أقبل الصيف.. ومعه أمراض الشتاء!وأمور أخري.. ابنك عنده حر يامدام! قال الطبيب للأم.. تعجبت الأم وتساءلت ولكن عنده برد، مزكرم، يعطس، يسعل إنها أعراض البرد! لم يختلف الاثنان على الأعراض ولكن اختلفت المسميات! كانت هذه الأعراض تظهر فى الشتاء، فصل البرد سميت (البرد) مع أنها أصبحت تزيد فى شهور الصيف! فى الحر؟! إنه التكييف وبدرجة أقل «المراوح»! وحين تأتى الأم بابنها مصابا بأعراض بالبرد يكون سؤالى الأول: هل بالمنزل تكييف؟! ويكن الرد عادة وببساطة طبعا! لماذا طبعا؟ الجو فى مصر لم يتغير كثيرا عما كان عليه فى أجيال مضت ومع هذا اعتاد الأهل استعمال التكييف.. حتى صار الفرد يحس بحرارة الجو وهى 30 مثلا وهى درجة كنا نسعد بها زمان ونعتبر الجو عندها جميلا منعشا . إن التكييف أفقدنا قدرة التكيف مع الأجواء المختلفة، وهى منحة أعطاها لنا الله .. فجسم الانسان يتكيف مع محيطه من أول سكان القطب الشمالى إلى أقاصى جنوب إفريقيا والكل يتعايش، لكنك الآن وقد جعلت حرارة الجو حولك فى درجة ثابتة منعشة يصعب عليك تحمل حرارة كانت قديما محتملة، ووصل التكييف إلى حجرة الرضع حتى صارت الأم تشكو من أن رضيعها يصحو من النوم باكيا إذا أوقفنا التكييف. هنا أصبحت بالمنزل درجتان من الحرارة إحداهما منخفضة. مع التكييف والأخرى مرتفعة وصار الطفل يتنقل بين الحجرات مختلفة الحرارة فيصاب بالبرد.. لاداعى أبدا للتكييف وإن اضطرتنا عاداتنا إلى استعماله فليكن فى حدود 28 درجة وهذا ليس بغريب فحرارة جسم الانسان 36 يعنى الفارق 8 درجات.. كفاية، وإن كان ولابد فمراوح السقف على أول سرعة تعطى نسيما جميلا يرطب الجو: سيدتى بما تغسلين الفاكهة والخضراوات؟؟ أغلب الأمهات من كل المستويات الاجتماعية والثقافية يجبن ببساطة: بالماء طبعا يادكتور! طيب وحين ترغبين فى تطهير يديك هل تغسلينها بالماء؟ تقول الأم لا.. طبعا بالصابون! فاكهة الطفل وخضراوات السلاطة لابد أن تكون مغسولة بالماء والصابون أو بالماء والخل وإلا فنكون كمن يقدمونها له مباشرة من (الغيط) .. بكل ما فيه من جراثيم.. إلى فمه مباشرة. حمامات السباحة مكان رائع لقضاء وقت ممتع لأبنائنا ولكن له محاذيره اذ لابد من التدرج فى التعرض لأشعة الشمس لمدة عشر دقائق أول يوم تحت الشمسية، ثم تزيد تدريجيا، وأن نختار ساعات الاستحمام فلا تكون من الثانية للرابعة مثلا وحبذا لو استعملنا كريمات مضادة لاشعة الشمس، وهناك منها ما هو خصيصا للأطفال بل للرضع مع متابعة الطفل فى الماء للاطمئنان على إجادته السباحة إجادة تامة وحتى بعد ذلك .. فالماء غدار ويفضل الحمامات المفتوحة وليست المغطاة فالأخيرة تحرم الطفل من نعمة الهواء الطلق والشمس، وبعض حمامات السباحة مخصصة للأطفال الصغار أقل من سنتين، وهى نوعان أحدهما يجدد مياهه باستمرار وهذا حمام آمن، والآخر يجددها كل عدة ساعات حتى تصبح مياهه وقد اختلطت بخيرات الرضيع ثقيلها وخفيفها مع كل ما تحمله من خطورة الاصابة بالأمراض المعوية، ولاينصح بها إطلاقا. إجازة الصيف طويلة جدا وأوقات الفراغ فيها متسعة وممتدة، وعلينا أن نملأها لابننا بكل ما هو مفيد صحيا ..وأول ما نبدأ به فى الأندية ومراكز الشباب هو الرياضة .. أما فى البيت فهناك القراءة ولا مانع من الاستفادة بالموبايل فنستخرج ونحمل منه مختلف أنواع الكتب التى تناسب كل الأعمار. أما عن دور المدرسة فى الصيف فأتمنى أن تكون المدرسة فى الصيف أكثر ازدحاما منها فى أثناء الدراسة.. ملاعب للألعاب محدودة المساحة مثل كرة اليد والسلة والطائرة والبينج بونج، رسم، موسيقي، حرف، مسابقات بجوائز لكل هذه الأنشطة وبالطبع أجور مجزية للمشرفين على هذا النشاط. الشواطيء فى مصر كثيرة وتحتاج لمن يعمرها فلنكثر من إقامة المعسكرات لابنائنا لكل الأعمار، وبالذات لمن هم فوق سن العاشرة التى تتفتح فيها المدارك والعقول فلنتلقف أبناءنا فى هذه السن بالذات، ونقيم لهم معسكرات تعلمهم وتثقفهم قبل أن يتولى هذا غيرنا أسوة بمعسكر أبو بكر الصديق بالاسكندرية الذى قدم لنا أجيالا من القادة المثقفين المتنورين. د. خليل مصطفى الديوانى