اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى أمس، وسط حراسة مشددة من قوات الجيش الإسرائيلى، الذى اعتقل عددا من الفلسطينيين ومنع آخرين من الدخول إلى باحاته. وبحسب دائرة الأوقاف فى القدسالمحتلة، فقد بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة أكثر من ألف مستوطن، حاول الكثير منهم أداء صلوات داخل المسجد، كما حاولت مجموعة من المستوطنين الاعتداء على رئيس مجلس الإفتاء الأعلى بالقدس الشيخ محمد حسين، خلال تواجده بالقرب من باب الأسباط بالقدس.كما أقدمت مجموعة من المستوطنين وبرفقة عناصر من شرطة الاحتلال الاعتداء على أصحاب المحلات التجارية والفلسطينيين المتواجدين فى سوق القطانين. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن «أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلى شنت فجر أمس حملة اعتقالات جديدة فى مدينة القدسالمحتلة، طالت سبعة مواطنين بينهم سيدة، وجرى تحويلهم إلى مراكز التوقيف والتحقيق فى المدينة المقدسة». ويأتى الاقتحام بالتزامن مع دعوات أطلقتها ما تسمى «منظمات الهيكل» لأنصارها من المستوطنين إلى أوسع مشاركة فى اقتحامات المسجد الأقصى. من جانبها دعت القوى الوطنية والإسلامية فى مدينة القدسالمحتلة إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه للتصدى لاقتحامات المستوطنين. وقالت فى بيان لها إن «اقتحامات المستوطنين بوتيرة متزايدة مقدمة بائسة للتقسيم الزمانى والمكانى وفرض أمر واقع جديد، وإن ذلك يحتم علينا الالتفاف حول مسرى رسولنا وحمايته من أعداء البشرية والإنسانية». وقال وزير الأوقاف الفلسطينى يوسف ادعيس: «نطالب بحماية المسجد الأقصى من اقتحامات عصابات المستوطنين».ومن جانبها، أكدت حركة «الجهاد الإسلامي»، أن ما يرتكبه الاحتلال بالسماح لمئات المستوطنين باقتحام الأقصى عدوان خطير. فيما، حذرت حركة «حماس» من أن استمرار اقتحام الأقصى ينذر بتفجير الأوضاع من جديد فى وجه الاحتلال. من ناحية أخرى، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلى أفيجدور ليبرمان أن اسرائيل ستعيد بعد غد الثلاثاء فتح معبر كرم ابو سالم الرئيسى للبضائع مع قطاع غزة الذى أغلق فى التاسع من الشهر الحالى، شرط ان يسود الهدوء التام حتى ذلك الحين. فى هذه الأثناء، أعرب بيان صادر عن منظمة الأممالمتحدة عن القلق البالغ حيال هذا التصعيد الخطير للعنف فى غزة وجنوب إسرائيل، مؤكدا أن أى تصعيد جديد يعرض حياة الفلسطينيين والإسرائيليين للخطر ويفاقم الكارثة الإنسانية فى غزة.