خالد أحمد المطعني: هو سيدنا إبراهيم الخليل نبي الله ورسوله, وأبو الأنبياء من بعد آدم عليه السلام, وكما قال عكرمة وابن كثير وغيرهم: هو أفضل الأنبياء بعد نبينا محمد صلي الله عليه وسلم, ويقال: إن إبراهيم اسم أعجمي معناه أب رحيم وذكر الدكتور محمد عبده يماني في كتابه( أجداد النبي صلي الله عليه وسلم) أن الله بعث إبراهيم عليه السلام حين كان عامة أهل الأرض كفارا فأزال الله هذا الكفر, وأبطل الله به ذلك الضلال, حيث آتاه رشده في صغره, ثم ابتعثه رسولا, ثم اتخذه خليلا. ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين( الأنبياء:51). وقد رأينا أن نسوق قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام كاملة لما فيها من الفائدة والعبر, وقد تم نقلها من أوثق مصادرها و أيسرها للفهم, وربما يتفق مع ما نص عليه كتاب الله الكريم إذا وردت قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في العديد من سور القرآن الكريم, وقد ذكر الله مناظرة إبراهيم لقومه في العبادتين الباطلتين, إذ ناظر البابليين في عبادتهم للأصنام, وناظرهم في عبادتهم للكواكب, وقص الله علينا ذلك. وهناك مناظرة ثالثة ذكرها القرآن الكريم, دارت بين إبراهيم ونمروذ الطاغية الذي ادعي الألوهية, وهو ملك بابل: النمروذ بن كنعان بن كوش, وكان أحد ملوك الدنيا, فلما دعاه الخليل إلي عبادة الله وحده لا شريك له, فأنكر وجود الله وادعي لنفسه الربوبية, فلما حاجه حاجه إبراهيم و عرفه أنه ليس بإله, وأن الله هو الذي يحيي ويميت, فقال النمروذ: أنا أحيي و أميت, وأنه إذا أتي برجلين استحقا القتل فقتل أحدهما فيكون أماته, وعفا عن الآخر فيكون أحياه, عند ذلك قال له إبراهيم: إن الله يأتي بالشمس من المشرق فهل تستطيع أن تأتي بها من المغرب, إن كنت حقا ألها, فسكت ولم يحر جوابا و بهت و انقطعت حجته. وقد قال بعضهم: إن هذه المناظرة كانت بعد خروج إبراهيم من النار ولم يكن لقي النمروذ قبلها و الله تعالي أعلم. بعد أن هجر إبراهيم دين قومه و شركهم ونجاه الله من النار, خرج مهاجرا من بينهم إلي الله ا وقال إني ذاهب إلي ربي سيهدين* رب هب لي من الصالحين فخرج ومعه سارة, ولوط الذي آمن به وكان ابن أخيه, وخرج معه ناحور, وامرأة ناحور واسمها ملكا إلي الشام, وعبر الفرات في طريقة فسمي عبرانيا, وقال بعضهم: نزل بحران, وقال بعضهم: بمكة, وقال آخرون: ببيت المقدس. قالوا وكان هناك قحط فاتجه بسارة إلي مصر فتعرض لها ملك مصر هناك, فخاف إبراهيم عليه السلام لو علم أنها زوجته أن يقتله ليتزوجها, وكانت أجمل نساء عصرها, فقال لها إن سألك عني فقولي: إنك أختي, ولما أراد ملك مصر أن يمسها, أبعدت يديه فأعتذر إيها, وأهدي إليها هاجر, ونعما وأموالا كثيرة, و القصة رواها البزار مفصلة, ورواها البخاري مختصرة, ورواها أحمد أيضا وهذا الجبار في مصر كان ملك الهكسوس العماليق ثم رجع إلي الأرض المقدسة. بعد زمن من إقامة إبراهيم عليه السلام في بيت المقدس لم تنجب سارة خلالها لإبراهيم ولدا لإبراهيم تقر به عينه, فوهبت له جاريتها هاجر عسي أن يكون لهما منها ولد, فدخل عليها إبراهيم عليه السلام فحملت بإسماعيل.