا دفاع ألمانيا والولايات المتحدة يناقشان ضرورة تنسيق خفض القوات الأمريكية في أوروبا    محامي المُعتدى عليه بواقعة شهاب سائق التوك توك: الطفل اعترف بالواقعة وهدفنا الردع وتقويم سلوكه    تعرّف على عقوبة إصدار شهادة تصديق إلكتروني دون ترخيص وفقًا للقانون    أكلت بغيظ وبكيت.. خالد سليم: تعرضت للتنمر من أصدقائي بعد زيادة وزني    «مستقبل وطن» يُسلم وحدة غسيل كلوي لمستشفى أبو الريش بحضور قيادات جامعة القاهرة    أمين الفتوى: صلاة المرأة في الأماكن العامة ليست باطلة (فيديو)    السيطرة على حريق في مخلفات غزل ونسيج بالغربية    «بوليتيكو»: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم على سلع أمريكية بقيمة 72 مليار يورو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نسيج الناس والزمان فى «السيّدة كاف»

وأنت محمولٌ على جناح غيمة ٍ حُبلى بالألق، تنقلك بخفة ورشاقة بين فضاءات قصٍ جميلٍ وقريبٍ من نفسكِ وروحك لابد أن يستوقفك أكثر من سؤال يتعلق بطبيعة مئة وعشر قصص لازمتك متعة قراءتها، وعن أحوال أبطالها وتفاصيل حياتهم، وتعرية مواقفهم، وهى - أى القصص جميعها - تُشير إلى فطنة مبدعها فى كتابة هذا اللون من الحكى القصصى الذى وظف فيه خبراته الفنية والتقنية وخبراته الحياتية، وتجاربه الممتدة على مساحة قرية من قرى «كفر الشيخ» إحدى قرى دلتا النيل وهو ينتقل ما بين ترعتها وحقولها الخضراء، ومرويات نسائها الطيبات وبين غرف فندق النجوم الخمس فى دُبى، أو حتى وهو جالس فى كرسى وثير فى طائرة مُحلقة فى أجواء أوربية, حتى وإن كان ذاهبا ليعمل خادما فى حظيرة خنازير.
ومن تقلبات أحوال أبطال الحكايات التى شكل بعضها مرحلة زمنية ثابتة ربطت أحداث الناس والزمان بوقت حدوثها عبر الزمن وتوارد الأجيال، ينسج القاص المتألق «عاطف عبيد» خيوط حكاياته المائة والعشر وينسبها إلى «السيدة كاف» فى إطار سردى بازخ، وعلى حوامل قص لم يتجاوز فى معظم طوله الصفحتين بكثرة والثلاث بقلة، بينما راوح بعضها الآخر بين السطر والعشرة مما يؤهله لان يكون من المبدعين الحكائين القادرين على القبض بقوة على اللحظة القصصية وتوصيفها فى إطار سردى مكثف يتجلى مثل ومضة تشع داخل النص والنفس على حد سواء. وهذا ما يجعل السؤال مشروعا من حيث وجود السيدة كاف التى حملت عنوان المجموعة، والتى حاول المبدع من خلالها أن يسحبها على كم من النساء كما بدا لنا من خلال إهدائه: «إلى كاف، وأخواتها: سين، أو صاد، أو ميم، فلا فرق يذكر» والسيدة كاف كما وصفها فى مفتتح المجموعة: «كانت كاف مخلصة فى كل أيامها... تخلص فى عشقها يومين وتغدر بعشاقها يومين، وتتعرف على عشاقٍ جدد فى يومين ويوم الجمعة تنام بين يدى زوجها فى إخلاص ألعن من الخشوع» وان جارينا المؤلف فى موقفه من هذه السيدة التى فتح حقيبتها فوجد أنها «تحتفظ السيدة كاف فى حقيبتها بذكريات لكل رجل عرفته، وبالطبع لا دليل على إخلاصها أكثر من ذلك، وفى جيب الحقيبة الخارجى يوجد فهرس مُرتب بعناية تستعين به لالتقاط الذكريات عند الضرورة، ولا يملك كل رجل إلا أن تدمع عيناه من فرط إخلاص صاحبة الحقيبة» وهكذا.. لم تخل قصة من قصص المجموعة من فرضية إبداعية مختزلة ومعبرة وقائمة بقص متوازن ومتوازٍ شكله مع مضمونه، لم يقدم القص الطويل القائم على حكى الفذلكة والتكرار الممل، إنما اشتغل على قص كل كلمة لها مكان خاص بها لا يمكن إزاحتها منه لأنها لم تأت من فراغ وإنما نتيجة طبيعية مرتبطة بما يسبقها أو يلحق بها من كلمات وهذا من أهم شروط الاختزال الناجح، فلو أخذنا أية قصة وفردنا ما حملته من كلمات وفصلنا ما بين موضوعها وشكلها الفنى وأعدنا كتابتها لأخذت مساحة صفحات من الورق وهنا تكمن حرفية القاص كما قلت سابقا فى ضبطه للحظة القصصية واندماجها مع الموقف فى وحدة قص ظريف ولطيف وهذه الحرفية نراها أيضا فى براعته فى اختيار العناوين لقصصه، فالقصص جميعها التى كُتبت فى فضاء القص القصير جدا، المستوعب لعناصره وأركانه أو تلك التى أفسح للسرد فضاء للقص القصير الذى حافظ على وقعه وإيقاعه وضبطه للغة المكثفة الموظفة إنما تفرز بمجملها قاصا متألقا اشتغل بمهارة على تطوير آلية السرد الحافل بالطرافة والسخرية والدهشة الممتعة، مشدودة إلى ذلك الجذب السحرى الذى لا يُرد بحيث لا يمكن لقارئها إلا أن يشعر بتلك النشوة وقد اختزن فى أعماقه قوى جديدة ورؤية أشمل وأوسع لنصوص قصصية متطورة وذلك كله بفعل طريقة السرد المميزة واللغة الدقيقة الموظفة وهى تطرح مواقفها المتباينة بين جدٍّ وهزل، تعبر عن آراء مبدعها فى الحياة والناس والفن على حد سواء.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.