من جديد تعود أفلام «الأكشن» لتتصدر المنافسة لتحقق اعلى إيرادات فى السينما المصرية ربما لم تحققها أفلام الكوميديا التى كانت تحقق الإيرادات الكبيرة دوما، ولم تكن تتجاوز وقتها ال27 مليون جنيه، وهو رقم حققه فيلم «صعيدى فى الجامعة الامريكية» عام 1998، وبعدها سيطرت الكوميديا على السوق السينمائية، وأصبحت صاحبة الكلمة العليا، وتوالت بعدها أفلام كوميدية حققت إيرادات مرتفعة أيضا. ذلك مثل «بوحة» لمحمد سعد الذى وصلت إيراداته الى 26 مليون جنيه ثم حققت أفلام كوميدية أخرى إيرادات مثل «جحيم فى الهند» لمحمد إمام الذى حققت إيراداته أكثر من 36 مليون جنيه وأفلام أحمد حلمى مثل «اكس لارج» الذى تعدى 30 مليون جنيه و«لف ودوران» الذى وصلت إيراداته إلى أكثر من 43 مليون جنيه وبذلك يكون فيلم حلمى من أكثر الأفلام الكوميدية التى حققت إيرادات هى الأعلى فى تاريخ الكوميديا وآخرها أيضا! أحمد السقا وبعدها بدأت مرحلة أخرى مهمة فى تاريخ السينما المصرية يتصدرها ويكتب عنوان تلك المرحلة أفلام « هبوط اضطراري» أحمد السقا والمخرج أحمد خالد موسى الذى كسر القاعدة كأول فيلم أكشن قدم فيه مشاهد من الإثارة والأكشن بحرفية وتكنيك عال جعلته يتصدر المشهد السينمائى من جديد ويحقق إيرادات بلغت 55 مليون جنيه وهو أمر لم يحدث من قبل ويحسب لفريق العمل ثم يأتى بعدها أيضا فيلم «الخلية» لأحمد عز والمخرج طارق العريان وحقق أعلى إيراد فى تاريخ السينما بلغ نحو56 مليون جنيه والفيلم أيضا ينتمى لأفلام الأكشن والإثارة التى تتناول تضحيات رجال الشرطة والقوات الخاصة فى الدفاع عن أرض الوطن. أمير كرارة وبعد «هبوط اضطراري» و«الخلية» يأتى فيلم «حرب كرموز» الذى يعرض حاليا فى السينما والذى تجاوزت إيراداته منذ عرضه 25 مليون جنيه ويكفى أنه كان يحقق فى أيام العيد إيرادات تصل إلى 6 ملايين جنيه يوميا لتجعله مرشحا بقوة لتجاوز الفيلمين السابقين على مستوى الإيرادات ناهيك عن التكنيك السمعى والبصرى العالى للفيلم فهو من الأفلام الكبيرة الانتاج وتم تقديمه بشكل احترافى يحسب لمخرج العمل بيتر ميمي. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل أصبحت أفلام الأكشن الأكثر جذبا للجمهور الآن ؟ لماذا لم يعد الفيلم الكوميدى صاحب الكلمة العليا كما اعتدنا وهل ضعف الأفكار الكوميدية وتكرارها وراء عزوف الجمهور وابتعاده عنها فى الفترة الأخيرة أم أنه لم يعد يرى نفسه بداخلها وأصبح يبحث عن متنفس آخر يحقق له المتعة السمعية والبصرية وصورة البطل الخارق الذى يتمنى أن يكون مثله ؟ تساؤلات طرحناها على المخرج الكبير د. سمير سيف ملك أفلام «الأكشن الكوميدي» وصاحب أفلام: «المولد» و«شمس الزناتى» و«دائرة الانتقام» و«النمر والأنثى» و«معالى الوزير» وغيرها من الأفلام المؤثرة فى تاريخ السينما المصرية التى كانت تحقق نجاحا جماهيريا كبيرا وقت عرضها. فى البداية يعلق على تصدر أفلام الأكشن فى الفترة الحالية قائلا: أول أفلامى كان «دائرة الانتقام» واستمر فى السينما لمدة 25 أسبوعا وحقق إيرادات مرتفعة وقتها. والحقيقة أن هذا الامر حدث فى معظم أفلامى والحمدلله، فأكثر الأفلام التى تحقق إيرادات مرتفعة وتجذب عددا كبيرا من المشاهدين هى الأفلام الكوميدية وأفلام الأكشن والفرق الوحيد بينهما يكون فى شكل الصناعة بمعنى أن أفلام الأكشن تتوافر فيها عناصر لا توجد فى الكوميدى من حيث الإنتاج الضخم لما تتطلبه من مؤثرات سمعية وبصرية بشكل عال بصرف النظر عن موضوع الفيلم. أما الفيلم الكوميدى ففكرته وموضوعه هما أدوات نجاحه الأساسية وقد يحقق هذا النجاح والمعادلة بشرط توافر نفس العناصر التى توجد فى أفلام الأكشن. ويضيف د سمير: ضعف الأفكار والكتابة للكوميديا قد تكون سببا رئيسيا بالفعل فى ابتعاد الجمهور عنها فى الفترة الأخيرة فالكوميديا لا تجذب الجمهور بعناصر أخرى تشويقية فهى تعتمد بشكل كبير على المواقف الكوميدية بعكس الأكشن الذى يتضمن الكثير من الإثارة والتشويق بصرف النظر عن مضمونه وقربها للواقع أم لا. ويرى أن الوحيد الذى خرج بأفكاره الكوميدية عن المألوف هو أحمد حلمى لذلك أفلامه تحصد إيرادات مرتفعة لأنه يبحث عن أفكار جديدة مختلفة. وعن نجاح أفلام مثل «هبوط اضطرارى» و«الخلية» وأخيرا «حرب كرموز» الذى يعرض حاليا فى تحقيق إيرادات قد تكون الأعلى حتى الآن يتساءل د. سمير: ما المرجعية الوثائقية والجهة التى قد نلجأ اليها للتأكد من تلك الأرقام ؟ فالأمر الآن فى أيدى منتجى هذه الأفلام وقد يكون هناك بعض المبالغات فى الأرقام من جانبهم لأنها فى النهاية قد تكون حربا دعائية بين صناع الأفلام وبعضها لابد أن تحسمها جهة ما يتم توثيقها حتى لا تحدث فوضى ويتابع: كلامى هذا ليس تقليلا من نجاح أحد فتلك الأفلام بالفعل تحقق إيرادات مرتفعة ولكنها قد لا تكون بنفس الأرقام التى يتم ذكرها. والسؤال بعد تصريحات د. سمير، ونحن أمام 3 أفلام حققت نجاحا جماهيريا وايرادات مرتفعة، لم تتحقق من قبل، وكلها ينتمى لنوعية أفلام الاكشن والإثارة: هل ستظل أفلام الأكشن صامدة وصاحبة الكلمة العليا وتسحب البساط من الكوميدية أم أن أصحاب الأفلام الكوميدية لهم رأى آخرفى ذلك؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.