صاحبة طلة رومانسية ..ملامح رقيقة وعيون «شقية».. فتاة أحلام الشباب من جيلها وما تلاه من أجيال..و أيقونة للرقة والرومانسية فى أذهان الفتيات، بجمالها و فساتينها و تسريحة شعرها. ورغم مرور عشرات السنوات علي اعتزالها الفن في أواخر الستينيات وعودتها إلى مصر التى لم تصاحبها عودة للفن أو لعالم الأضواء ، ظلت آمال عالقة فى أذهان جمهورها كأيقونة للرومانسية والرقة بوجهها الملائكي وصوتها المميز. منذ عامين صادفتها على أحد «الكافيهات» بحى الزمالك، حيث كانت تعيش، وعرفت أن السيدة المسنة التى وضع الزمن بصماته على وجهها وجسدها الجميل وأصابها بمرض الزهايمر اللعين، هى النجمة الرقيقة ..نعم هى آمال فريد. كنت احرص على إلقاء التحية عليها وابحث فى كلماتها البسيطة فى لقاء عابر أو من خلال جلسات دردشة عن رومانسية الزمن الجميل وطلة الماضى الغائبة، كلما ذهبت إلى هناك. وأدركت ما فعلت بها سنوات العمر و مقدرات الزمن..فهى تبدو ميسورة الحال..لكنها تقضى معظم أوقاتها فى «الكافيه» أو فى قضاء مشاوير تخصها على مدار اليوم و لا تعود لشقتها إلا لكى تخلد للنوم..تجنبا للوحدة.. تعانى النسيان وبعض الأمراض الأخرى بحكم السن..تركز بعض الوقت ولكنها تعود لتكرار نفس الكلمات مرة أخرى خلال دقائق..لكن ما كانت حريصة على التأكيد عليه دائما هو عدم رغبتها فى العودة للأضواء..كانت تحكى أحيانا عن علاقتها بفاتن حمامة وكيف تبنتها فنيا وعن ذكرياتها مع حليم لكنها أبدا لم تكن تبغى النشر. كانت تريد أن تظل صورتها الجميلة الرومانسية هى العالقة فى أذهان الجمهور. حتى حاول البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا اختراق خصوصيتها وعزلتها المختارة وقاموا بنشر صورة لها وتعليقات عن «فقرها» و«تسولها» و«وحدتها» تلاها الكثير من صور النشر التى لم تكن تعجبها، لأن قرارها كان الابتعاد عن الأضواء و الشهرة . ثم زاد عليها المرض ونقلت للعلاج بأكثر من مستشفى ورحلت هذا الأسبوع فى هدوء و سكينة تاركة ملامحها الجميلة وطلتها الحلوة تذكرنا بأيام الرومانسية وزمن العندليب.