في أقصي الجنوب الغربي لأسيوط ، وتحديدا علي بعد 22 كم من مدينة اسيوط، يحتشد آلاف المواطنين من المسلمين والأقباط فى ثالث أكبر الموالد القبطية في صعيد مصر، وهو مولد السيدة العذراء «حالة الحديد» والذي تبدأ فاعلياته في مثل هذا التوقيت من كل عام بالجبل الغربي بدير الجنادلة بمركز الغنايم .يقول الأنبا «أندراوس» أسقف أبوتيج وصدفا والغنايم ورئيس دير السيدة العذراء مريم بدير الجنادلة إن آلاف المسلمين والأقباط يأتون من شتي بقاع المحافظة للاحتفال سنويا بهذا العيد الذي يجسد روح التأخي والمحبة والسلام بين المصريين آجمعين ، ويظهر ذلك جليا من خلال مشاركة أشقائنا المسلمين لنا في الأحتفالات، مشيرا إلي أن هذا الدير تأسس في القرن السادس الميلادي علي يد الأنبا «مقروفيوس»، حيث يذكر عن القديس أنه ولد في قرية قاو بمركز البداري محافظة أسيوط ، وكان والده حاكما للمدينة يتقي الله في كل ما يفعله.واضاف الأنبا «أندراوس» أن الدير يحتفل سنويا بعيد العذراء «حالة الحديد» تذكيرا بالمعجزة التي صنعتها القديسة العذراء مريم مع القديس متياس الذي اختير بدلا من يهوذا حيث أن القديس كان يبشر باسم المسيح في برطس والتي توجد حاليا في تركيا ولم يقبلوا بشارته وسجنوه فتشفع بالقديسة العذراء فأنحلت عناصر الحديد وأصبح سائلا وذلك لكل حديد المدينة ، فخاف الملك واستقصي عن الموضوع وعرف المعجزة واستدعى العذراء والقديس متياس وطلب من القديسة أن تصلي مرة اخري ليرجع الحديد لطبيعته فطلبت القديسة من ابنها الحبيب فرجع كما كان في الحال، وآمن الملك وكل المدينة . واشار الراهب القس «تادرس الأورشليمي» أمين الدير إلى أن الأحتفالات اليومية تبدأ بالقداس الإلهي في تمام الساعة السابعة صباحاً ثم دراسة كتاب في الحادية عشر صباحاً , ورفع البخور والعشية في تمام الساعة السادسة مساءً, ثم تبدأ الدورة في تمام الساعة السابعة مساءاً بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا « أندراوس» يعقبها صلاة نصف الليل والتسبيحة في تمام الساعة العاشرة مساء، عدا آخر يوم تكون التسبيحة الساعة الثانية عشرة ، وتنتهي بالقداس الإلهي الساعة الخامسة صباحا.
