فى أثناء التحرك بسيارتى من أمام منزلى للتوجه إلى الجريدة، وجدت اثنين من عمال النظافة يجلسان على الرصيف وتبدو عليهما ملامح التعب والحر، ويتحدثان لبعضهما بكلام مسموع. قال أحدهما للآخر: هترجع البيت النهاردة ب التوك توك ولا هتنتظر الأتوبيس؟.. فقال له: أنا هروح البيت ماشيا لأن الاتوبيس تذكرته أصبحت ب 3 جنيه والتوك توك بقى بخمسة جنيه وأنا ناوى النهاردة أشترى بالخمسة جنيه اللى هدفعها مواصلات, شيكولاته لبنتى الصغيرة، أصلها بتموت فى الشيكولاته وبتفرح بيها وتنتظرنى وأنا راجع وفى إيدى الشيكولاته اللى بتحبها.. ومينفعش أجيب شيكولاته بخمسة جنيه واركب مواصلات بخمسة جنيه تانية.. أنت عارف مرتبنا. فقال له صديقه: بس الجو حر النهاردة والمشى فى الشمس صعب.. فرد عليه الرجل: كله يهون فى سبيل فرحة بنتى بالشيكولاته..فرحتها بتخلينى أنسى تعب اليوم كله. حاولت إعطاء الرجل ما قدرنى الله عليه. فرفض بعزة نفس دون أن يحرجنى قائلا: والله مستورة والحمد لله.. وهناك ناس أولى بهذه الفلوس مني..أنا بشتغل ومستورة معاية. هذا حال أحد عُمال النظافة، تلك المهنة التى تُعد من أهم المهن فى كثير من دول العالم، وأصحابها يجدون قدرا من الاهتمام والاحترام والتقدير فى تلك الدول، إلا فى مصر. والسؤال الآن: ماذا لو أصدر الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء قرارا بإعفاء عُمال النظافة من دفع ثمن تذكرة الاتوبيس العام أو المترو ونصف تذكرة فى القطار؛ تقديرا لهم ولمجهودهم، فهم ليسوا أقل من بعض فئات المجتمع الأخرى الذين يدفعون نصف تذكرة فى المواصلات العامة، وأعتقد أن ذلك لن يكلف ميزانية الدولة شيئا. لمزيد من مقالات ◀ جمال أبو الدهب