وسط أجواء من التوتر الشديد، اجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي أمس، فيما وصفت بأنها «قمة القمم»، ببروكسل سعيا لحل خلافاتهم العميقة بشأن قضية الهجرة وبحث مستقبل منطقة اليورو، في الوقت الذي حذرت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن مصير الاتحاد الأوروبي معلق على قدرته على مواجهة التحديات التي تمثلها مسألة الهجرة. وتأتي «قمة القمم» - حسبما وصفها مسئول أوروبي نسبة إلى جدول أعمالها الحافل - بعد أكثر من أسبوعين من الخلافات الأوروبية حول سفن مهاجرين تمت إغاثتهم في البحر المتوسط ورفضت الحكومة الإيطالية الشعبوية السماح لها بالرسو على شواطئها. ومن جانبه، حذر دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، في رسالة إلى قادة الاتحاد قبيل القمة، من أن الجدل حول حركات الهجرة يزداد حدة، مبديا مخاوفه من أن يؤدي الوضع إلى تعزيز حجج الحركات الشعبوية التي تبدي ميلا واضحا إلى التسلط. ولفت إلى تزايد الحاجة إلى وحدة صف الأوروبيين وسط التوتر الشديد القائم مع الولاياتالمتحدة برئاسة دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الانقسامات مع ترامب تتخطى التجارة والرسوم الجمركية. وبجانب ملف الهجرة ، تناقش القمة اليوم - الجمعة الانقسامات التي لا تزال قائمة حول مستقبل منطقة اليورو ومسألة استحداث ميزانية أوروبية، وفق مشروع طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. اضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وفي برلين، أكدت المستشارة الألمانية أمام البرلمان الألماني قبيل القمة الأوروبية، أن القارة تواجه العديد من التحديات لكن تحدي الهجرة قد يكون حاسما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ودعت إلى حلول متعددة الأطراف بدل اتباع الدول الأعضاء نهجا أحاديا.