وسط أجواء من التوتر ،التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، .وبحث ترامب مع ماي العلاقات الثنائية وعلى رأسها الروابط الاقتصادية واتفاق تجارة حرة بين البلدين في مرحلة بعد البريكست والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها ملفات الشرق الأوسط وروسيا، ولاسيما قبيل القمة الروسية - الأمريكية المرتقب انعقادها في هلسنكي الإثنين المقبل بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وظللت على المحادثات تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي»قتل» فيها عمليا احتمال موافقة إدارته على اتفاق تجارة حرة مع لندن إذا ما أقر البرلمان البريطاني خطة ماي حول البريكست بشكلها الحالي.فقد صرح ترامب لصحيفة «ذي صن»البريطانية بقوله:»إذا أبرموا اتفاقا كهذا، فسنكون بذلك نتعامل مع الاتحاد الأوروبي بدلا من التعامل مع المملكة المتحدة»، وأضاف إن:»مثل هذا الاتفاق سيقضي على الأرجح على اتفاقية التبادل الحر مع الولاياتالمتحدة»، وتابع : «أعتقد أن الاتفاق الذي تبرمه ماي ليس هو الاتفاق الذي صوت عليه الشعب البريطاني، إنه ليس الاتفاق الذي كان في الاستفتاء». وقال «لقد عرضت على تيريزا، التي أحبها، وجهات نظري حول ما يجب القيام به وكيفية التفاوض، وأود أن أقول إنها ربما مضت عكس ذلك، ولذلك فإن عليها أن تتفاوض على أفضل طريقة تعرفها».يذكر أن المشروع الذي تقدمت به ماي يحث على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي على صعيد تجارة السلع من خلال إقامة منطقة «تبادل حر» جديدة على أساس مجموعة من القوانين المشتركة المتعلقة بالسلع وقطاع الصناعات الغذائية. وفي المقابل، اضطر «10دواننج ستريت» إلى الرد على تصريحات ترامب، موضحا أن خطة البركسيت بشكلها الحالي»تحقق»مطالب الناخب البريطاني الذي صوت بالخروج من الاتحاد الأوروبي. كما قوبلت تصريحاته باستياء كبير في الأوساط البريطانية على المستويين الرسمي والشعبي على حد سواء باعتبارها»خرقا لكل القواعد الدبلوماسية»و»تدخلا في قضية داخلية لدولة أخرى». وفي طعنة أخرى لماي وتقارب أوضح مع صقور حزبها المحافظ، لم يستبعد ترامب لقاء»صديقه»بوريس جونسون وزير الخارجية السابق المؤيد لانفصال واضح عن التكتل الأوروبي والذي استقال من منصبه الإثنين الماضي احتجاجا على خطة ماي، والذي يمكن أن يكون برأي ترامب «رئيس حكومة عظيما»، وهو ما يعد إشادة واضحة منه بجونسون. وفي محاولة أخرى لإحراج ماي، انتقد ترامب الهجرة إلى أوروبا، وحذر من أن القارة تفقد ثقافتها.