احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : في يوم المعلم… منارة العلم تُطفئها الحاجة..!!    مصر تستضيف منتدى الأرز الأفريقى الثلاثاء المقبل تأكيدًا على ريادتها    اتحاد التأمين: تحقيق الشمول التأميني أهم الأولويات لتطوير سوق التأمين المصري    سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.. عيار 18 بدون مصنعية ب4483 جنيها    وزير الخارجية يزور معهد العالم العربي في باريس    الدفاع المدنى بغزة: اعداد الشهداء فى ازدياد رغم إعلان إسرائيل تقليص هجماتها    احتجاجات بتل أبيب وأسر الرهائن يدعون ترامب ونتنياهو لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار    أستون فيلا يواصل انتصاراته فى الدورى الإنجليزى بفوز مثير ضد بيرنلى    وفاة سمير محمد علي أسطورة حراسة مرمى مصر والزمالك    ماذا ينتظر الأهلي بعد توقف الدوري بسبب الأجندة الدولية؟    7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم    إصابة شخصين إثر حريق محل في زنقة الستات بالإسكندرية    أسماء 14 مصابا بحادث انقلاب ميكروباص على الطريق الساحلى فى الإسكندرية    تأجيل محاكمة 71 متهما بخلية الهيكل الإدارى بالتجمع لجلسة 21 ديسمبر    سيارة مسرعة تنهي حياة طفل أثناء عبوره الطريق بصحبة والدته في العجوزة    «فيروز الطفلة المعجزة».. مهرجان الإسكندرية يستعيد بريقها في ندوة مؤثرة    صبرى عبد المنعم عن تكريمه فى مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح: فاجأنى    التمثيل يأخذ نصيب الأسد في مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري    أفضل 5 أبراج تنجح في التدريس أولهم برج القوس فى يوم المعلم العالمى    نائب وزير الصحة: دليل سلامة المرضى بأقسام حديثى الولادة لتعزيز سلامة المواليد    حكم الذكر دون تحريك الشفتين.. وهذا هو الفرق بين الذكر القلبي واللساني    الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى نصر أكتوبر المجيد    البورصة المصرية تربح 23.4 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    أشرف بن شرقي يتواجد في قائمة منتخب المغرب المحليين    مبابي ينضم إلى معسكر منتخب فرنسا رغم الإصابة مع ريال مدريد    الدوري الإنجليزي.. تعرف على تشكيل فريق أستون فيلا وبيرنلي    «بس ماترجعوش تزعلوا».. شوبير يعتذر ل عمرو زكي    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها    سلطان عمان يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر    ننشر عناوين مقرات توقيع الكشف الطبي على المرشحين لمجلس النواب في الإسكندرية (تعرف عليها)    «اطلع على كراسات الطلاب وفتح حوارا عن البكالوريا».. وزير التعليم يفتتح منشآت تربوية جديدة في الإسكندرية (صور)    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    البابا تواضروس يدشن كنيستي "الملكة" و"أم الخلاص" بدير السيدة العذراء بجبل درنكة    تعليق مفاجئ من الجيش اللبناني بعد تسليم فضل شاكر لنفسه    حماس: توسع الاستيطان الإسرائيلي بالضفة فصل عنصري لتهجير الفلسطينيين    الصين: إجلاء 347 ألف شخص قبل وصول إعصار ماتمو إلى اليابسة    مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يكرم فناني ومبدعي المدينة (صور)    سر إعلان أسرة عبد الحليم حافظ فرض رسوم على زيارة منزل الراحل    احتفالات الثقافة بنصر أكتوبر.. معرض حرب أكتوبر المجيدة في الذاكرة الوطنية بالهناجر    «التموين» تتعاون «إي آند» لتزويد منافذ «كاري أون» بالأنظمة الإلكترونية    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    وزارة الإسكان السعودي تحدد نقاط أولوية الدعم السكني 2025    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    مرسوم جديد من «الشرع» في سوريا يلغي عطلة حرب 6 أكتوبر من الإجازات الرسمية    حكايات الغريب والطريق إلى إيلات.. أرواح في المدينة تستعيد ذكرى سنوات الصبر والمقاومة قبل نصر أكتوبر المجيد    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    3 عقبات تعرقل إقالة يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك .. تعرف عليها    استجابة مطمئنة للعلاج .. تعرف على تطور حالة إمام عاشور    سوريا تنتخب أول برلمان بعد بشار الأسد في تصويت غير مباشر    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    عقد مؤتمر في القاهرة لعرض فرص الاستثمار الزراعي والتعدين بالولاية الشمالية في السودان    تاجيل طعن إبراهيم سعيد لجلسة 19 أكتوبر    الداخلية: ضبط آلاف القضايا في حملات أمنية مكبرة خلال 24 ساعة    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويف    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قانون القومية اليهودية تكريس للعنصرية الصهيونية

جاءت مصادقة الكنيست الإسرائيلى يوم 19/7/2018 على قانون أساس الدولة القومية بأغلبية 62 نائباً مقابل 55 نائباً معارضين، وامتناع عضوين عن التصويت، والذى ينص على أن دولة إسرائيل هى الوطن القومى للشعب اليهودى، واللغة العبرية هى لغة الدولة الرسمية الوحيدة، مع قصر حق تقرير المصير على اليهود، وتأكيد أن القدس الكبرى والموحدة العاصمة الأبدية لإسرائيل، وتشجيع الاستيطان اليهودى فى كل مكان فى أرض إسرائيل، ضمن سلسلة خطوات وإجراءات منهجية لاستكمال السيطرة على الأراضى الفلسطينية والتى تأتى ضمن تحقيق مشروعهم الأوسع بإيجاد ما يسمى إسرائيل الكبرى، فقانون القومية بما تضمنه من بنود يؤكد بأن طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلى هو صراع وجود وليس صراع حدود، حيث لم يرد أى بند فى القانون يحدد حدود معالم دولة إسرائيل، كما يعزز حالة العنصرية والتمييز العرقى، وهو ما يمكن أن يفتح المجال أمام القوى المتطرفة من الجانبين لإشعال حرب دينية عقائدية، لأن قانون أساس الدولة القومية يعنى إلغاء وشطب ما تبقى من وجود للفلسطينيين.
وعلى الرغم من احتجاج النواب العرب الفلسطينيين على القائمة المشتركة فى مقر الكنيست وقيامهم بتمزيق القانون، ومحاولتهم إلغاء القانون، فإن إقراره بهذه الأغلبية قد منح نيتانياهو والكيان الصهيونى شرعية لجرائمه بالاستيلاء على المزيد من الأراضى ومصادرتها وإقامة المستوطنات عليها وجلب اليهود إليها وطرد المواطنين العرب الفلسطينيين وتهجيرهم قسراً وحماية المستوطنين وجرائمهم وفرض الهيمنة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحيةً.
ويعد هذا القانون هو الأخطر فى تاريخ إسرائيل التى لا تملك دستوراً وإنما تسير شئونها من خلال مجموعة من القوانين الأساسية، وبالتالى فإن مصادقة السلطة التشريعية عليه يؤكد أن دولة الاحتلال الصهيونية قائمة على التعصب والاستعلاء العنصرى، خاصة أن الصهيونية تستمد جذورها الأيديولوجية من إرث الشعب المُختار, وهو ما سيطرح العديد من المخاطر والتهديدات على مستقبل الشعب العربى الفلسطينى، حيث سيعزز الاستيطان الاستعمارى الكامل لفلسطين التاريخية دون تمييز بين أراضى 48 و67، مع الإسراع فى سياسة الترانسفير والتطهير العرقى للفلسطينيين من أرضهم، فضلاً عن طمس الهوية والشخصية والثقافة الوطنية كلياً، من خلال إلغاء دور ومكانة اللغة العربية، وإلغاء القوانين والمواثيق الأممية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى، ومن ثم شطب وتصفية ملفات اللاجئين والقدس والحدود والأمن والإستيطان، وتغيير قواعد اللعبة كلياً، حيث أعطى قانون يهودية الدولة حق تقرير المصير لليهود دون سواهم لخدمة أهداف اليمين الصهيونى الذى يعمل على إحياء حلم الآباء ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط وبشكل نهائى ولكن تصفية شعب بكامله لصالح كيان يكرس العنصرية ويمنحها قانوناً. ويمثل هذا الإجراء منعطفاً قانونياً وسياسياً جديداً ونقطة تحول نوعية فى المواجهة المحتدمة بين المشروعين الفلسطينى العربى من جهة، والصهيونى الأمريكى من جهة ثانية، لما له من دلالات وتداعيات على مستقبل الصراع لأن القانون فتح الباب أمام عمليات الاستيطان الاستعمارية لليهود فقط دون سواهم فى فلسطين كلها من النهر للبحر دون تحديد، وقصر حق العودة على اليهود أياً كانت ملتهم أو قوميتهم، ولا يشمل الفلسطينيين ولا قرار الأمم المتحدة 194، الذى ربط بين حق العودة للفلسطينيين وبين الاعتراف بدولة إسرائيل كما رَّسمْ عملية التمييز العنصرى بشكل جذرى ضد المواطنين الفلسطينيين العرب حملة الجنسية الإسرائيلية، ومعهم أشقاؤهم فى الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967 ووضع العرب فى درجة متدنية على السلم القانونى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى الإسرائيلى وأسقط كل الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية العربية، ومع اعتراف إسرائيل نفسها بتأسيس نظام فصل عنصرى، فقد أصبح الفلسطينيون فى موقف لا يحسدون عليه لأن قانون أساس الدولة القومية يعنى ألغاء وشطب ماتبقى من وجود للفلسطينيين ويعنى نحن أو هم، واختلال موازين القوة وعامل الوقت يمضى لصالح اسرائيل التى تفرض وقائع جديدة على الأرض وتغيير الواقع القائم. إن المنطقة اليوم أمام مفترق طرق لحسم قضايا مبدئية تمس المصالح العليا لشعوبها، والتى قد تخاطر بعض الأطراف الإقليمية بها من خلال محاولتها إحداث شرخ علنى لمواقف قومية ثابتة ومبدئية، لذلك عليها الاصطفاف لصالح الخيار الوطنى والقومى، خاصة أن التوتر القائم فى المنطقة والفوضى السائدة هى نتيجة طبيعية لعدم حل القضية الفلسطينية، سواء من خلال قرارات الكنيست المجحفة ضد الشعب الفلسطينى، أو الاستمرار بمحاولات تهويد القدس والاعتداء على مقدساتها، وتكثيف الاستيطان غير الشرعى على الأرض الفلسطينية، وبالتالى يتعين على الجانب العربى تكثيف الجهود لاستعادة الروح الوطنية لمواجهة التداعيات المفاجئة التى تتعرض لها القضية الفلسطينية، وفى مقدمتها الانحياز الأمريكى الفاضح لصالح إسرائيل، واختلال ميزان القوى، ورغم أن إقرار مثل هذه القوانين الباطلة والعنصرية لن تغير الوضع التاريخى لمدينة القدس، باعتبارها عاصمة دولة فلسطين المحتلة، ولن يثنى الشعب الفلسطينى عن نضاله المشروع لدحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، إلا أن مواجهة ذلك القانون تتطلب من القوى الفصائل الفلسطينية الترفع عن المصالح الفئوية والإسراع بإنهاء الانقسام فوراً دون أى شروط، والاصطفاف خلف الرئيس الفلسطينى لمواجهة كل مشاريع التصفية والمؤامرات التى تحاك ضد قضية العرب القومية، مع إطلاق يد الآلة السياسية والإعلامية العربية لفضح ممارسات الاحتلال وعنصريته فى كل بقاع الأرض واعتبار كل قرارات تصدر من دولة الاحتلال الصهيونى العنصرى باطلة وغير شرعية ولا قيمة لها، ويجب أن يكون الرد على الاحتلال بالمثل بأن فلسطين التاريخية بمقدساتها الاسلامية والمسيحية كلها ملك وحق وإرث شرعى وتاريخى وحضارى وأبدى ثابت لن يتغير للشعب العربى الفلسطينى، مع التمسك بالمبادرة العربية كأساس لأى تسوية مستقبلية للصراع العربى الإسرائيلى، وبما يفضى لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقادرة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
لمزيد من مقالات لواء. محمد عبد المقصود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.