بعد عقدين كاملين على هزيمة الفريق أمام نظيره الفرنسى فى المربع الذهبى لبطولة كأس العالم 1998 بفرنسا، ستكون الفرصة سانحة أمام المنتخب الكرواتى للثأر عندما يلتقى نظيره الفرنسى اليوم. وعلى مدار سنوات طويلة، ربما شعر كثيرون فى كرواتيا باليأس من أن يقدم فريقهم أداء أو نتيجة أفضل مما حقق فى مونديال1998 عندما فاز بالمركز الثالث فى البطولة. ولكن المونديال الروسى قدم الدليل على عكس ذلك بعدما تأهل الفريق للمباراة النهائية مجتازا بهذا إنجاز المونديال الفرنسى بل إن الفريق قد يحرز لقب المونديال للمرة الأولى فى تاريخه. ومع مرور أربع سنوات، وفى كل نسخة جديدة من بطولات كأس العالم، تعيش كل بلد من البلدان ال32 المشاركين فى المونديال كرنفال الأمل والتوقعات والتى تنتهى إلى خيبة أمل وإحباط إلا بالنسبة لفريق واحد فقط هو الفريق الفائز باللقب. والآن، يشعر الكروات بأنه بعد 27 عاما من استقلال هذا البلد عن يوغوسلافيا السابقة وبعد عقدين من إنجاز مونديال 1998، حان الوقت ليكون فريقهم هو ذلك الفريق الفائز باللقب لتعيش كرواتيا الكرنفال حتى النهاية. وإذا فاز المنتخب الكرواتي، ستسود الاحتفالات كرواتيا كلها خلال الأيام المقبلة خاصة بعدما تنحت الانقسامات المعتادة فى هذا البلد جانبا أمام الانتصارات التى حققها الفريق فى الأدوار الأولى من البطولة. وقال زلاتكو داليتش المدير الفنى للمنتخب الكرواتي: كتبنا أسماءنا فى سجلات التاريخ بعدما أصبحنا مع أوروجواى أصغر بلدين من حيث التعداد السكانى يتأهلان للمونديال.. إذا نظرنا للظروف والبنية الأساسية فى كرواتيا، سندرك أن ما تحقق يمثل معجزة. وأوضح: ما نفعله الآن ونحققه لهذا البلد والمنطقة يمثل أمرا رائعا ومثيرا.. بالنسبة للكرة الكرواتية وكرواتيا، إنه تاريخ يكتب. وقبل مباراة الدور قبل النهائى أمام إنجلترا الأربعاء الماضي، توقف كل شيء. أغلقت الشركات أبوابها مبكرا وحتى سلاسل المتاجر الكبيرة أغلقت أبوابها، ليشاهد المشجعون المباراة، وفى العاصمة زغرب، شاهد 50 ألف شخص المباراة بالميدان المركزى فى وسط المدينة. وفى مدينة دوبروفنيك العريقة، احتشد المشجعون فى الشارع الرئيسى للمدينة. كان الأمر هكذا أيضا فى كل بلد ومدينة وقرية. وبعد الفوز على المنتخب الإنجليزي، انطلقت الاحتفالات فى كل مكان على مدار الليل. ومنذ ذلك الحين، لم يكن هناك أى حديث إلا عن كرة القدم. مباريات المنتخب الكرواتى فى البطولة أصبحت محور الحديث فى المقاهى والمطاعم والمستشفيات. وقال داليتش: مشاعر الفخر والمشاعر الوطنية هى ما يقودنا.. إنها الوقود الذى نسير به. كرة القدم تسعدنا، ومنحت كرة القدم هذا البلد حالة نادرة من الاتحاد.